الأطفال والشباب كشركاء فاعلين
ينظر "إلهام فلسطين" إلى الطفل كشريك في العملية التعليمية والتعلمية، ولا يُنظر إليه كعميل يتلقى الخدمة، أو كمستقبل يتلقف المعرفة، ويؤمن "إلهام فلسطين" بأنّ مشاركة الأطفال والشباب، وانخراطهم الهادف والإيجابي والمسؤول في تعلمهم في مدرستهم، ومحيطهم، ومجتمعهم، من الركائز الأساسية لنشأتهم السوية ولبناء شخصيتهم؛ فهذه الشراكة تنمّي وعيهم، وتعزز ثقتهم بأنفسهم، وتعمّق لديهم الانتماء لمدرستهم ومجتمعهم، وتزيد من إقبالهم على التعلم وحبهم له، وترفع قدرتهم على العيش بانسجام مع مَن حولهم.
وحتى يلعب الشباب دور الشريك الفاعل، تم إدماجهم في مبادرة "إلهام فلسطين"، هذا الإدماج الذي أخذ أكثر من شكل في محطات العمل كافة، ويمكن تفصيله على النحو الآتي:
1. مشاركة الشباب منذ البدايات في النقاشات التي سبقت تصميم البرنامج.
2. مشاركة الشباب في لجان التقييم المحلية التي تقيم المبادرات المتقدمة إلى المديريات، والتي تقوم بالتحقق من المبادرات وأثرها في الميدان للاطلاع على أثر المبادرات المرشحة في البيئة التعلمية وفي الطلبة.
3. مشاركة الشباب في لجان التقييم المركزية، وكذلك في المقابلات النهائية.
4. مشاركة الشباب في برنامج بناء قدرات قبل المشاركة في عملية التقييم، تركز على التفكير الناقد، وعلى التعلم من مصادر مختلفة، وعلى تمييز الغث من السمين مما يطرح عليهم من أفكار، ومما يشاهدونه ويسمعونه، فضلاً عن تدريبهم على تقييم المبادرات التربوية التي تستهدفهم. وتضمنت عملية تدريبهم موضوعات عدة، مثل: البيئة التربوية وأثرها في الطفولة السوية، وتوجهات ومنطلقات "إلهام فلسطين" ومحاور الترشّح، والتعلم من مصادر متعددة ومتنوعة، والصحة الشمولية، والعلاقة الجدلية بين الصحة والتعلم، وكيفية التعامل مع معايير التقييم ومؤشراته، وتقييم المبادرات في ضوء هذه المعايير، واستخدام نموذج التقييم، وكتابة ملاحظاتهم، وكذلك كيفية طرح الأسئلة على أصحاب المبادرات. وقد أتيح المجال للشباب المشاركين في التدريب لتطوير مجموعة من معايير تقييم للمبادرات من منظورهم الخاص بهم.
5. انضمام الشباب لفئات الترشّح، حيث سمح للطلبة في الصفوف من الثامن وحتى الثاني عشر بالترشح بمبادراتهم، وكانت هذه خطوة عملية وحيوية ساعدت في إندماجهم في البرنامج، وكان هناك العديد من المبادرات المتميزة على الصعيد الوطني.
اختار فريق "إلهام فلسطين" التنفيذي مجموعة من الشباب، تتراوح أعمارهم (16-20 عاماً)؛ ليكونوا نواة لمجموعة شبابية مستدامة لبرنامج "إلهام فلسطين"، بعدما منحت الفرصة للمبادرين الملهمين الشباب الذين تميزوا على المستوى الوطني في دورات "إلهام فلسطين" السابقة، كذلك لمتطوعي بعض المؤسسات الصديقة، كمؤسسة تامر للتعليم المجتمعي، ومنتدى شارك الشبابي، ومكتبة بلدية البيرة.
وقد نظّم البرنامج لقاءات تدريبية للشباب حول محتوى وفلسفة "إلهام فلسطين"، أبدوا فيها تفاعلاً وإبداعاً، ورغبة في التطوع لدعم ومساندة المبادرين التربويين بالوسائل الممكنة، حيث أعربوا عن سعادتهم بوجود من يهتم بأطراف العملية التعليمية وببيئة الطالب المدرسية ويدعم تطويرها وتحسينها.
كما انخرط الشباب بفاعلية وإقدام في مرحلة التقييم النهائي للمبادرات التربوية، وشاركوا إلى جانب الخبراء التربويين في إجراء المقابلات الشخصية مع المبادرين الذين تأهلوا من المديريات والمناطق التعليمية. وقبيل مشاركتهم، ناقش الشباب معايير ومؤشرات التقييم في نموذج المقابلة، وأجروا محاكاة للتقييم النهائي، حيث تدربوا على مهارات حسن الإصغاء، وطرح الأسئلة المناسبة، وتدوين الملاحظات، ووضع الأوزان. وعدّ الشباب أنفسهم أنهم خاضوا تجربة فريدة، مثلت "لحظة إيقاظ" لهم، فزادت من ثقتهم بأنفسهم، وأكسبتهم معارف ومهارات جديدة.
أعضاء لجان الشباب