ريم محمد العناتي
الدورة الرابعة
"الشخصية القيادية تلهم الطلبة والمجتمع المحلي لتحسين البيئة المدرسية"
ريم محمد العناتي
مدرسة الاسراء الاساسية المختلطة
مديرية التربية والتعليم/ شمال الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم المبادرة على توضيح أثر الشخصية القيادية لمديرة المدرسة وقدرتها على التواصل مع المجتمع المحلي في تحسين البيئة التعليمية وتطويرها من أجل تحفيز الطالب وإلهامه، وبالتالي تحسين تعلمه. ولا يخفى على أحد أن المدرسة تعد بمثابة بيت ثانٍ يعيش فيه الطالب؛ وعليه فإن تحسين البيئة المدرسية يجعلها تترك بصماتها على شخصيته الطفل بأبعادها المختلفة، ويجعلها داعمة ومحفزة لنماء الطالب ونشأته السوية، وتطوير قدرته على التعلم.
جوانب التميز في المبادرة
تنبع القيمة الإبداعية للمبادرة من كونها تتناول دورا اجتماعيا تربويا يقوم به التربويون أثناء تفاعلهم مع الطلاب من جهة، ومع المجتمع المحلي من جهة أخرى. كما تكمن في قدرتها على زيادة الإنتاجية التربوية من خلال طرح مجموعه من الأنشطة اللاصفية المشتركة بين المدرسة وبين المجتمع المحلي.
ونظرا لأهمية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي، فقد انطلقت هذه المبادرة للعمل على توسيع المسؤولية التربوية عن تعلم الطفل بحيث تمتد إلى الأهل والمجتمع المحلي. وعملت المبادرة على ترسيخ وتعميق مفهوم مشاركة الأهل والمجتمع المحلي في تحسين البيئة المدرسية وفي الفعاليات المدرسية لما لذلك من أثر على تحصيل الطلبة، وجعل المدرسة مكانا أكثر ملاءمة لهم ولتعلمهم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على الطلبة من خلال توظيف القدرات القيادية لمديرة المدرسة والمعلمات في بناء جسور التواصل ما بين المدرسة والمجتمع المحلي، وتجنيدهما لتقديم المساندة الاجتماعية والتربوية والمادية للمدرسة؛ إذ حدث تحسن في أداء الطلبة ضعاف التحصيل الذين تعلموا في غرفة التعليم المساند التي دعمها المجتمع المحلي، فهناك 25 طالباً وطالبة من الصفين الثالث والرابع كانوا لا يتقنون القراءة والكتابة، وهم الآن وصلوا إلى مرحلة متقدمة في ذلك. وتحسنت مشاركة الطلبة في الفعاليات المدرسية مثل التمثيل المسرحي والدبكة بعد أن تم توفير غرفة المسرح، وتكوين فرقة مسرح ودبكة شعبية من 20 طالباً وطالبة.
وزادت رغبة الطلبة في القراءة من خلال إنشاء مكتبة حديثة ومجهزة، وكذلك زادت نشاطات الطلبة في الإذاعة الصباحية، وقاموا بطرح المشاريع والمبادرات مثل حملة "كن نظيفا ومبادرا"، وحملة "الإفطار الصحي"، وحملة "كن مبتسما".
وعملت المبادرة على فتح قنوات الاتصال الفعال مع المجتمع المحلي من خلال تنظيم ندوات وورشات تدريبية لتوضيح الدور المتوقع من المجتمع المحلي، ودعوة أولياء الأمور إلى حضور مسرحيات هادفة إلى توضيح الاحتياجات اللازمة لتحسين المناخ المدرسي، وإلى تسيهل التواصل ما بين الطلبة والإدارة من جهة، والإدارة والمجتمع المحلي من جهة أخرى.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
عمل المجتمع المحلي بطريقة متناغمة مع إدارة المدرسة وقدم الدعم المادي لإنشاء مكتبة متكاملة الجوانب بتكلفة عشرة الآف شيكل، وإنشاء مختبر للحاسوب حديث مع شبكة انترنت بقيمة 70 ألف شيكل، وتجهيز غرفة خاصة بتقنيات التعليم المتسارع والبرمجة النفسية الإيجابية لتحفيز الطلبة للدراسة بقيمة خمسة آلاف شيكل، وكذلك تجهيز غرفة المسرح وأدواتها بقيمة خمسة آلاف شيكل، فضلا عن المشاركة في نشاطات المدرسة، مثل يوم المعلم ويوم الأم واليوم المفتوح، وتقديم جوائز تكريم للمعلمين والطلاب.
وأسهمت إدارة المدرسة والمعلمات، بما يتمتعن به من مهارات قيادية، على نحو بارز في توفير عناصر النجاح لهذه المبادرة؛ إذ نجحتا في التواصل مع المجتمع المحلي وتجنيد مصادر الدعم فيه، ولولا ذلك لما حصلت المدرسة على أشكال الدعم التي تم ذكرها. وقد شكلت مديرة المدرسة، كقائدة تربوية، مصدر إلهام للطلبة والمعلمات والمجتمع المحلي للعمل معا، وتحمل مسؤولياتهم من أجل توفير بيئة مدرسية محفزة وجاذبة وميسرة للتعلم.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
تمثل أكبر تحدٍّ واجهته هذه المبادرة في التعرف علىالخصائص النمائية للطلبة، وبخاصة مدى تطور الأبنية العقلية والمعرفية لهم. وتم التعاطي مع هذا التحدي بالاستفادة من خبرات شريحة كبيرة من المجتمع المحلي ومجموعة من المعلمين المدربين على تنمية الجوانب المعرفية والوجدانية والجسمية والاجتماعية للطلبة، وبخاصة المعلم أحمد أبو يوسف.
وجد الأهل والمجتمع المحلي في البداية صعوبة في الانخراط في المبادرة، فهما لم يعتدا على القيام بدور مباشر في تحسين البيئة المدرسية، وكانا يظنان أن دورهما يقتصر على تقديم التبرعات، ولكن القدرات القيادية التي تمتعت بها مديرة المدرسة ومجموعة من المعلمات النشطات ساعدت في توعية أفراد ومؤسسات هذا المجتمع حول أهمية مشاركتهم في تحمل مسؤولية تعلم الطلبة؛ فتعلم الأطفال هو مسؤولية الجميع.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة الاهتمام الكبير من قبل مجلس الآباء، وكان هذا واضحا في حضورهم المتواصل للنشاطات التي تقيمها المدرسة. وقام مسؤولو مديرية التربية والتعليم بدعم المبادرة وتسهيل تواصلها مع المجتمع المحلي، كما قاموا بعدة زيارات للمدرسة للاطلاع على الأنشطة المدرسية وتلمس أثرها على الطلبة. ومن جهة أخرى، طلب عدد من مديري المدارس الأخرى التواصل مع إدارة المدرسة من أجل تطبيق هذه المبادرة في مدارسهم.