مدرسة الاسراء الأساسية المختلطة
الدورة الخامسة
"تطبيق تقنيات برنامج القراءة السريع لتسريع القراءة وزيادة الاستيعاب"
أصحاب المبادرة: نديم محمد أبو خلف، نادية أبو عريش
مدرسة الاسراء الأساسية المختلطة
مديرية التربية والتعليم/ شمال الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تعتمد المبادرة على إكساب الطلبة حب القراءة والكتابة، بحيث يصل الطالب إلى مرحلة تصبح القراءة بالنسبة إليه ملكة ذاتية، وممارسة عادية. ومن أجل تحقيق هذا الأمر اعتمدنا تقنية القارئ السريع التي تقوم على استخدام تقنيات القراءة السريعة التي تتضاعف بها كمية المادة المقروءة في وقت قصير، مع الاحتفاظ بكامل الاستيعاب، وتطبيقات علم البرمجة اللغوية العصبية والتعليم المتسارع للوصول لأفضل أداء ممكن للطالب، وجعل الطالب قادراً على فهم واستيعاب ما قرأه، فضلاً عن القدرة على تلخيصه بشكل متقن، من خلال تطبيقات الخريطة الذهنية في التلخيص وتركيز الاستيعاب.
ما دفعني لهذه المبادرة كان في المقام الأول عزوف كثير من طلابنا عن القراءة، وقلة اهتمام الأهل بمتابعة أبنائهم، وتدني مستوى قراءة الفرد العربي بعامة والطفل الفلسطيني بخاصة. أما الدافع في المقام الثاني، فيعود إلى ما قدمه علم القراءة السريعة من إنجاز في حب القراءة والسرعة في بناء القارئ. ويعود أيضا إلى ما للقراءة من أهمية في مرحلة الطفولة التي ترسى الأسس التي تًبنى عليها شخصية الطفل وقيمه واتجاهاته التي تحدد نوعية وطريقة سلوكه مستقبلا.
جوانب التميز في المبادرة
تتميز المبادرة بقدرتها على نقل الطالب إلى مرحلة يستطيع فيها أن يقرأ بسرعة تفوق ثلاثة أضعاف القارئ العادي، وأن يستوعب فيها ما قرأه بنسبة تزيد على 30% عن القارئ العادي. لذلك، استطاعت المبادرة تحفيز الطالب ليقبل على المطالعة والقراءة، وانعكس ذلك على مشاركته في إلقاء الكلمات في الإذاعة والكتابة في المجلات، واستطاعت أن تزيد من ثقة الطالب بنفسه، وإيمانه بقدراته وتحقيق أهدافه من خلال سرعة إنجازه في القراءة وقراءة مزيد من الكتب التي كان يرغب بقراءتها سابقا ولم يكن الوقت يسعفه.
كما زادت المبادرة من قدرة الطلبة على التذكر من خلال تطبيق أسلوب الخريطة الذهنية وتكوين ملخصات للمادة المقروءة، وساعدت الطلبة على التشارك الثقافي من خلال تكوين نادي القراءة وتبادل أهم الملخصات المتعلقة بما تمت قراءته.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
وجدنا من خلال القياس الأولي أن معدل سرعة القراءة للطلاب الذين طبقت عليهم المبادرة هو 88.75 كلمة في الدقيقة ونسبة الاستيعاب لما تمت قراءته هو 55% فقط. وبعد تطبيق تقنيات برنامج القارئ السريع على العينة المذكورة وصلت سرعة القراءة إلى معدل 320 كلمة في الدقيقة ومعدل استيعاب 85% مما تمت قراءته، أي أن معدل سرعة القراءة وصل إلى ثلاثة أضعاف ما كان عليه من قبل، وتحسن معدل الفهم والاستيعاب بنسبة 30%.
وزادت رغبة الطلاب في القراءة أكثر من قبل، وظهر ذلك من خلال زيادة إقبالهم على المكتبة، وقراءة كتابين في الأسبوع، أي بواقع 30 دقيقة للكتاب الواحد. وساعد في تحقيق ذلك، تكوين نادي القراءة، وتقديم ملخصات لما تمت قراءته، وتأسيس مجلة فيها أفضل الملخصات لأفضل الكتب التي تمت قراءتها.
وكان للمبادرة أثرها الواضح في نتائج الطلبة في المواد الدراسية بعامة، وفي تحصيلهم في اللغة العربية بخاصة، حيث أظهرت نتائج تحليل الاختبارات ارتفاع علامات اللغة العربية. كما كان لها أثرها في زيادة اهتمام الطلبة وتفاعلهم، حيث ظهر ذلك من خلال حضور الندوات الخاصة بالتدريب على برنامج القارئ السريع، وتطبيق تقنيات البرنامج على أسلوب قراءتهم لامتلاك المهارة الجديدة في تسريع القراءة، وزيادة الاستيعاب.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
ساهمت إدارة المدرسة بدعم هذه المبادرة من خلال تسهيل مهمة المعلمين القائمين عليها، وتم ترجمة هذا الدعم إلى واقع تمثل في توفير مكتبة خاصة في المدرسة تمت فيها التدريبات على برنامج القارئ السريع، وتوفير الكتب الاثرائية في مكتبة المدرسة واستخدامها بما يخدم هدف المبادرة.
وتوافر للمبادرة مدرب متخصص في مجال القراءة السريعة والتعليم المتسارع، وهو معلم من المدرسة مشارك في المبادرة. كما قام المعلمون المسؤولون عن المبادرة بمتابعة الطلاب وتحفيزهم على التطبيق العملي للبرنامج في حصص المكتبة، والحصص الخاصة والإضافية التي تمت لهذا الأمر.
ومن جانب آخر، قام أولياء الأمور بتشجيع أبنائهم على تطبيق البرنامج ومتابعتهم في ذلك.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
من أصعب التحديات التي واجهت هذه المبادرة في البداية كون الطلبة غير معتادين على القراءة أصلا، فضلا عن أن سرعة قراءتهم كانت بطيئة جدا بمعدل 88.5 كلمة في الدقيقة، وكانت روح الجدية لدى الطلبة غائبة. وقد تم مواجهة هذه التحديات بالإيمان بهدف المبادرة وأهميتها من جهة، وبالحرص على تقديم نتائج إيجابية وعالية في سرعة القراة والفهم والاستيعاب من جهة ثانية. ولما شعر الطلبة بأهمية المبادرة وأثرها الإيجابي على شخصيتهم وواقع حياتهم الدراسية والشخصية؛ زاد اهتمامهم بتطبيق تقنيات القراءة السريعة.
ومن الصعاب التي برزت أثناء تنفيذ المبادرة عدم توفر الوقت اللازم لتدريب الطلاب على تقنيات القراءة السريعة؛ فاعتمدنا على الحصص المكتبية وبعض حصص الفراغ للطلبة، وأحيانا كان يتم تنفيذ التدريب على القراءة السريعة خارج أوقات الدوام الرسمي.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
ظهرت رغبة كبيرة لدى الطلبة الآخرين (غير المشاركين في المبادرة) في الاشتراك في برنامج القارئ السريع، وكثرت زيارة أولياء الأمور للطلبة المشاركين في البرنامج للمدرسة، ومقابلة فريق عمل المبادرة لإطلاعهم على نتائج التطور في قراءة أطفالهم.
ومن جانب آخر، قامت مديرية التربية والتعليم بزيارة المدرسة أثناء تنفيذ المبادرة وحضور بعض ورشات التدريب للطلاب على برنامج القارئ السريع، وطلبت عدة مدارس البرنامج لتطبيقه على طلبتها.