سفيان معاوية مراد
الدورة الرابعة
"توظيف البرمجيات مفتوحة المصدر في التعليم المدرسي"
سفيان معاوية مراد
مدرسة الكندي الثانوية للبنين
مديرية التربية والتعليم/ نابلس
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تركز المبادرة على استخدام وتعليم البرمجيات مفتوحة المصدر في منهاج تعليمي تدريبي متكامل على اختلاف المراحل التعليمية، وذلك من خلال تكوين مجموعات تكون مسؤولة عن تطوير البرمجيات التعليمية، وتأليف الكتب والمجلات التقنية، وتنظيم الدورات التدريبية لجميع فئات المجتمع، والتوعية الإعلامية حول أهمية البرمجيات مفتوحة المصدر ودورها في تطوير المجتمعات النامية وتقدّمها، وبناء الجسور بين مختلف الدوائر في مجتمع المصدر المفتوح عالميا ومحليا؛ مما ينمّي شخصية الطالب وحضوره في كلّ المحافل، ويعزز دوره في التطوير والمشاركة والانتماء المجتمعي وردم الفجوة التقنية بين الدّول العربية النامية والدول المتقدّمة.
انطلقت المبادرة بهدف دعم ومساعدة المعلّمين التكنولوجيين على التخطيط والتقييم، واتخاذ القرار، وتضمين عملية استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر في التعليم، وتشجيع المدارس الفلسطينية على دمج التعليم المفتوح المصدر في الصفوف المتوسطة والعليا لتوفّر برمجياته وسهولة تعلّمها.
جوانب التميز في المبادرة
تحمل هذه المبادرة مفاهيم عالمية في مجال البرمجيات مفتوحة المصدر، وقد تشكّلت من أجل الترويج لهذا المفهوم الجديد في فلسطين ودعوة جميع الأطراف إلى المشاركة في هذه المبادرة للحفاظ على مسيرة التّعليم، وتذليل العقبات المادية التي تواجه الطلبة عند شراء البرمجيات الاحتكارية، وتوفير البدائل المفتوحة المصدر والمجانية، والتشجيع على المساهمة في تطويرها ونشرها؛ مما يخفّض كلفة استيراد البرمجيات من الخارج، ويفتح سوق برمجيات فلسطيني على العالم.
تسهم المبادرة في التغلّب على محدودية الحصول على البرامج الاحتكارية المبيعة، بتوفير برامج بديلة ذات ترخيص حرّ ومجانية، وبخاصة تلك التي قام فريق الطلاب بإشراف المعلم بتصميمها، كما تسهم في الانخراط في المنهاج العالمي للتشارك والبناء، وتنبذ فكرة الانغلاق التي يعيشونها طلبتنا في المدارس الفلسطينية بسبب الظروف القاسية التي يعانون منها. وأتاحت المبادرة إمكانية عرض مشاريع الطلاب على الانترنت من خلال موقع "مشاريعك" الذي تمّ تصميمه من أجل عرض مشاريع الطلبة المنجزة ومشاركتها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على طلبة المدرسة بخاصة، وعلى المجتمع بعامة، فقد تم توعية الطلبة حول أهمية البرمجة في تطور المجتمعات، وأهميتها في تنمية الفكر البشري، وتطور التكنولوجيا، وتم ذلك من خلال مشاركتهم في مشروع "المبرمج الصغير"؛ أما أهالي الطلبة، فقد استفادوا من خلال مشاركتهم في ندوات التوعية التي تم تنظيمها في مركز تنمية موارد المجتمع لأهالي البلدة القديمة في مدينة نابلس حول أهمية البرمجيات المفتوحة المصدر، في حين أسهمت المبادرة في انتشار هذه البرمجيات، ولو بشكل بسيط، بين فئات معيّنة بين المهتمين وبعض الباحثين في هذا المجال.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
أسهم في نجاح المبادرة مجموعة من العوامل، منها: خبراتي وتجاربي على مدى سنوات عدّة في مجال البرمجيات المفتوحة المصدر، حيث تدربت على أنظمة لينكس الحرّة والمجانية وكيفية الاستفادة منها في المجال التعليمي والبرمجي.
وساعد كذلك في نجاحها إنشاء فريق عمل متكامل من الطّلبة لدعم المبادرة ونشرها في المجتمع المحيط، واستخدام مختبر حاسوب المدرسة كمركز للعمل حيث تمّ تنزيل البرامج الأساسية على عدّة أجهزة واستخدامها، إضافة إلى إطلاع الطلبة على مواقع الانترنت المختلفة التي تدعم البرمجيات المفتوحة المصدر، ومشاهدتهم فيديوهات تحفيزية لإنجازات بعض المبرمجين حول العالم. كما لعب العزف على العمق الوطني والانتماء لأهالي الطلبة دوراً في تعزيز نشر المبادرة، لما لها من أثر وفائدة على المجتمع الفلسطيني.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
إن الصعوبات التي واجهت المبادرة بسيطة ولا تكاد تذكر. أما التحديات فقد تمثلت في كيفية استخدام الانترنت بديلا عن المكتبات العامة في توفير البحوث الحديثة، وكيفية إقناع المجتمع المحلي المتمثّل بأهالي الطلاب وبعض المؤسسات المجتمعية التي اعتادت على استخدام البرمجيات الأخرى. وهناك تحدٍّ آخر تجسد في كيفية إقناع أعضاء الهيئة التدريسية بالتحول إلى البرمجيات مفتوحة المصدر، وكيفية استثمار ميول وقدرات الطلاب في تنفيذ فكرة المبادرة.
لقد تم التعاطي مع هذه التحديات من خلال إنشاء صفحة فيسبوك للتوعية واستطلاع آراء المهتمين، وعرض مفهوم هذه البرمجيات من خلال الندوات والنشرات الإرشادية، وعرض فكرة المبادرة وتطبيقها من قبل مختصين من الجامعة، وكذلك تم التركيز على الفائدة العائدة من تقليل النفقات المصروفة على شراء البرمجيات الاحتكارية من خلال الاستعاضة عنها ببرامج بديلة ومتاحة للجميع.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أبدت بعض المؤسسات الأهلية استعدادها لتبني المشاريع التي ينتجها الطلبة، كما أبدت استعدادها لتدريب الطلبة في فصل الصيف، وتشغيلهم بأجور رمزية في شركات تختص بالبرمجة. وتم تنظيم دورات تدريبية للطلبة على برامج مفتوحة المصدر مثل دورة GeoGebra التي تمّ عقدها في المدرسة بواسطة محاضرة من طلبة الماجستير في جامعة النجاح. وقام الإعلام المحلي بنشر العديد من المداخلات والمقالات حول إنجاز الطلبة بشكل عام وحول مبادرة المصدر المفتوح بشكل خاص، كما تم نشرها في صفحات الفيسبوك.