بسام صالحة
الدورة الرابعة
"معايشة الطلبة الحدث في سياق تعلمي"
بسام صالحة
مدرسة الفاخورة الإعداداية (ب)
جباليا –قطاع غزة- وكالة الغوث
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
ترتكز فكرة المبادرة على معايشة الطلاب الحدث في سياق تعلمي، وتوزيع القوة بين المجموعات، وإعطاء السلطة للطلاب بالتدريج لإيجاد اللحظة التي يكتشفون بها المعرفة بأنفسهم؛ لكي ينخرطوا ذهنياً وعاطفياً في الدرس، ويتم خلق مجتمع يعتبر الغرفة الصفية مكاناً آمناً عاطفياً يمكن استخدام الدراما فيه لدراسة مواضيع هامة وجدية.
تقوم مبادرتي على تحويل جميع فروع المواد المختلفة إلى مدخل إنساني اجتماعي، حيث يتم تحويل المواد المختلفة إلى مشكلات. وهي تعتمد على وسائل بسيطة مثل: أوراق كبيرة للرسم، ومقصات، وألوان. ويتشارك المتعلمون في صناعة المكان؛ فلا وجود لمشاهدين. ويبقى المتعلم في جو معرفي مشوق منهمك في البحث عن حلول للمشكلات، ويتقاسم المعلم والمتعلم صنع المعنى، إذ تشكل المادة العلمية مصدراً للخيال يساعد المتعلم في إدراك الوحدة بين الظاهر والعمق، ويحوّل المادة إلى قصة.
تكمن وراء المبادرة الدوافع الآتية: الواقع التعليمي السيئ الذي من مظاهره كره المعلم والطالب للمدرسة، وافتقار المجتمع الفلسطيني لثقافة الاختلاف بين البشر، وضرورة إعداد الإنسان للحياة، والاهتمام بمعالجة قضايا كونية إنسانية، فضلا عن رفض أساليب التلقين.
وقد انطلقت هذه المبادرة من عدة منطلقات تربوية من أهمها: أن الطلاب يختلفون في ذكاءاتهم وأنماط تعلمهم، وأن المتعلمين إذا عملوا معا فإنهم يشجعون بعضهم بعضا حسب ما ذكرته الأبحاث، فضلا عن المفاوضة الاجتماعية التي يتم فيها تداول الأفكار بين الأقران المتعلمين في المجموعة.
جوانب التميز في المبادرة
تتمثل القيمة الإبداعية لهذه المبادرة في قدرتها على جعل الجميع في الصف يتقاسم صنع المعنى، وقيام المعلم بلعب دور الميسر المهتم ببناء علاقة زمالة مع الطلبة، حيث يتعلم من داخل الدور ومن خارجه (عباءة الخبير).
من الممكن أن تكون هذه المبادرة مصدر إلهام للآخرين في مجالات تطوير المناهج الفلسطينية بالاستفادة من الفعاليات التي تشملها، وفي لفت نظر الباحثين إلى إجراء دراسات للكشف عن مدى إسهام الدراما بمفهومها الجديد في تحسين التعليم، فضلا عن تنبيه المشرفين التربويين للاستعانة بخبراء الدراما في تنفيذ ورش عمل في توظيف الدراما المطورة في التعليم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
طبقنا المبادرة على الطلبة ضعاف التحصيل؛ فكسرت حاجز الخوف، وعززت التعلم التعاوني، وخلقت علاقة إيجابية بين الطلبة، وربطت المعارف الجديدة بالمعارف التي يمتلكها الطالب. كما شجعت المبادرة الطلبة على طرح الأسئلة والمناقشة والاستفسار، وزادت من استمتاعهم بالعملية التعليمية، وعملت على تطوير الخيال والإبداع لديهم.
أما المعلمون، فقد شاركوا في توظيف المبادرة في دروس توضيحية في اللغة العربية وحقوق الإنسان والعلوم، وطلب كثير من المعلمين عقد ورش عمل للتعرف على كيفية توظيف الدراما في التعليم. كما جعلت المعلم يعمل بطريقة تفاعلية، ويسعى لخلق البيئة التعلمية المناسبة للطلاب، وتحري وجهة نظر الطالب وتفهمها وأخذها بعين الاعتبار.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
طلب أولياء الأمور إتاحة المجال لهم للمشاركة في حضور الدروس ومناقشتها، وبخاصة بعد أن جعلتهم المبادرة أكثر ثقة بالمعلمين والمدرسة. أما مدير المدرسة، فقد أبدى استعداده لتقديم كل ما يستطيع لإنجاح المشروع، وقام بالاتصال بالمدارس الأخرى ودعوتهما للمشاركة .
وشارك المعلمون في توظيف المبادرة في دروس توضيحية في اللغة العربية وحقوق الإنسان والعلوم. وأصبح هناك تعاون بين المعلمين في إخراج عمل متكامل. ولم تقتصر مسؤولية التقييم على المعلم وحده، فأصبح المتعلم يشترك في تقييم ذاته، وتقييم تعلم زملائه؛ مما أدّى إلى تقدير المتعلم لذاته.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
نظرا لضيق غرفة الصف، تم اللجوء إلى مكتبة المدرسة وإخراج الطاولات الكبيرة منها، وتغطية الكتب الموجودة فيها بالقماش حتى يتمكن الطلاب من توفير بيئة محاكية للواقع. ومراعاة لحساسية الاختلاط بين الذكور والإناث، تم الاجتماع مع أهالي الطلاب والطالبات وتوعيتهم حول فكرة المبادرة والمردود التربوي العائد على أبنائهم.
انقسم المعلمون إلى فريقين: منهم من رحب بالمبادرة، ومنهم من قال أنه لا يمكن أن تتحقق بسبب الوضع السيئ داخل المدرسة. أما مديرو المدارس، فقد رحبوا بالفكرة، لكن هناك من عارض استخدام الموسيقى. وهؤلاء سرعان ما غيروا موقفهم وأصبحوا من الداعمين بعد أن لمسوا آثارها الإيجابية على تعلم الطلبة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
تم طرح المبادرة في بعض الجامعات الفلسطينية في غزة مثل الجامعة الإسلامية والأزهر، حيث تم عرضها بحضور مجموعة كبيرة من أساتذة الجامعة وطلابها. وتم تصوير الدروس وجعلها متاحة لغالبية مدارس وكالة الغوث، وعرضت بعض الدروس في مديريات تربية قطاع غزة.
تمت دعوة مدارس وكالة الغوث ومؤسسة أيام المسرح وأولياء أمور الطلاب لحضور الدروس التوضيحية، كما تم تصوير أحد الدروس بعنوان: "إلغاء التمييز ضد المرأة" من قبل فضائية وكالة الغوث ليتم عرضه لاحقاً. وكذلك، تم إعداد وتنفيذ العديد من ورش العمل في أماكن مختلفة (وكالة- حكومة- مؤسسات تعليمية- جامعات).
.