مدرسة الفارابي الأساسية المختلطة
الدورة الرابعة
"لعب الطالب ومرحه مدخل حيوي للتعلم الفعال"
أصحاب المبادرة: نعمة الحواجري، وعبير النادي
مدرسة الفارابي الأساسية المختلطة
مديرية التربية والتعليم/ غرب غزة
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
من المعروف أن الطفل يقضي معظم ساعات يقظته في اللعب، بل قد يفضله أحياناً على النوم والطعام. وبممارسته الألعاب يتعلم مهارات جديدة ويطور مهاراته المكتسبة سابقا، وتبنى شخصيته. ولأهمية اللعب في حياة الطفل انطلقت مبادرتنا لتطبيق أساليب متنوعة في التعليم مثل: توظيف الألعاب التربوية والدراما والأناشيد في شرح الدروس.
من أهم عوامل نجاح المدرسة في تحقيق أهدافها التربوية والتعليمية تهيئة البيئة التعليمية بما يتلاءم ومتطلبات العصر، لكي تسهم في إعداد طالب لمهمات وأدوار جديدة. كما أن تنظيم عملية التدريس بشكل يحفز الطالب ويثير تفكيره كفيل بخلق الدافعية لديه وزيادة إقباله على التعليم وتوسيع آفاقه المعرفية وتنمية مهاراته.
انطلقنا في هذه المبادرة من الإيمان بأن البيئة التعلمية الملائمة تسهم في بناء نماذج تعليمية إبداعية مميزة قادرة على تعزيز مهارات التفكير العليا لدى الطالبات، وبخاصة القدرة على التحليل والتفكير الناقد، وتعزيز التعلم الذاتي بدلاً من التلقين؛ مما يجعلهن قادرات على التعلم على نحو نشط، الأمر الذي يحسن جودة التعليم.
جوانب التميز في المبادرة
تتمثل القيمة الإبداعية للمبادرة في ابتكار وتوظيف ألعاب تربوية شيقة، فضلا عن الأناشيد التربوية الهادفة التي تمكن الطلبة من فهم مضمون ومحتوى الدروس بصورة ممتعة ولأمدٍ بعيد، وتعزز حبهم للمدرسة وحرصهم على تلقي المعلومات بأسلوب سهل وممتع الأمر الذي يؤدي إلى تحسين مستوى التحصيل العلمي لهم.
وفيما يتعلق بالقيمة الإبداعية للمبادرة ودورها في تعزيزسلوك الطلبة، فقد عززت حرص الطلبة على المحافظة على البيئة الصفية وعدم العبث بأدواتها، وأسهمت في تحقيق اندماج الطالبات اللواتي يعانين من مشكلات اجتماعية، وتفاعلهن مع زميلاتهن في المدرسة، ورسم البسمة على شفاههن.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أسهمت المبادرة في جعل الطالب يلعب ويمرح ويتعلم من خلال تنفيذ طرق تدريس متنوعة واستخدام الوسائل التعليمية الجذابة الهادفة؛ فأحب الطلبة المدرسة وشاركوا بفاعلية في المواقف التعليمية الصفية، وفي تنفيذ الألعاب والالتزام بقواعدها، وحفظ الأناشيد وترديدها، والإجابة عن التدريبات، والإنصات إلى المعلمة وتنفيذ ما تطلبه منهم. كما تم اكتشاف مواهب بعض الطلبة وتنميتها واستثمارها، وتم تفعيل دور الطلبة وحل بعض مشكلاتهم مثل الخجل والتأتأة ...الخ
كان لتطبيق المبادرة أثر واضح وملموس على تحسن مستوى تحصيل الطالبات، كما كان له أثر واضح في إقبالهن بشوق على الدراسة، وتفاعلهن في الحصص؛ مما أدى إلى حدوث تحسن ملحوظ في أداء الطالبات اليومي. وظهر ذلك جليا في نتائج الطالبات في نهاية العام الدراسي. ويمكن التحقق من ذلك من خلال كشوف علاماتهن وأوراق الامتحانات. كما يظهر ذلك في بعض مقاطع الفيديو التي تم تصويرها لبعض المواقف التعليمية والألعاب التربوية، حيث تظهر مدى جذب انتباه ومشاركة الطالبات في العملية التعليمية، وتشوقهن للمشاركة في تنفيذ الألعاب التربوية بلهف.
وقد قامت المعلمات بتوظيف ما تم الاستفادة منه في الزيارات التبادلية والاطلاع على الأفكار المنفذة وتطبيقها في شرح الدروس؛ أما أولياء الأمور فقد عبروا عن رضاهم عن هذه الأساليب التي أحدثت تغييراً ملموساً وواضحاً في شخصية بناتهم، وعبروا أيضا عن مدى إعجابهم بقوة جوانب شخصية بناتهم العقلية والنفسية والجسدية، بالإضافة إلى إعجابهم بقدرة بناتهم على التعبير
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كان لمديرة المدرسة دور فعال في دعم كل ما يساهم في تقدم العملية التعليمية ونجاح المبادرة، وتقديم التعزيز للطلبة على مختلف مستوياتهم، ومواصلة تشجيع المعلمة في تنفيذ بعض الألعاب التربوية، ومناقشة بعض المواقف التعليمية مع الطلبة، إضافة إلى تقديم التسهيلات وتذليل الصعوبات.
قامت المعلمة بتوظيف طرق تدريس متنوعة مثل التعلم باللعب والأناشيد...الخ، واستخدمت التعزيز بدلا من العقاب، بالإضافة إلى تهيئة بيئة صفية صديقة تراعي ظروف وأحوال الطلبة. وقامت المعلمات أيضا بحضور دروس توضيحية وتنفيذ زيارات لتبادل الخبرة؛ أما المرشدة، فقد تابعت الطلبة ذوي الظروف الاجتماعية الذين تم تحويلهم من قبل المعلمة، وقدمت لهم الإرشاد النفسي والاجتماعي اللازم.
وأسهم في نجاح المبادرة تجاوب الطالبات، وتفاعلهن مع المعلمة، والتزامهن بالأدوار المسندة إليهن. ولم يغب عن المبادرة تشجيع أولياء الأمور ودعمهم المتواصل.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
تتركز التحديات والصعوبات في الكثافة الصفية، حيث بلغ عدد الطالبات 41 طالبة؛ مما جعل مشاركتهن في الأنشطة تحتاج إلى جهد، وبخاصة أن وقت الحصص محدد. وكان من الصعوبات أيضا عدم تعود الطالبات على هذه الأنماط التعلمية؛ مما أثار في البداية بعض الفوضى، فضلا عن أن تطبيق هذه الأنماط والتدريب عليها يستغرق وقتاً؛ مما اضطر المعلمة لتنفيذ حصص إضافية. وكانت هناك مشكلة الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي؛ مما أعاق تنفيذ المبادرة.
في بداية طرح المبادرة عارضت بعض المعلمات إمكانية تنفيذها، لعدة مبررات مثل كم المنهاج وضيق الوقت...إلخ، ولكن بعد تطبيق المبادرة، وبعد حضور الحصص وتبادل الخبرات وجني ثمارها أكدت المعلمات أهمية وجدوى تنفيذها، وضرورة دعم القائمين على العملية التعليمية لتطبيق مثل هذه المبادرات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة قبولا ملموسا لدى المجتمع المحلي، وكان ذلك واضحاً في تواصلهم مع المدرسة وتزيينها بالعديد من اللافتات واللوحات، وإقبالهم على تسجيل أبنائهم ليتعلموا في المدرسة. كذلك، نالت رضا المجتمع المدرسي، وخصوصاً مديرة المدرسة، لما تحقق من نتائج بعد تنفيذ المبادرة، لاسيما تقدم مستوى التحصيل العلمي للطلبة.