تهدف المبادرة إلى تعلّم المهارات الأساسية للرياضيات باللعب والترفيه والاكتشاف والتطبيق، بعيدا عن أجواء الحصة الصفيّة التقليدية، وقد تجسد ذلك في يوم الرياضيات، وفي إنشاء معمل للرياضيات تتعلم فيه الطالبات الرياضيات من خلال تناول المفاهيم واكتشاف الحقائق وتطبيق التجريدات الرياضية في مواقف عملية تساعد على الاكتشاف، كما أن المبادرة أظهرت شراكة مجتمعية مميزة من خلال تنفيذ الفعاليات وتجهيز المعمل.

 كان الهدف من إقامة يوم للرياضيات تسهيل تعلم الرياضيات باللعب والترفيه من خلال مجموعة من العروض التي نفذتها الطالبات والتي تتيح الفرصة لتعلم الرياضيات في سياقات حياتية مختلفة، مثل: الزجل، ومسرح الدمى، والقصص، والأناشيد. وبعد إنهاء العروض، تم القيام بفعاليات اللعب بألعاب تعليمية تتعلق بمادة الرياضيات تم تصنيعها في المدرسة من قبل المعلمات والطالبات والمجتمع المحلي. وفي ختام يوم الرياضيات تم افتتاح معمل الرياضيات المجهز بكافة الأجهزة والمعدات، والذي تميز بأجهزته وزواياه المتعددة وألعابه وكتبه، والذي يساعد أيضاً على التعلم بالاكتشاف، والتطبيق، والتجربة. وتم إصدار كتاب وقرص مضغوط تحت عنوان: "دليل الرياضيات في التميز والإبداع"، يشمل كافة الفعاليات.

تميزت المبادرة بنهجها التكاملي في جعل تعليم الرياضيات وتعلمها أكثر تشويقا وتحفيزا، وأكثر ارتباطا بالبيئة الحياتية للطالبات؛ مما أسهم في زيادة إقبالهن على تعلمها، والاستمتاع بها. وكما تميزت بإسهامها في كسر حاجز الخوف ما بين الطلبة ومادة الرياضيات من خلال تعلم الرياضيات باللعب والترفيه والتطبيق والاكتشاف، واستخدام أسلوب حل المشكلات والعمل التعاوني، بعيدا عن الأسلوب التقليدي الذي يعتمد على المحاضرة والتلقين.

أثرت المبادرة بصورة مباشرة على الطالبات؛ فزاد إقبالهن على تعلم الرياضيات، وتفاعلهن الكبير مع الألعاب والفعاليات، وكذلك ازداد اهتمامهن بحضور حصص الرياضيات في داخل المعمل. كما امتد تأثير المبادرة ليشمل طالبات قسم الرياضيات في جامعة فلسطين التقنية اللواتي تفاعلن وبشكل كبير مع الطالبات في المدرسة أثناء تنفيذ فعاليات اللعب بالألعاب في يوم الرياضيات، وشاركن في ورشات العمل المنفذة من قبل مديرة المدرسة استعدادا لتنفيذ الفعاليات.

 كما أثرت في المعلمات من خلال التعاون الكبير الذي تم بينهن في التخطيط والإعداد والتنفيذ. فقد عملن بروح الفريق الواحد. وتعززت علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي من خلال شراكة مجتمعية داعمة لفعاليات يوم الرياضيات ولتجهيز المعمل.

 

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

تضافرت جهود عدة أطراف لإنجاح هذه المبادرة، فقد شاركت الطالبات في جميع المراحل، وبخاصة أنهن المستفيد الأول من هذه المبادرة، وشارك فريق العمل، المكون من معلمات الرياضيات، والسكرتيرة، ونائبة المديرة، ومعلمة اللغة العربية، ومعلمة التربية الفنية وممثلة عن مجلس الامهات في التخطيط والبحث والإعداد والتنفيذ والتطبيق ليوم الرياضيات، وفي تجهيز الألعاب وتفعيل معمل الرياضيات، وإعطاء حصص الرياضيات فيه.

أما المجتمع المحلي، فقد ساهم بشكل فاعل في الدعم المادي والمعنوي للمبادرة، وكذلك في مرحلة التنفيذ ليوم الرياضيات والمعمل. وقامت طالبات جامعة فلسطين التقنية- بعد أن تم تدريبهن- بتنفيذ فعاليات اللعب بمشاركة طالبات المدرسة في يوم الرياضيات.

 وساعد التعاون مع مديرية التربية (قسم الإشراف التربوي) ومشرفي الرياضيات، وجامعتي خضوري والقدس المفتوحة، وبعض أولياء في توفير المشورة الفنية والتربوية وبعض الموارد المادية اللازمة لتنفيذ المبادرة.

 

نظرا لعدم توفر غرف شاغرة في المدرسة لكي يتم تحويلها إلى معمل الرياضيات، تم تحويل غرفة كانت تستخدم كمخزن إلى غرفة المعمل بعد إعادة تأهيلها. ولتجهيز هذه الغرفة بما يلزمها من مصادر ومراجع ووسائل ذات علاقة بتعلم الرياضيات، تم حصر جميع الوسائل والأدوات التي تخدم هذه المرحلة من قبل معلمات الرياضيات، وتم استشارة ذوات الخبرة من المعلمات، والاستفادة من خبرة بعض عضوات مجلس الأمهات، كما تم تكليف الطالبات بمحاكاة بعض الوسائل والألعاب، وإيجاد أفكار لألعاب ووسائل تعليمية وتطويرها لتخدم مبحث الرياضيات.

 

أحدثت المبادرة حراكا واسعا وكبيرا بين كافة أفراد المجتمع المدرسي، فمثلا تعاون فريق العمل لإنجاح المبادرة، وواصل العمل حتى في أيام العطل، من أجل إتمامها. كما أن الطالبات أقبلن، بمشاركة الأمهات، على إعداد كثير من الألعاب والفعاليات التعليمية للاستفادة منها في فعاليات اليوم التعليمي الترفيهي.

 وأظهر المجتمع استعدادا واضحا لتقديم ما تحتاجه المدرسة من أجل إنجاح هذا اليوم، وقامت الجامعات المحلية بتسهيل مشاركة طالباتها مع طالبات المدرسة لتنفيذ الفعاليات في يوم الرياضيات؛ أما الإعلام، فقد عمل على إبراز الصورة المشرقة والمميزة للمعمل وأهميته وزواياه المتنوعة، وغطى إعلاميا فعاليات يوم الرياضيات.