فاطمة محمد حزازي
الدورة الرابعة
"خلق بيئة تعليمية آمنة وجاذبة"
فاطمة محمد حزازي
مدرسة الكرمل الاساسية المختلطة
مديرية التربية والتعليم/ جنوب الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تعد مدرسة الكرمل الأساسية المختلطة الموقع الثاني لطلابها؛ فقد انتقلوا من الموقع الأول للمدرسة، حيث كان بيتاً مستأجراً في موقع مكتظ بالسكان على الشارع الرئيس. وكان بلا مرافق أو إمكانيات تتطلبها البيئة المدرسية حتى تكون آمنة. بدأت المبادرة من هنا؛ حيث تم وضع خطة لتحقيق البيئة التعليمية الآمنة التي تتصف بأنها أكثر سلامة وديمقراطية، متحررة من العنف الجسدي والمعنوي، تستقبل ذوي الاحتياجات الخاصة في مرافق ملائمة، تحفز الطلبة وتطلق مواهبهم وطاقاتهم نحو مستقبل زاهر، تحافظ على حقوق الطفل الفلسطيني وعلى القيم التربوية، تعزز البيئة الصحية والسلوك الصحيح.
جوانب التميز في المبادرة
قمنا ببناء السور الذي فصل المدرسة عن المحيط الخارجي؛ مما قلل من نسب التلوث والمشكلات الصحية والاجتماعية، وأصبح هناك خصوصية للمدرسة، وقمنا بتجهيز حديقة مدرسية وافتتاح غرفة مصادر للاهتمام بالطلبة ذوي الأداء المتدني بالشراكة مع الطلبة والمعلمات ومجلس أولياء الأمور، وكذلك تم القيام بأنشطة لامنهجية بالتعاون مع الأمهات؛ مما عزز العلاقة والثقة بين الأم والطالب/ة والمعلمة، وزادت ثقة الطالب بنفسه وانتمائه للمدرسة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة بشكل عام على جميع فئات المجتمع المدرسي، حيث كان هناك تأثير إيجابي على: الطالب، والمعلم، وولي الأمر، والمجتمع المحلي؛ فمن جهة الطالب، حدث انخفاض ملحوظ في المشكلات اليومية التي تحدث مع الطلبة، وزادت نسبة التحصيل العلمي، وقلت نسب الغياب والتسرب من المدرسة. وهذا ما أكدته دراسة تقييمية قامت بها المدرسة في نهاية العام الدراسي المنصرم 2012، واعتمدت أساليب البحث العلمي الدقيق، وركزت على المقارنة بين وضع المدرسة الحالي والوضع السابق.
وزادت دافعية المعلمات للعمل والانتماء للمدرسة بطريقة رائعة، وأقبلن على اعتماد أساليب تدريسية فعالة للوصول لأفضل النتائج؛ أما أولياء الأمور، فقد زادت نسبة الرضى لديهم عن أداء الطلبة وعن المدرسة بشكل عام، وقل تذمرهم من مستوى التحصيل والسلوك السلبي؛ وفيما يتعلق بالمجتمع المحلي، زادت نسبة المؤسسات الداعمة للمدرسة بشكل كبير، وتعزز اهتمام المجتمع المحلي بالمدرسة والتناغم والتواصل فيما بينهما بطريقة ملحوظة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كانت مديرية التربية والتعليم في جنوب الخليل أهم داعم للمبادرة، حيث قدمت لنا جميع التسهيلات للعمل، وأدرجت مدرستنا ضمن عدة مشاريع منها الغذاء من أجل التعليم. وتم تفعيل مجالس أولياء الأمور بالتعاون مع مركز إبداع المعلم. وشارك أولياء الأمور في بناء سور المدرسة وتشييده، وفي توفير الأشتال وزراعتها بالمشاركة مع الطلبة. كما شاركوا في تشجيع الطلبة على السلوك السوي والمساهمة في رفع اسم المدرسة عاليا.
أما المجتمع المحلي فقد أسهم في افتتاح غرفة المصادر وتوفير آلة تصوير حديثة، وأسهم في تشييد سور المدرسة، وتجهيز الحديقة للزراعة ونقل الأشتال إليها. وشارك أيضا في الأنشطة المختلفة التي قامت بها المدرسة، وعمل على توفير مقاعد في ساحة المدرسة. وأسهمت مؤسسة الرؤية العالمية ومركز إبداع المعلم في توفير الدعم المادي لغرفة المصادر.
أما الطلبة، فقد كانوا محور العمل في المبادرة، حيث شاركوا في جميع أنشطتها؛ حيث قاموا بزراعة الأشتال والعناية بها باستمرار، وحافظوا على نظافة البيئة المدرسية. وفيما يتعلق بالمعلمين، فقد رسخوا روح العمل الجماعي في أوساط الطلبة، ونظموا محاضرات توعوية للأمهات تركزت على كيفية التواصل مع المدرسة والمشاركة في تعزيز انتماء الطلبة للمدرسة.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
عينتُ مديرة للمدرسة عام 2010؛ فوجدتُ نفسي في مبنى جديد مستأجر متناثر الأطراف يخلو من ملامح البيئة المحفزة، ووجدت طلبة لا يعرفون معنى الانضباط المدرسي، ويتحدثون بلغة العنف. كما وجدت مجتمعا محليا يتعاطف مع المديرة السابقة ولم يتقبل وجودي بالمدرسة. كل ذلك لم يحل دون تعاملي مع الصعوبات بصبر وقوة عزيمة، منطلقة في ذلك من إيماني بضرورة خلق بيئة تربوية سليمة للطلبة؛ لذلك، تمكنت بعد فترة قصيرة من كسب ثقة المجتمع المحلي؛ فبدأت في بناء علاقات تشاركية متينة مع أولياء الأمور والطلبة والمعلمات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان للحراك الذي أحدثته المبادرة تأثيره الكبير على الطلبة والمعلمين والمجتمع المحلي؛ حيث أصبح العمل الجماعي والتشاركي نهجا نتبعه في المدرسة في إطار من الحرص والمسؤولية، وتوافرت بيئة مميزة ومحفزة للطلبة من الناحيتين النفسية والاجتماعية. لقد أدى ذلك إلى تغيير نظرة المعلمات إلى الطالب/ة والمجتمع المحلي، وأصبحن ينظرن إليهم كشركاء في العملية التربوية. وساد المجتمع المحلي الاطمئنان والارتياح للأجواء الجديدة في المدرسة، وظهر ذلك جليا في العلاقات الطيبة بينهم وبين المدرسة.
.