ناهد جودة سليم
الدورة الرابعة
"استخدام الدراما في تعليم وتعلم اللغة الانجليزية لخلق جو محفز نحو التعلم"
ناهد جودة سليم
مدرسة بنات العودة الاساسية
مديرية التربية والتعليم/ بيت لحم
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
كثيرا ما لاحظت عدم تقبل الطالبات لتعلم اللغة الانجليزية، وبالتالي تدني كل من دافعيتهن وتفاعلهن الصفي والتزامهن بحل الواجبات. لذلك قمت بالاطلاع على بعض الدراسات المحلية والدولية، ولفت انتباهي النتائج الإيجابية للدراما على تغيير الاتجاهات وزيادة التحصيل. بناء على ذلك، قررت توظيف الدراما في تعليم وتعلم اللغة الإنجليزية في مدرستي آملة أن تثير دافعيتهن للتعلم، وأن تسهم في تحسين مهارات الطالبات وإكسابهن المفاهيم والقيم والاتجاهات الإيجابية المرغوب فيها.
لقد دفعني للقيام بهذه المبادرة قناعتي بأن الدراما يمكن أن تساعد الطالبات في تجاوز العديد من صعوبات التعلم وتحسين اتجاهاتهن وتحصيلهن وتزيد من مشاركتهن داخل الصف من خلال استخدام أنماط التعلم بالدراما، ولعب الأدوار والتمثيل. فضلا عن الدور الذي يمكن أن تلعبه الدراما في الخروج عن النمط التقليدي في تعليم وتعلم مهارات اللغة الإنجليزية (كالمحادثة والاستماع والقراءة والكتابة والقواعد) التي يجد العديد من الطلاب صعوبة في فهمها واستخدامها في مواقف حياتية حقيقية.
لقد استقيت فكرة الدراما بعد تلقي ثلاث دورات تدريبية نظمها معهد جورج ايكرت الالماني وقادها مختصون في مجال الدراما والمسرح. وقد تبينت من خلال هذه الدورات أهمية استخدام استراتيجيات متنوعة من الدراما في تعليم وتعلم اللغة الانجليزية لما يتركه ذلك من أثار إيجابية على دافعية المتعلمين، وتعزيز للجو التعليمي التفاعلي؛ مما يزيد من الاتصال والتواصل، ويجعل من المتعلم مركز العملية التعليمية التعلمية، ويعده للتعامل مع حياته المستقبلية.
جوانب التميز في المبادرة
تتميز المبادرة بابتعادها عن الأسلوب التقليدي في التعليم كالحفظ والتلقين، ومراعاتها للفروق الفردية بين الطالبات، ومساعدتهن على كسر حاجز الخوف والخجل، وتنمية مهارات التفكير الإبداعي وحل المشكلات. كما أنها تزيد من الفاعلية والمشاركة في الصف وفي الأنشطة المدرسية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لقد أثرت هذه المبادرة بالدرجة الأولى على طالباتي في المدرسة، كما أثرت على زميلاتي المعلمات من نفس التخصص في اللغة الانجليزية، ومعلمات من تخصصات مختلفة داخل المدرسة وخارجها، وشجعتهن على توظيف الدراما في التعليم والتعلم، بالإضافة الى استفادة مرشدة المدرسة من الأنشطة المتعلقة بالدراما في علاج بعض المشكلات التي تعاني منها الطالبات للوصول الى حلول مناسبة .
بالنسبة للطالبات، فقد أبدين اهتماما أكبر بحصص اللغة الانجليزية، وزادت رغبتهن في المشاركة الفاعلة في الغرفة الصفية وفي الأنشطة والمشاريع، وارتفعت نسبة من يقمن بحل واجباتهن، وكذلك زادت مشاركة الطالبات في الإذاعة الصباحية، وقمن بتغيير النمط التقليدي في إلقاء الموضوعات، حيث قامت الطالبات بالتمثيل والغناء. وقد أدت المبادرة أيضا إلى تعديل بعض السلوكات السلبية لدى الطالبات، واستغلال النشاط الزائد والمواهب والقدرات والمهارات في الحصول على نتاج تعليمي ايجابي وبناء؛ وهذا أسهم بدوره في ارتفاع مستوى تحصيلهن.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تم حشد مجموعة من الموارد البشرية لخدمة المبادرة، وكان أهم هذه الموارد المعلمة، وطالبات الصف العاشر الأساسي، بالإضافة إلى لجنة منتخبة من الطالبات المساعدات، وإدارة المدرسة والمرشدة، ومشرفة اللغة الانجليزية التي حضرت بعض الحصص التي توظف الدراما، وقامت بتزويدي بتغذية راجعة تطويرية.
أما بالنسبة للموارد المادية، فقد قمت باستغلال خامات البيئة المحلية، واستثمار بعض الوسائط كالفيديوهات والمسجل والحاسوب والانترنت وصفحة التواصل الاجتماعي"Facebook" الخاصة بالمدرسة، ونادي اللغة الانجليزية في المدرسة.
وساعدني في إنجاح هذه المبادرة ما طورته من خبرات عملية نتيجة مشاركتي في عدة دورات تدريبيبة لتوظيف الدراما في سياق تعليمي، فضلا عن اطلاعي على العديد من الأبحاث الإجرائية المحلية والدولية في هذا المجال، والإطلاع على مصادر للمعرفة عبر الانترنت، كما ساعدني في ذلك الاستعانة بخبرة وأفكار أشخاص تلقوا تدريباً في مجال الدراما في مركز القطان.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
لم تخل طريق المبادرة من الصعوبات، فمثلا كانت الصفوف مكتظة، ولم يتوفر في المدرسة قاعة للأنشطة مما جعلني ألجأ إلى الغرف الصفية وساحة المدرسة، ولم تتقبل بعض الطالبات والمعلمات فكرة الدراما، فقمت بتنظيم حملة توعية تبين أهمية هذا الأسلوب في زيادة الدافعية للتعلم. وتعثرت المبادرة لبعض الوقت بسبب عدم انتظام الدوام نتيجة لإضرابات المعلمين، وتم تجاوز ذلك بتكليف الطالبات بأنشطة لاصفية.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أبدت طالبات المدرسة اهتماما كبيرا بهذه المبادرة، وعبرن عن الرغبة في خوض هذه التجربة، وبخاصة عندما بدأت نتائج المبادرة تظهر بشكل ملموس على توجهات زميلاتهن الطالبات وزيادة دافعيتهن نحو تعلم اللغة الانجليزية، ومشاركتهن النشطة في العملية التعليمية. وقد لعبت صفحة المدرسة للتواصل الاجتماعي دورا فعالا في نقل هذه التجربة، وإيصال فكرتها لشريحة كبيرة من الطالبات والمعلمات والتربويين الذين شجعوا بدورهم المبادرة.
وقمت بعرض تجربتي عن أثر الدراما في إكساب المهارات والمفاهيم اللغوية في مؤتمر الاميديست الثاني للمدارس النموذجية، وحصلت على جائزة العرض المميز. واشتركت في إعداد مجلة تحتوي على دروس ومهارات في الدراما. كما أقنعت معلمة من زميلاتي بإجراء بحث تجريبي على عينة تجريبية شملت الصف العاشر، وذلك لقياس اثر استخدام الدراما على اتجاهات وتحصيل الطالبات.