مدرسة بنات أبوديس الثانوية
الدورة الرابعة
"طالبات مبدعات يطورن صندوقا صحيا ذكيا"
الهيئة الطلابية: إيناس زعاترة، هديل أبو حديد
مدرسة بنات أبوديس الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ ضواحي القدس
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم مبادرتنا على ملاحظة مشكلة، والعمل على حلّها. لقد قمنا برصد مجموعة من المشكلات منها: الفساد السريع لبعض الأغذية كالفواكه والخبز وغيره، وصدور رائحة كريهة من الأحذية، وتراكم الغسيل الذي يسبب ظهور رائحة كريهة ومزعجة. وبعد التفكير العميق في كيفية حل هذه المشكلات، عملنا على تصميم جهاز "الصندوق الصحي الذكي". وتم التركيز على مشكلة تراكم الغسيل كتطبيق أولي للجهاز، والتي تنتج عن تجميع الغسيل لفترة من الزمن قبل غسله، مسبباً نمو الفطريات وصدور رائحة كريهة منه.
من أهم الدوافع التي شجعتنا على الاهتمام بهذه الفكرة: الرغبة في حل المشكلات التي تواجهنا، والحفاظ على صحة الإنسان، وحب العمل الجماعي والاشتراك في النشاطات اللامنهجية، ورغبتنا في الحصول على المزيد من المعلومات والمهارات العملية والتكنولوجية، فضلا عن الرغبة في رفع اسم مدرستنا والارتقاء بها.
جوانب التميز في المبادرة
تتميز فكرة مبادرتنا بأنها الفكرة الأولى من نوعها، فهي تقوم على حل مشكلة لم يسبق لأحد أن قام بالتفكير بها من قبل. وهي مشكلة الفطريات وما ينتج عنها من أضرار للإنسان مثل مشكلة الرائحة الناتجة عن تراكم الغسيل، وفساد بعض الأغذية. ومن ناحية أخرى تميز جهازنا بالإبداع حيث تمكن من حل هذه المشكلات، وتم تطبيقه بشكل أولي لحل مشكلة الرائحة الصادرة عن تراكم الغسيل، حيث تعمل سلة الغسيل على قتل الفطريات من خلال برمجة حاسوبية في حال وجود غسيل متراكم، وبحيث يعكس الجهاز ظروف النمو التي تحتاجها الفطريات والكائنات الحية الدقيقة.
وتتميز المبادرة أيضا بأنها أطلقت العنان للطالبات لتنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات، والبحث العلمي فضلا عن المهارات العملية المتمثلة في تصميم الجهاز والتعامل مع القطع الإلكترونية وبرامج البرمجة العالمية. وعملت المبادرة أيضا على تعزيز الاتجاهات نحو العمل الجماعي، وعززت العلاقات بين الطالبات ومعلمتهن من خلال تعاملها معهن في مثل هذه الأنشطة اللامنهجية خارج إطار المنهاج. ومن جانب آخر، فقد أدت المبادرة إلى تعزيز ثقة الطالبات بأنفسهن وتدعيم قدرتهن على المناقشة والاقناع، وتعزيز شعورهن بالتميّز لقدرتهن على إنجاز مثل هذه الأعمال.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أفادتنا هذه المبادرة في تطوير قدراتنا على العمل على نحو تشاركي تحت إشراف معلمة الأحياء في المدرسة، حيث تم توزيع الأدوار على القائمين بالمبادرة بشكل عادل وحسب الخبرات والمهارات، وقام كل منهم بدوره على أكمل وجه، وفي حالة وجود أي نقص كان يكمله شخص آخر في الفريق بسلاسة. كما قام الفريق بالالتزام بمبدأ التناوب في عرض المبادرة أثناء تحكيمها.
كان الأثر الرئيس للمبادرة على الطالبات المشاركات، حيث اكتسبن القدرة على كتابة الأبحاث بطريقة علمية، والقدرة على التعامل مع البرامج التكنولوجية والخوارزميات؛ أما الطالبات غير المشاركات، فقد تولدت لديهن الرغبة في المشاركة في النشاطات اللامنهجية.
أما أولياء الأمور، فقد ازدادوا فخراً بإنجازات أبنائهم، وإيمانا بقدراتهم، وتغيرت نظرتهم للمدرسة؛ إذ لم تعد بالنسبة لهم مجرد مكان للتعليم التلقيني، وهذا التأثر جعلهم يشجعون أبناءهم ويسمحون لهم بالمشاركة والتأخر بعد ساعات الدوام.
وامتد تأثير المبادرة إلى المعلمات؛ فقد زادت ثقتهن بقدرة الطالبات، وعززت علاقتهن معهن، وأثارت الفضول لدى المعلمات غير المشاركات لمعرفة ما يدور حول المشروع والرغبة في تحصيل معرفة علمية جديدة، كما ولدت لديهن الرغبة في استخدام الأدوات التكنولوجية الحديثة كوسيلة للتعليم لما لها من أثر في تثبيت المعلومة لدى الطالبات.
وازداد دعم المجتمع المحلي للمبادرة عندما علم أنه إذا تم استخدام هذا الجهاز على نحو سليم، فإنه سيساعد في حل مشكلة صحية كبيرة، حيث إن الرائحة التي تصدر من الملابس المتراكمة، والتي يكون سببها الفطريات، تضر بصحة الأفراد؛ فقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض في الجهاز التنفسي وخصوصاً عند الأطفال، كما أن وجود هذه الرائحة في البيت يؤدي إلى عدم الراحة النفسية.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تم الاستعانة بخبرات مجموعة من المصادر البشرية لإنجاح المبادرة، فقد تم الاستعانة بمعلمات المدرسة والمشرفين التربويين، وبمختصين في الأحياء الدقيقة والبرمجة، وبأطباء في مستشفى المقاصد للاستفادة من خبرتهم في المجال الذي يخدم مشروعنا وهو التعقيم، حيث تمت زيارة المستشفى والتعرف على الأدوات المستخدمة لقتل الفطريات والكائنات الحية الدقيقة.
ومن جهة أخرى، تم الاستفادة من مختبرات المدرسة (مختبر الأحياء، ومختبر الحاسوب) لإجراء التجارب العملية، واستغلال وجود جامعة القدس في منطقتنا للقيام بالعديد من التجارب التي عجزت المدرسة عن تطبيقها بإشراف المتخصصين في الجامعة، فضلا عن الاستفادة من مكتبتي المدرسة وجامعة القدس للحصول على المعلومات العلمية لإجراء البحث. كما تم الاستفادة من قطع إلكترونية وكهربائية تنتجها الصناعات المحلية في تصميم الجهاز.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
واجهت المبادرة عدة صعوبات،منها البحث عن حل غير مكلف وبسيط ولا يؤدي إلى مشكلات أخرى- وهذا ما توافر في الصندوق الصحي الذكي، وإيجاد جهات تساعدنا في بناء الجهاز وتوفير القطع، لذلك تم التواصل مع مؤسسة "ابتكر" التي وفرت لنا هذه القطع. أما مشكلة ضيق الوقت، وصعوبة التنسيق بين الدراسة والعمل على المشروع، فقد تم تجاوزها من خلال عمل جدولة زمنية، والحضور في أيام العطل، وما بعد الدوام.
وأفادت الاستعانة بأساتذة مختصين من جامعة القدس في كتابة البحث العلمي بطريقة علمية وممنهجة، في حين تم الطلب من مختبرات الجامعة مساعدتنا في إجراء تجارب في مختبراتهم للتأكد من أن الجهاز يعمل بشكل فعّال في القضاء على الفطريات، وبخاصة لعدم توفر بعض الأدوات التي نحتاجها في مختبرات مدرستنا. وتمت المشاركة في دورة برمجة لتعلم كيفية التعامل مع القطع الإلكترونية وبرمجة الجهاز.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
حصلت مبادرتنا على اهتمام من كل من توجهنا له وبخاصة أولياء الأمور والمدرسة وبعض الأطباء والمهندسين والمختصين في الأماكن المختلفة، حيث حصلنا على القبول والدعم الكامل منهم لهذه الفكرة، وكل ما نحتاجه منهم لخدمة مشروعنا، إضافة إلى توفير البيئة العلمية والعملية المناسبة لنا. وكان تفاعل المجتمع مع مشروعنا إيجابيا، حيث أبدى العديد من الأشخاص رغبتهم في شراء جهازنا في حال تسويقه.
زادت مشاركتنا في مسابقة معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا إيماننا بقدرتنا على العمل والإنجاز، حيث حققنا المركز الأول على مستوى مديريتنا. وولدت لدينا الحافز للمشاركة في إلهام فلسطين، كما ولدت لدى طالبات المدرسة الرغبة في الاشتراك في المشاريع اللامنهجية، كالأولمبياد، ومشروع المواطنة، في السنوات القادمة.