Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   19 حزيران 2013طباعة الصفحة

عائدة محمود أحمد نايفة

الدورة الرابعة

"نتعلم ونلهو ونستقبل أحبتنا في الهواء الطلق"
 
 
 
عائدة محمود أحمد نايفة
مدرسة بنات شويكة الاساسية
مديرية التربية والتعليم/ طولكرم
 
 
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تبلورت فكرة إنشاء غرفة صفية خارجية أثناء العمل على تطوير وتأهيل حديقة المدرسة الواقعة في الجهة الخلفية منها، حيث كان هذا المكان مهملا، مليئا بالأعشاب الضارة، ويشكل خطرا على الطالبات. وبالتعاون مع جمعية شويكة الخيرية والصندوق العربي حصلنا على منحة لتطوير الحديقة. وقررت أن يكون للتعليم نصيب في هذه الحديقة، وأن يكون فيها غرفة بلا جدران لتخدم عملية التعليم والتعلم، وترفع من مستوى التحصيل، وتدعم أنشطة المدرسة المنهجية واللامنهجية، وتكون جاذبة ومحفزة للطالبات. لقد وصفها البعض بأنها تشبه النظام المتبع في المدارس البريطانية عندما شاهد ما وفرته المدرسة للطالبات من فرص عديدة ومتنوعة للتفاعل والانخراط في العملية التعليمية في جو من الألفة والراحة؛ مما ساعدهن في التعبير عن أنفسهن، وتعلم طرق الحوار البناء والتعبير عن الذات.
 
جوانب التميز في المبادرة
تتمثل القيمة الابداعية لمبادرتي في كونها فكرة رائدة لها تأثير إيجابي على العملية التعليمية التعلمية، وبخاصة أن المبادرة تسهم في الخروج عن المألوف. إذ لم تعد غرفة الصف التقليدية هي المكان الوحيد لتنفيذ الحصة الصفية، وأصبحت الغرفة الصفية الخارجية مكانا تنفذ فيه أمتع الحصص. لقد أنجحت هذه الغرفة المشاريع التربوية الجديدة كالتعلم النشط والتعلم بالحياة والتفكير الناقد، وأقبلت الطالبات والمعلمات عليها بحماس، وتحسنت النتائج وترسخت المفاهيم، وتعددت الأنشطة وتنوعت، وازداد عدد اللقاءات بأولياء الأمور، مما عزز الثقة بالمدرسة وأشعر الطالبات بالأمان.
ولامست المبادرة مجتمع المدرسة وأثرت فيه؛ فأصبحت قلب المدرسة النابض الذي يعج بالأنشطة الهادفة المخطط لها. وأحدثت فرقا في تعلم الطالبات من وجهة نظر المعلمات والطالبات، حيث ذكرت معلمتا اللغة العربية أن المبادرة أسهمت في تطور أداء الطالبات وفوزهن بمسابقة "هيا نقرأ"، وفي تحسن مهارتهن في الإلقاء، فضلا عن تطور القراءة المعبرة وتألق الطالبات في الإذاعة المدرسية.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت مبادرتي على جميع فئات المجتمع المدرسي بشكل عام وعلى الطالبات بشكل خاص؛ فثبت أن انتقال الطالبة إلى مكان خارج الغرفة الصفية التقليدية يشجعها ويقلل من الحواجز ويثير دافعيتها للتعلم، ويجعل من التعليم متعة، ويربط التعلم بالحياة وينمي شخصية الطالبة، ويوفر المساحة اللازمة للحركة والتطبيق العملي. وأدى تفاعل الطالبات وانخراطهن في المبادرة وتمتعهن بها إلى الشعور بالراحة النفسية لدى المعلمات، وأمدهن بالمزيد من الطاقة والحيوية.
وتم تنظيم جلسات ولقاءات تجمع المعلمات ومجلس الأمهات في ساعات ما بعد الدوام؛ مما كان له الأثر في توثيق عرى الصداقة والمودة بينهن، وتعزز حب أولياء الأمور للمدرسة، وتواصلهم معها للاطمئنان على بناتهم وعلى نوعية التعليم.
وتحسن المناخ العام في المدرسة، واختفت مظاهر العنف، وانخفضت نسبة غياب الطالبات، وتم توظيف الألعاب الاجتماعية والدراما وتعزيز القراءة والإفطارات الجماعية، وتسهيل تواجد الأمهات في المدرسة مع بناتهن أثناء تنفيذ بعض النشاطات المدرسية.
 
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
اقتنع ممثل الصندوق العربي الذي زار المدرسة بفكرة المبادرة، وقدم الدعم اللازم لتنفيذ الجزء الإنشائي من خلال جمعية شويكة الخيرية التي فتحت لها حسابا خاصا وتعهدت بتوفير أي نواقص، وتعاملت بكل شفافية في صرف المبلغ والإشراف على العمل. أما مديرية التربية ممثلة بمديرها والنائب الإداري، فقد قدموا الدعم المعنوي والتشجيع ووجهوا أنشطة المديرية نحوها. وكان لمجلس أمهات المدرسة دور إيجابي في تفعيل المكان وإبراز جماله واستخدامه في مشروع الأمهات القارئات.
أبدت المعلمات حماسا عاليا للمبادرة، حيث تم عقد اجتماعات مع المعلمات للبحث في آليات تفعيل الغرفة من قبل كل معلمة حسب تخصصها وحسب ملاءمة المكان للتخصص. وقامت أمينة المكتبة ورئيس قسم العلاقات العامة في المديرية ومكتبة بلدية طولكرم بتفعيلها كمكتبة خارجية. أما معلمة الرياضة، فقد وجدت فيها المكان الذي أجرت فيه ألعابها بحرية دون التسبب بأي إزعاج للآخرين، وأبدعت فرقة الدبكة وفازت بالمسابقة وكورال المدرسة مع مدرب الموسيقى، حيث أخرجوا أجمل فرقة غناء تألقت على مسرح العدوية في المهرجان الختامي وعلى مسرح جامعة خضوري في مهرجان الموسيقى. ووجدت معلمة الفن مكانا جذابا في أحضان الطبيعة ساعد الطالبات في عكس إبداعاتهن في رسوماتهن؛ مما جعلنا نفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة الرسم.
 
 التعاطي مع الصعوبات والتحديات
لم يكن من السهل توفير التمويل أو تسويق الفكرة للمجتمع ومراسلة الجهات ذات العلاقة لإيصال الفكرة وإقناعها بجدواها، فقد استغرق ذلك الكثير من الجهد والوقت والصبر. ومن جهة ثانية، سبب لي الإحراج وضع مدارس البلدة، وبخاصة مدارس الذكور التي تفتقر مبانيها ومرافقها إلى الحد الأدنى من الإمكانيات. فقد اعتبر البعض ما يجري من تطوير وبناء في الحديقة نوعاً من الكماليات لا لزوم له قياسا بوضع مدارس البلدة المتردي. ومع هذا، وجدت من الداعمين، وبخاصة مديرية التربية والمجتمع المحلي وأولياء الأمور عونا لي في تنفيذ المبادرة. وكذلك، تطوع مهندس معماري من المجتمع المحلي للإشراف على تجهيز الغرفة، وقدم الصندوق العربي منحة مالية غطت كل التكاليف.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت هذه المبادرة استحسان وإعجاب شرائح المجتمع المختلفة، وبخاصة النساء في البلدة، وذلك بعد أن وضح لهم لهم كيفية توظيف الغرفة في خدمة العملية التعليمية، وتحقيق أهداف المنهاج، وكمكان للترفيه والمتعة وتنفيذ الأنشطة المدرسية، واستقبال الأهل والمسؤولين. والتزمت جمعية شويكة بالمبادرة وتعهدت بتوفير آية نواقص. وتمنى أولياء الامور أن يتوفر لأبنائهم الذكور ما وفرناه لطالباتنا من مرافق متكاملة لدرجة أن البعض اعتبرها رفاهية زائدة. وأنا أقول إن أطفالنا يستحقون مثل هذه الغرفة في أحضان الطبيعة، حيث سقفها من القرميد وجدرانها لوحة من الطبيعة وأمامها مساحات نظيفة.
لقد باتت المدرسة مكانا مركزيا اختارته مديرية التربية لاستضافة الفرق والمجموعات القادمة من المدارس الأخرى من المحافظة وخارجها.
 
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير