نادية محمد مخزومي
الدورة الرابعة
"إنشاء نادٍ علمي في المدرسة يسهم في تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو تعلم العلوم"
نادية محمد مخزومي
مدرسة بنات دير أبو ضعيف الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ جنين
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
عندما أدرجت وزارة التربية والتعليم مسابقة هي الأولى من نوعها تهتم بالجانب العلمي المدرسي ضمن مسابقات الأنشطة المدرسية، وهي مسابقة: " أفضل نادٍ علمي"؛ رأيت في هذه المسابقة فرصة لإحياء الاهتمام بمادة العلوم وتقريبها لأذهان الطالبات، وإثارة لدافعيتهن في تعلم العلوم وإجراء التجارب العملية المنهجية واللامنهجية. وعندما طرحت فكرة تأسيس نادٍ علمي؛ تهافتت طالبات الصفوف من السابع إلى الثاني ثانوي على الانضمام للنادي، وبدأن العمل بمتعة واهتمام، وقررن الاستمرار في النادي للأعوام المقبلة حتى لو لم تكن هناك مسابقة.
تضمنت المبادرة إنشاء مقر للنادي العلمي في المدرسة، وتصميم شعار له، كما اشتملت على تدريب الطالبات على تصميم وتنفيذ أنشطة علمية تعليمية متنوعة تثري خبرة الطالبات في تعلم العلوم والاستمتاع بها، مثل: عمل وسائل علمية، وإجراء تجارب علمية، واستخدام برمجيات حاسوبية، وتنظيم رحلات علمية، إضافة إلى عقد ندوات ومحاضرات علمية، وإقامة معارض علمية وعملية، وإنشاء صفحة للنادي العلمي على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) للتواصل وتبادل الخبرات.
جوانب التميز في المبادرة
تميز النادي العلمي بأهدافه وفعالياته، وحاز على المركز الأول في مسابقة "أفضل نادٍ علمي" على مستوى مديرية التربية والتعليم في جنين لسنتين متتاليتين. ولعب دورا في تشجيع الطالبات على المشاركة في الأنشطة الصفية واللاصفية، وتقريب مادة العلوم لأذهان الطلبة وتبسيطها، إضافة إلى تشجيع الطلبات على الابتكار والتصميم.
خلقت المبادرة لدى الطالبات حب العمل بروح الفريق، والانتماء إلى المدرسة. وكسرت حاجز الخوف من التجارب العلمية؛ فأصبحت مادة العلوم من المواد المفضلة والممتعة لدى الطالبات. كما خلقت جوا من الاحترام والتقدير بين طالبات المدرسة ومعلماتها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على الطالبات إيجابا من حيث: السلوك والتحصيل والدافعية والأداء؛ حيث رفعت من مستوى التحصيل، وعززت دافعية الطالبات نحو تعلم العلوم. وساعدت في إطلاق العنان لطاقاتهن وإبداعاتهن، وفتحت لهن نافذة للتعبير عن قدراتهن واهتماماته. ومن الأمثلة على تأثير المبادرة على طالبات النادي اكتسابهن مهارات عملية واجتماعية، وتطوير معرفتهن وترسيخ المفاهيم العلمية الصحيحة، فضلا عن تنمية اتجاهات إيجابية نحو تعلم العلوم، ونحو تحمل المسؤولية واحترام العمل والتطوع.
وأثرت المبادرة أيضا على المعلمات، حيث حفزتهن على الإبداع والبحث، وعززت تواصلهن مع الطالبات، وقامت بعض المعلمات بمشاركة طالبات النادي في إعداد وسائل تعليمية أو إجراء تجارب عملية. ومن جانب آخر، أسهمت المبادرة في تفعيل المختبرات العلمية في المدرسة، وأصبح للطالبات دور أساس ومهم في إجراء التجارب بدلا من الاكتفاء بمشاهدة العروض التوضيحية كما كان يحدث سابقا. وعملت المبادرة على إطلاق شرارة الإبداع العلمي لدى الطالبات، وتعزيز العمل كفريق، فضلا عن كسر حاجز الخوف من التجارب العلمية، ومراعاة شروط الأمن والسلامة في العمل المخبري.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تضافرت مجموعة من العوامل البشرية والمادية لتحقيق نجاح المبادرة. فقد تضمن النادي تنوعا لافتا في فعالياته لكي يلبي احتياجات واهتمامات مختلفة للطالبات، وقامت مديرة المدرسة بدعم النادي بإنشاء مقر له وتوفير ما يلزمه من مواد وأجهزة حاسوب وقرطاسية، ووضعت مختبر العلوم تحت تصرف طالبات النادي.
وتم التنسيق مع مؤسسة الدفاع المدني لإعطاء ندوة عن السلامة العامة في المختبرات وكيفية التعامل مع المواد الكيمياء؛ أما الطالبات، فقد انخرطن باهتمام في أنشطة النادي، وشكلن مجموعات عمل مختلفة حسب اهتمامهن، وقمن بإعداد بعض الوسائل التعليمية، وإجراء تجارب عملية، وتنظيم معارض علمية. وتم كل ذلك، بدعم من معلمات العلوم، وأولياء الأمور.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
بالرغم من الصعوبات وقلة الإمكانات، قمنا بتطويع خامات بسيطة غير مكلفة لعمل وسائل علمية، وقمنا بجمع عينات من البيئة - صخور ونباتات وحيوانات- واستخدامها في الأنشطة العملية.
ونجحت المبادرة على مستوى المديرية بفضل الجد والمثابرة في العمل بالرغم من ضغط الحصص الصفية، والأعمال المدرسية للمعلمة والطالبات؛ فقد كنا نراعي فترة الامتحانات النصفية الفصلية، ونكثف العمل في أيام الإجازة والاستراحة بين الحصص حتى نخرج بعمل إبداعي ومميز نفخر به ويعكس صورة إيجابية عن المدرسة وطاقمها وطالباتها.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة الاحترام والتقدير من الطالبات والمعلمات والمديرة ومديرة التربية، واستقبلت المدرسة بعض أولياء الأمور وممثلي مؤسسات رسمية مثل: الدفاع المدني والشرطة ورئيس الاتحاد الدولي للإعلام الذي منحنا درع وشهادة تقدير وشهادة الشخصية المميزة. وقامت وسائل الإعلام المحلية بتغطية فعاليات النادي والمعرض العلمي.
وسارعت المدارس المجاورة- بمدرائها ومعلميها وطلبتها- بزيارة معارضنا العلمية والاستفادة منها لإقامة معارض مماثلة في مدارسهم. وزار النادي العلمي أيضا مديرة التربية، وأساتذة من الجامعة العربية الامريكية وقاموا بدعوتنا لزيارة مختبرات الجامعة للاستفادة من إمكاناتها وخبرات العاملين فيها.