حكمت محمود دعيسات
الدورة الرابعة
"حوسبة مادة المطالعة والنصوص للصف التاسع"
حكمت محمود دعيسات
مدرسة بنات الكرمل الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ جنوب الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
نظراً للتطور التكنولوجي المستمر، وحرصا على مواكبة التقدم، وخروجا عن الروتين والتلقين الذي يحد من حرية الطالب ومن إبداعه، ولتذليل الصعاب أمام الطلبة للنهوض بهم وزيادة تحصيلهم وجذب انتباههم، قررنا البحث عن أساليب جديدة سهلة وممتعة تفتح الباب على مصراعيه للإبداع والتميز؛ فكانت فكرة هذه المبادرة التي جاءت لتعرض منهاج المطالعة والنصوص على موقع إلكتروني بشكل يسهل الوصول إليه والتفاعل معه، وعبر توظيف الدراما وأساليب حديثة شيقة وممتعة.
تقوم المبادرة بابتكار أسلوب جديد للعملية التعلمية عن طريق إنشاء موقع إلكتروني يحتوي الأفكار الإبداعية من فيديوهات وتمثيليات وغيرها من وسائل الإبداع التعليمي؛ حيث يمكن للطالب أن يزور الموقع في أي وقت؛ مما يتيح له الخروج عن النمط التلقيدي المعتاد للتعليم، من خلال تفاعله مع ما يحتويه الموقع من أساليب تعليم متميزة. لقد وفر ذلك للطالبات أسلوبا تعليميا سهلا ومبتكرا وممتعا وقادرا على إيصال الفكرة بسهولة، وخلق جو تفاعلي بين المعلم الذي يضيف أفكاره إلى الموقع أو إلى الحزمة البرمجية والطالب الذي يتفاعل مع هذه الأفكار متى شاء. وكان بإمكان الطالب التفاعل مع المبادرة عبر جهاز الكمبيوتر الشخصي دون استخدام شبكة الإنترنت.
تهدف الفكرة إلى تسهيل عملية إيصال المعلومة من المعلم إلى الطالب عن طريق الخروج عن النهج التقليدي للعملية التعليمية، وزيادة التفاعل بين الطالب والمادة التعليمية من خلال تفعيل تكنولوجيا المعلومات لابتكار أساليب جديدة في عملية التدريس؛ حيث يتم عبر هذه المبادرة تحويل القصائد والنصوص الأدبية إلى أسلوب الكتروني عبر الفيديو الذي يربط النص بالمعنى، وعن طريق الدراما التي يكون الطالب جزءا رئيساً فيها. وتجعل المبادرة أسلوب العرض شيقا وممتعا لتفادي الملل الذي يشعر به الطالب عبر الوسائل التقليدية للتعليم؛ حيث تكون هذه المشاريع متاحة للطالب في أي وقت، ومكاناً عبر شبكة الانترنت أو وسائط حفظ البيانات.
جوانب التميز في المبادرة
تتميز المبادرة بأنها لا تقتصر على مبحث اللغة العربية؛ وإنما يمكن تطبيقها على جميع المباحث في المراحل التعليمية المختلفة، حيث إن الموقع الإلكتروني المخصص لعرض المبادرة معد ليخدم جميع المباحث والتخصصات. وهي توظف عنصر التشويق في الدرس، وتفتح المجال للإبداع والتميز لكل من الطالب والمعلم. كما أنها تسهم في إغناء البيئة التعليمية.
ومن جهة ثانية، فإن المبادرة غير مكلفة، وتوفر الوقت والجهد على كل من المعلمة والطالبة، ولا تحتاج إلى موارد مادية تثقل كاهل المدرسة أو المديرية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
تركز تأثير المبادرة على طالبات الصف التاسع المشاركات فيها، فقد أسهمت المبادرة في تحسين تفاعلهن مع معلمة اللغة العربية، وساعدت في الكشف عن مواهبهن وإبداعاتهن، وعملت على خلق عنصر التشويق لديهن لتلقي المنهاج عبر الأسلوب غير التقليدي بعيدا عن جو الملل؛ مما جعل المطالعة والنصوص مادة مفضلة لدى الطالبات، وهذا أسهم بدوره في تحسين مستوى تحصيلهن.
وأثرت المبادرة على معلمات اللغة العربية والمباحث الأخرى بشكل إيجابي؛ إذ وفرت عليهن الكثير من الوقت والجهد الذي كان يبذل من أجل جذب انتباههن واهتمامهن وتشويقهن، وشعرن بالراحة نظرا لزيادة تفاعلهن مع المادة وإقبالهن على تعلمها، والتمتع بحصصها وانتظارها بشغف؛ مما أدى إلى رفع مستوى التحصيل بصورة ملحوظة. ودفاتر العلامات تثبت ذلك.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
توافر للمبادرة عوامل عدة أسهمت في نجاحها، فمثلا أسهمت الطالبات في تحسين المبادرة من خلال تفاعلهن معها وإقبالهن عليها، فضلا عن قيامهن بتزويد المعلمة القائمة على المبادرة بتغذية راجعة أسهمت في تطويرها. وكذلك، قامت مديرة المدرسة والمعلمة بتطوير فكرة المبادرة وعرضها على المهتمين، والترويج لها. وأسهم في عملية الترويج الفريق التكنولوجي المتخصص في تطوير البرمجيات الذي وفره المجتمع المحلي كدعم للمبادرة؛ أما أولياء الأمور، فقد تقبلوا المبادرة، وقاموا بتشجيع الطالبات على المشاركة فيها. ووضعت إدارة المدرسة في خدمة المبادرة أجهزة الحاسوب في المدرسة المتصلة بشبكة الإنترنت والمعلومات.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
تميزت هذه المبادرة بتوظيفها لموارد بشرية ومادية غير مكلفة، حيث كانت تحتاج لتطبيقها إلى معلم، و طلبة، وبيئة مدرسية، وكاميرا وحاسوب، ولم تحتج إلى موارد مادية كثيرة ومكلفة، على الرغم من نتائجها الإيجابية المذهلة، ومن الجدير بالذكر أنه تم القيام بهذه المبادرة بدافع ذاتي دون الإيعاز من أي أحد.
مما لاشك فيه أن كل فكرة جديدة تواجه في بداياتها الكثير من الصعوبات والتحديات، وهذا ما حدث مع هذه المبادرة. فقد واجهت التحديات الآتية: كيف يمكن تسويق مفهوم الدراما لدى الطلبة؟ وكيف يمكن تحقيق التعاطي الفعال للطلبة مع الحاسوب في مواقف مختلفة؟ وبخاصة أن الطالب معتاد على استخدام التكنولوجيا في حصص الحاسوب فقط، وليس في حصص الموضوعات الأخرى مثل حصص اللغة العربية. إضافة إلى ذلك، كيف يمكن إثارة اهتمام الطالب بأساليب التعلم الفعال أو النشط في حين أنه متعود على التلقين والشرح كأساليب تدريس؟ وأخيرا، كيف يمكن التعامل مع سخرية بعض المعلمات و الطالبات من الفكرة؟
من المعروف أن سر نجاح أية فكرة يكمن في إيمان صاحبها بها وبنتائجها؛ لذلك تم التعاطي مع هذه الصعوبات وتذليلها من خلال تقبل النقد والرد عليه بالأدلة، واستيعاب الطلبة الرافضين للفكرة والأخذ بأيديهم وتعزيزهم.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أثار المشروع موجة من التقبل والتشجيع لدى الفئات ذات العلاقة بالمشروع، ابتداء من تفاعل الطالبات مع الفكرة، مرورا بتشجيع المجتمع المحلي، وانتهاء بإلهام فلسطين التي توفر الأجواء لتقييم وتطوير مثل هذه الأفكار. وقامت مدارس العنقود في المديرية بزيارة مدرستنا للاطلاع على المبادرة أثناء تنفيذها، ومشاهدة آثارها ونتائجها على تعلم الطالبات.