مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات
الدورة الرابعة
"مدرستي بيئة تعلمية تحفز تفكيري وتدفعني للإبداع والابتكار"
أصحاب المبادرة: وفاء الكركي، سيرين عبيد، عبير اقنيبي
ختام شريف، هدى شاهين، رولا الجعبري، عبير الشعراوي
مدرسة وداد ناصر الدين الثانوية للبنات
مديرية التربية والتعليم/ الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تعتبر مدرسة وداد ناصر الدين المؤسسة التربوية التعليمية الأولى لتدريس التخصص العلمي للإناث في الخليل، وهي تقوم سنوياً بوضع خطة شاملة لتعزيز مهارات التفكير العلمي من خلال توفير بيئة محفزة للتفكير والإبداع، وتطوير قدرات الطالبات العلمية والعملية، وتعزيز شخصياتهن الإيجابية. لذلك، فإن هذه المبادرة تركز على إيجاد هذه البيئة التعليمية المناسبة للتفكير العلمي والابداعي من خلال مشاركة الطالبات في نشاطات علمية متنوعة منها: عمل مجلات، وأبحاث، وتنسيق لقاءات مع أساتذة جامعات وأطباء ومؤسسات، والمشاركة في معارض ومسابقات ومؤتمرات محلية وعالمية لعرض ما تتوصل إليه الطالبات من حلول لبعض المشكلات من خلال ابتكار نماذج بسيطة.
وتتلخص دوافع المبادرة في إطلاق الطاقات الكامنة لدى الطالبات، وتنمية قدراتهن العقلية، وتعزيز شعورهن بأنهن مبدعات وقادرات على الإبداع والابتكار، فضلا عن الاستفادة من الكادر التعليمي المميز في مجالات مختلفة في المدرسة في مساعدة الطالبات على مواكبة العصر الحديث والتطور المتسارع في العلم والتكنولوجيا، والمساهمة في التقليل من الفجوة بين التعليم المدرسي والتعليم الجامعي.
جوانب التميز في المبادرة
تميزت المبادرة بقيمة إبداعية ملهمة لكونها تمت في بيئة تعليمية للدراسة الثانوية تهتم بالتحصيل العلمي بالدرجة الأولى. وقد استطاعت خلال عامين متتاليين تكوين رؤية واضحة في مجال تحفيز التفكير العلمي، وتنمية الشخصية السوية للطالبة، من خلال تدريبها على مهارات العصف الذهني ومهارات الاتصال والتواصل والحوار البنّاء والتفكير الناقد.
واتبعت المبادرة النهج التشاركي والتعاوني من خلال شموليتها لجميع محاور العملية التربوية التعليمية، وكان انخراط الطالبات في العمل ملموسا ومستمرا، في حين شاركت المعلمات بدافعية كل حسب تخصصها في تطوير المشاريع وتحسينها، وذلك من خلال توجيه ومساندة الطالبات وتسهيل زيارتهن للمختبرات العلمية في الجامعات لتنفيذ الأفكار.
وكان هناك تفاعل حقيقي بين المدرسة والجامعات، وهذا ما أكده العديد من الأساتذة الجامعيين حين عبروا عن دهشتهم لإبداع الطالبات وأفكارهن الابتكارية. وقد لوحظ وجود اهتمام واضح من قبل الأهل تجسد في تشجيعهم لبناتهم، وتواصلهم المستمر مع المدرسة ومشاركتهم في الفعاليات العلمية المختلفة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
استهدفت المبادرة طالبات الحادي عشرالعلمي، كما استهدفت المعلمات المتميزات والأهالي والمجتمع المحلي بمؤسساته المختلفة، وبخاصة الجامعات؛ فمن جهة الطالبات، عملت المبادرة على تنمية الشخصية المتكاملة لدى كل منهن، وتعزيز ثقتها بنفسها، ورفع معنوياتهن وتحفيز التفكير المبدع لديهن، والعمل على تجسيد الأفكار المجردة وتطويرها لتصبح مشاريع منتجة وحقائق على أرض الواقع. كما عملت على تنمية مهارات الطالبات في التركيب والتفكيك والتجريب وتطبيق الحلول عمليا وبناء النماذج. لذلك، نجحت المبادرة في تحفيز الطالبات على المشاركة في مسابقات ومؤتمرات ومعارض علمية والحصول على مراكز متقدمة في معظمها، وتنمية مهارات الاتصال والتواصل، والقدرة على التعبير وتقديم الشروحات اللازمة لأفكارهن المطبقة، والقدرة على الإقناع. وخرجت الطالبات بتجربة ممتعة وبناءة واجهن فيها معترك الحياة بثقة واعتزاز.
وأثرت المبادرة على المعلمات من خلال التنافس البناء، ومواكبة ما يستجد في العالم لخدمة أفكار ومشاريع الطالبات، وحفزت المعلمات كذلك على القيام بإشاعة أجواء إيجابية للبحث والمعرفة في المدرسة، وتسهيل تبادل الخبرات والمعلومات. ومن جهة ثانية، فوجئ أساتذة الجامعات من قدرات الطالبات على الابتكار والتجديد والتطبيق والتعبير، والقدرة على الإقناع بجدوى تطبيق بعض المشاريع.
وفيما يتعلق بالأهل والمجتمع المحلي ومؤسساته، فقد عملت المبادرة على إشراكهم في حضور الفعاليات المدرسية والمعارض العلمية، وأسهمت في استقطاب مواقفهم الداعمة ، فضلا عن تشجيعهم على المشاركة في تحمل المسؤولية مادياً ومعنوياً تجاه المدرسة والطالبات.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
عملت المبادرة على استغلال الموارد البشرية (المعلمات، والأهالي، وأساتذة الجامعات) والموارد المادية (مثل مختبرات المدرسة، وأجهزة الحاسوب، والمكتبة، ومختبرات الجامعات، والتبرعات) المتاحة بشكل كبير. فمثلا تم الاستفادة من خبرات المعلمات عن طريق ورشات العمل التدريبية. وتمثل الدعم المادي والمعنوي للمبادرة من خلال الإدارة والأهالي ومؤسسات المجتمع المحلي، والجامعات بمختبراتها العلمية، ووسائل الإعلام التي عملت على تعميم ونشر الفعاليات المدرسية. وكان للمشاركة السابقة في مسابقة إلهام فلسطين دور كبير في التعاطي مع المبادرة الجديدة.
لقد كان دور الطلبة نشطا وفاعلا، وظهر ذلك من خلال مشاركتهم الفاعلة في العصف الذهني والخروج بأفكار قابلة للتطبيق وتخدم المجتمع، وإقبالهم على تحسس المشكلات المجتمعية وإيجاد حلول مناسبة لها، فضلا عن الالتزام بالبرامج التدريبية والفعاليات المنوعة، والمشاركة في المسابقات على كافة المستويات. وساعد في إخراج هذا الدور إلى حيز التنفيذ تدريب الطالبات على منهاج البحث العلمي من خلال عقد لقاءات تدريبية في المدرسة من قبل متخصصين قي هذا المجال، وتعميم المعارف والخبرات للطالبات من خلال تشكيل فرق العمل وعقد اجتماعات مع المعلمات وإدارة المدرسة. وتسهيل وصول الطالبات إلى مصادر عدة، لدعم المبادرة وتسهيل تنفيذها، مثل: معلمات المباحث العلمية، وأساتذة الجامعات والمجتمع المحلي والكتب والمجلات العلمية والانترنت.
وقامت المعلمات بتدريب الطالبات على مهارات البحث العلمي، ودعم أفكارهن والتنسيق مع الإدارة لتحقيقها، وتوفير المصادر المختلفة لزيادة المستوى المعرفي للطالبات، فضلا عن الإسهام في إنشاء بيئة تفاعلية متكاملة تعمل بروح الفريق؛ أما أولياء أمور الطالبات، فقد عملوا على دعمهن في مشاريعهن ودراساتهن، معنويا وماديا، وقاموا بمتابعة الفعاليات والمشاركة في الأنشطة كالمعرض العلمي، في حين تمثل دعم المجتمع المحلي للمبادرة في استقبال الجامعات للطلبة والسماح لهم باستخدام المختبرات المتطورة، واهتمام وسائل الإعلام بجديد المبادرة وتعميمه.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
تمثل أهم تحدٍّ واجه المبادرة في كونها مدرسة ثانوية تهتم بالتحصيل العلمي، وتعطيه أولوية قصوى؛ الأمر الذي تطلب إقناع الهيئة التدريسية والطالبات والأهالي بأهمية المبادرة وأثرها الإيجابي على تعلم الطالبات وتطورهن.
أما الصعوبات التي واجهت المبادرة فقد كانت عديدة، منها: ضرورة التنسيق المستمر مع إدارة المدرسة عبر رفع الكتب الرسمية لأي نشاط يتم خارج المدرسة، وبخاصة عند استخدام المختبرات المتقدمة في الجامعات. وتم التعاطي مع هذه الصعوبة من خلال التواصل المباشر بين إدارة المدرسة ورؤساء الجامعات والمؤسسات. ومنها أيضا سلبية بعض الأهل تجاه خروج بناتهن لتنفيذ المشاريع بعد الدوام المدرسي، ولكن تم إقناعهم من خلال الاجتماعات وعرض نماذج متميزة لإبداعات سابقة تبين أهمية مشاركة الطالبات.
ومن جهة أخرى، تم التعاطي مع مشكلة عدم توفر مصادر التعلم الحديث والانترنت عند بعض الطالبات بتوفير الانترنت في المدرسة، وكذلك تم تذليل المشكلة الناجمة عن تكلفة المشاريع المرتفعة من خلال ميزانية المدرسة والدعم المادي من الأهل والمهتمين، وبخاصة الجامعات المحلية التي قامت بتزويد الطالبات ببعض القطع الإلكترونية اللازمة للمشروع.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أثرت المبادرة بشكل مباشر على الجو العام السائد في المدرسة، فقد لوحظت النقلة النوعية من حالة الجمود والروتين التعليمي إلى التعلم التفاعلي النشط، وتغيرت نظرة الطالبات إلى الحياة العلمية من التجريد إلى الإبداع والابتكار، وتمثل ذلك في مشاركة المدرسة في المسابقات داخل المدرسة وخارجها.
وعززت المبادرة اهتمام الأهل، والمجتمع المحلي، وأساتذة الجامعات، ومديرية التربية والإعلام المحلي. وظهر ذلك جليا عن طريق متابعة هذه الأطراف للمبادرة، وتقديم وسائل الدعم المختلفة، وحضور الفعاليات والأنشطة، وكتابة رسائل الإعجاب، وتقديم دعوات للمشاركة في معارض جامعية. ويجدر بالذكر أن وسائل إعلام محلية مثل وكالة معا والحرية وتلفزيون ال mbc و تلفزيون فلسطين اهتمت بالفعاليات والأنشطة المدرسية، وقامت بنشر أخبارها.