في حفل بهيج بقصر رام الله الثقافي، احتفل إلهام فلسطين في السادس من أيار عام ألفين وتسعة بعرسه الإبداعي السنوي "حصاد إلهام فلسطين" تحت رعاية دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، والشركاء والقائمين على المشروع، وكوكبة متألقة من المبادرين المبدعين، وحشد من المهتمين، ومئات المدعوين من رجال التربية والتعليم.
وكانت البداية مع السلام الوطني الفلسطيني الذي تلاه عرض فيلم قصير عن مسيرة إلهام فلسطين، المشروع الجريء والمبدع بحد ذاته، والذي آثر أن يمحو التراجع في جودة التعليم ومخرجاته على أن يلعن سوء الظروف وقساوتها، ويسمو بمختلف أوجه البيئة التربوية لأطفالنا بأبعادها المعرفية والقيمية والثقافية والسلوكية والنفسية والاجتماعية، كما عُرِضَت بعض الأعمال الإبداعية والمبادرات الخلاقة التي اشتملت عليها مبادرات المعلمين والمعلمات والمدارس المبادرة.
تلا ذلك كلمة دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض، التي أبرز فيها دور الشعب الفلسطيني والسلطة الوطنية في تحدي ممارسات الاحتلال وما ألحقه من أضرار بالغة بالمؤسسات التعليمية في بناها التحتية ومواردها التعليمية وكادرها التربوي جميعا؛ وأكد في هذا السياق التزام السلطة الوطنية بخطة التنمية والإصلاح للأعوام 2008-2010، والخطة الخمسية لوزارة التربية والتعليم، وأشاد الدكتور سلام فياض بمشروع إلهام فلسطين والجهود التي بذلها الشركاء في سبيل إنجاح المشروع والنتائج الطيبة التي أثمرتها تجارب المعلمين المبدعين والمدارس المبدعة، وأكد دولته أن الحكومة الفلسطينية ستلتزم بدعم مشروع إلهام فلسطين، للمضي قدما في مسيرته للاستفادة من تجربته الرائدة في مختلف القطاعات التنموية في مستوى الوطن، وبحيث تكرس الحكومة، في إطار إلهام فلسطين، جوائز تقديرية وتشجيعية سنوية لكل واحدة من فئات المجتمع المدرسي، تشمل المدرسة المبدعة، والمدير المبدع، والمعلم المبدع، والطالب المبدع، ضمن رؤية تحفِّز وترع الإبداع في جيمع مناحي الحياة في الوطن العزيز.
ثم ألقت معالي وزيرة التربية والتعليم العالي أ. لميس العلمي ممثلةً للشركاء والقائمين على إلهام فلسطين كلمة الشركاء التي تحدثت فيها عن مدى تعاون المعلمين والمعلمات والمديرين والمديرات والمرشدين والمرشدات في المدارس، بقطاعاتها الثلاثة الحكومية والخاصة ووكالة الغوث، في مختلف محافظات الضفة والقطاع. وثمّنت الوزيرة مبادرة إلهام فلسطين بصفتها مبادرة تربوية رائدة نحو تطوير البيئة التعليمية لأطفال فلسطين لتغدو أكثر مواءمة لنمائهم المتكامل، وأكثر تحفيزاً على استنهاض الكامن من قدراتهم وملكاتهم الجسمية والنفسية والعقلية، وبأن هاجس المبادرة هو خلق جيل مبدع نحو أمل جديد ومستقبل حضاري، كما أكدت أ. لميس العلمي دعمها للمشروع ليس فقط كشريك بل أيضا كوزيرة للتربية والتعليم العالي بحيث لا تألو جهدا في تقديم كل مساعدة ممكنة لإنجاح هذا المشروع الإبداعي وتطويره.
تلا ذلك كلمة اللجنة التنفيذية لإلهام فلسطين ألقاها عضو اللجنة التنفيذية للمشروع والوكيل المساعد في وزارة التربية أ. بصري صالح تحدث فيها عن منطلقات إلهام فلسطين الذي يرى في المدرسة بيتاً آخر للأطفال، وأن تعلم الأطفال وتربيتهم مسؤولية الجميع، وأن لكل طالب خصوصيته وتكوينه الفريد، كما أن الإصغاء للأطفال حق وواجب يسهم في تمكين النظام التعليمي من تحقيق غاياته السامية.
وكان لسنابل الإبداع الحصة الكبرى فجاء الحصاد ليكرم أصحاب المبادرات الملهمة بين تصفيق الحضور وفرحتهم الغامرة بجهود أبنائهم المبدعين والذين توزعت مبادراتهم على ثلاث فئات: المبادرات الملهمة الفئة (أ)، وعددها أربع عشرة مبادرة، والمبادرات التربوية الملهمة، الفئة (ب)، وعددها ثماني عشرة مبادرة، والمبادرات التربوية الجديرة بالتوثيق والتعريف بها، الفئة (ج)، وعددها ثماني مبادرات ليكون المجموع اثنتين وأربعين مبادرة إبداعية، وقد تضمنت المبادرات عددا من المحاور وهي: الصحة النفسية والاجتماعية للطلبة، وأساليب التعلم والتعليم، والإعلام وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والمناخ المدرسي العام، وكان للتكريم وجه معنوي بتوزيع شهادات تقدير للمبادرين.
قام دولة رئيس الوزراء د. سلام فياض والأمين العام لمؤسسة التربية العالمية د. مروان عورتاني بتكريم من ساهموا بشكل رئيس في جعل إلهام فلسطين حقيقة وواقعا، والذين كان لنهجهم التشاركي أثره البالغ في تحقيق غايات المشروع، وهم الشركاء: وزارة التربية والتعليم العالي، ووزارة الصحة، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وصندوق الاستثمار الفلسطيني، ومؤسسة التعاون، والاتحاد الفلسطيني لشركات تكنولوجيا المعلومات؛ كما قام د. مروان عورتاني بتقديم درع مشروع إلهام فلسطين لدولة رئيس الوزراء د. سلام فياض كتقدمة عرفان لدعمه الحثيث لهذا المشروع الإبداعي المتميز.
وفي الختام، قام د.مروان عورتاني الأمين العام لمؤسسة التربية العالمية بشكر دولة رئيس الوزراء والشركاء والقائمين على المشروع والمبدعين أصحاب المبادرات، والحضور الطيب على جهودهم المبذولة بمختلف أنواعها وأشكالها؛ ورحب د. مروان عورتاني بكل يد سخية رأت في إلهام فلسطين ضالتها، ووعد بالعمل على استدامة إلهام فلسطين وتوسيعه، ليبقى رسالة فلسطين الأمل والقدرة والجلد والإنجاز والإبداع.