ريم عبد محمود أبو لبدة
الدروة الرابعة
"المجالس الطلابية تعزز المشاركة في الحياة المدرسية وتدعم العملية التعليمية"
ريم عبد محمود أبو لبدة
مدرسة بنات العمرية الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ قلقيلية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انبثقت فكرة المبادرة من داخل المدرسة لشعورنا بأهمية الطالبة كمحور للعملية التعليمية. فقد أنشأنا مجلساً منتخباً للطالبات ليشعرهن بالمزيد من الثقة ويمنحهن الفرصة لإثبات الذات والتعبير عنها، ويشركهن في التخطيط والتنسيق والإعداد والتنظيم للفعاليات المدرسية، وكذلك ليسهم في معالجة مشكلات المدرسة، من خلال إبداء الرأي وتقديم مقترحات إيجابية حول الحلول المناسبة لها. وبهذا، فإن مجلس الطالبات يسهم في توظيف ما يمتلكهن من مهارات ومعارف اكتسبنها داخل المدرسة أو خارجها، ويسهم أيضا في خلق جيل وطني واعد واعٍ من الطلبة قادر على تحمل المسؤولية في العمل والتعلم، وقادر على المشاركة في الحياة المدرسية حاليا، والحياة السياسية مستقبلا.
جوانب التميز في المبادرة
تقوم فكرة المبادرة على نقل جزء من المسؤولية الإدارية والفنية التي تقع على عاتق إدارة المدرسة والمعلمات إلى الطالبات أنفسهن، من خلال مجلس للطالبات يضم مجموعة مختارة منهن ويمثل طالبات المدرسة، ويتم اسشارته فيما له علاقة بهن من رغبات واحتياجات ومقترحات وطموحات في إطار الجو المدرسي. كما يتم إشراكه في النقاش للخروج برؤى وتوصيات ضمن الحلول الممكنة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
عملت المبادرة على تعزيز مهارات القيادة، وبخاصة التواصل والعمل ضمن فريق، و كذلك القدرة على الإقناع والحشد، لدى طالبات المجلس، وعززت تقديرهن لذاتهن وثقتهن بأنفسهن وبقدرتهن على المشاركة الفاعلة في الحياة المدرسية، وحل بعض المشكلات، والعناية بحقوق واحتياجات طالبات المدرسة. كما أصحبت الطالبات أكثر وعيا بما تتطلبه العملية الانتخابية من عمليات فرعية مثل الترشح، والدعاية، والاقتراع، والفرز.
وعززت المبادرة كذلك العلاقة بين المعلمات والطالبات، وخفضت من عدد وحدّة المشكلات التي كانت تحدث بين الطرفين، وبهذا أسهمت في توفير الراحة النفسية للطرفين، وفي تخفيض أعباء المعلمات في الإعداد لبعض الأنشطة المدرسية التي تولي مجلس الطالبات الإعداد لها، أو في متابعة بعض المشكلات السلوكية للطالبات التي تولى المجلس أيضا متابعتها.
وازدادت ثقة الأهل بالمدرسة ودورها وأثرها في تعزيز السلوكات الإيجابية لدى الطالبات ومتابعة السلوكات السلبية. كما زاد إعجابهم بالمبادرة لما لمسوه من ظهور بعض الصفات الشخصية لدى الطالبات؛ كالثقة بالنفس، والقيادة، والاتصال والتواصل، حيث نجحن في إقامة علاقات جديدة في إطار المدرسة، وفي تحمل المسؤولية، والتخطيط للأنشطة الطلابية وتنفيذها على نحو فاعل.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
سارعت بعض الطالبات إلى تقبل فكرة المجلس، وعبرن عن رغبتهن في المشاركة عبر الترشح والاقتراع. أما قسم الأنشطة في مديرية التربية والتعليم ممثلا بالأستاذ مؤيد عفانة، فقد دعم الفكرة، ونظم محاضرة للطالبات للتوعية حول أهميتها وكيفية تنفيذها، والإجراءات اللازم اتخاذها لتحقيقها. كما قام أولياء الأمور بالموافقة على مشاركة بناتهم في مجلس الطالبات، وتقديم المساندة المادية والمعنوية.
وللتأكد من نزاهة الانتخابات وديمقراطيتها، تم التنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية لتدريب الطالبات حول الانتخاب وآلية الترشح، وتزويدنا باحتياجات العملية الانتخابية؛ أما جمعية إبداع الشباب، فقد قامت بتنظم دورة تدريبية للطالبات أعضاء المجلس حول القيادة والتخطيط وتحديد الأولويات، في حين قامت بلدية قلقيلية بالتشجيع والمساندة المادية والمعنوية. وحضر المحافظ اليوم الانتخابي للدعم والتشجيع والتحفيز. كما قامت وزارة الثقافة بتزويد مكتبة المدرسة بمجموعة من الكتب التي تعالج موضوعات الديمقراطية وحقوق الإنسان والانتخابات.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
رفض بعض الأهالي مشاركة بناتهن في عضوية المجلس خشية أن يؤثر سلبا على تحصيلهن، وتم إقناع بعضهم من خلال اللقاءات والاتصال الهاتفي لتعريفهم بالفكرة وتوعيتهم حول أهميتها للطالبات وللمدرسة، كما تحمسوا عندما علموا بأنه سيتم تشكيل هيئة إشرافية من المعلمات لمتابعة الطالبات وتدريبهن، وبأنه سيتم تنظيم معظم الاجتماعات والأنشطة الخاصة بالمجلس في بعض الحصص، وفي أيام الإجازات.
ونظرنا لكون التجربة جديدة لمعظم الطالبات، ولتوضيح آلية عمل المجالس الطلابية وتعريف الطالبات بها، قمنا بجمع المعلومات من مصادر عدة كالانترنت، واستعنا بأصحاب الخبرة من مؤسسات المجتمع المحلي. أما الصعوبة في توفير ميزانية للمجلس، فقد تم تجاوزها بتعاون الطالبات وتطوعهن، ودعم أولياء الأمور والمعلمات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
تفاعل المجتمع المحلي باهتمام مع الطالبات، وتقبل المبادرة واستثمرها في توثيق أواصر الألفة بين المدرسة والمجتمع المحلي. كما قام بتقديم الدعم المادي والمعنوي وتبني بعض أنشطة مجلس الطالبات. من جهة أخرى، أثرت التجربة على مدارس أخرى مثل مدرسة بنات حبلة الثانوية؛ فقامت بتشكيل مجلس للطالبات فيها. وحضرت فضائية معا "مكس" لتغطية عملية الانتخابات وإجراء مقابلات مع المرشحات للتعرف على برنامجهن الانتخابي.