تتمثل فكرة المبادرة في إعادة تصميم وحدة  الكهرباء المنزلية للصف التاسع بطريقة التعلم المدعوم إلكترونيا والمستند إلى الطريقة البنائية. وهي تحوى نوعين من الأنشطة: الأول وجاهي يطبق في الصف بعد جذب انتباه الطلبة وإقحامهم بمشكلة، ثم تكليفهم بمهمة تتطلب الحوار والنقاش والتطبيق للوصول إلى المفاهيم والحقائق. أما الآخر فهوالكتروني يتم تحميله على الانترنت ليتسني للطالب/ة الاطلاع عليه في البيت متى شاء/ت، ثم توكل إليه/ا مهمات تفاعلية في المنتديات والويكيات في مواضيع جديدة وشائكة، ويتم إشراك الاهل في بعض الانشطة.

أما الدوافع وراء المبادرة، فقد كان أولها كون المنهاج غير محفز للطالب، ولا يراعي الفروق الفردية، ولا يركز على الأنشطة التطبيقية والعملية، ويجعل الطالب في حالة عزلة عن التطور الهائل في أسس التمديدات والاتصالات والكهرباء والأنظمة الخبيرة والذكية في العصر الحالي. وكان ثاني هذه الدوافع، ولع الطلبة الشديد بعالم الاتصالات والانترنت والفيس بوك، والحاجة إلى استخدام أساليب حديثة مثل المناظرة العلمية والتمثيل وعباءة الخبير ولعب الادوار.

تنمي المبادرة  مهارات التفكير العليا وحل المشكلات والاستكشاف، وتؤكد على كون الطالب محور العملية التعليمية، وتفيده في الحياة العملية، لأنها تكسبه مهارات التعامل مع التمديدات المنزلية. وهي تعالج مواضيع بيئية مثل التلوث وهدر الطاقة، ووضع خطة لتقليل صرف الكهرباء. ومن جهة أخرى، تربط المبادرة معارف وحقائق الكتاب المقرر بالتطبيقات الحديثة مثل الأنظمة الذكية والمجسات بأنواعها؛ مما ساعد في تفتح آفاق الطالب/ة للابتكار والإبداع، وقربت للطالب/ة المفاهيم المجردة التي كان يصعب على المعلمين إيصالها بالتعليم التقليدي.

كما أن المبادرة تتيح للطالب/ة الإطلاع على المادة التعليمية عدة مرات ومتى شاء، وتستخدم الفيس بوك الذي يلاقي ترحيباً كبيراً من الطلبة، وتشوق الطالب/ة و تزيد من دافعيته/ا باستخدام أساليب تعليمية متنوعة مثل الدراما وعباءة الخبير والمناظرة العلمية ولعب الأدوار والرحلات العلمية الموجهة وغيرها من الأنشطة المشوقة.

عززت المبادرة شخصية الطالبة ووسعت آفاقها العلمية، وأتاحت لها الفرصة للمشاركة الفعالة في النقاش والحوار والمنتديات على الفيس بوك، ونمت روح العمل الجماعي من خلال التشارك في إنتاج مشاريع عملية مثل إعداد المجفف الصحي والحاوية الذكية، والمشاركة في مسابقة كل من إنتل والنيزك الوطنية. كما أتاحت للطالبة فرصة تطبيق أنشطة ومشاريع آمنة من خلال مختبر الكهرباء الافتراضي، وتنفيذ الكثير من المشاريع العملية. كما عززت المبادرة روح العمل الجماعي من خلال التشارك في إنتاج مشاريع عملية، و تصميم ويكيات.

  ومن جهة أخرى، عملت المبادرة على تحسين تحصيل الطالبات، وقللت من السلوكات غير المرغوبة من قبلهن في الصف، لأنهن أصبحن أكثر تفاعلاً في الحصة. وزادت من قدرات الطالبة على التعامل الصحيح مع الكهرباء وقللت من المخاطر التي يتعرض لها من التيار الكهربائي . أما المعلمات، فقد استغل بعضهن، الفيس بوك المحبب للطلبة للتعليم، وقمن بتوجيه طالباتهن إليه.

أتاحت المبادرة لأولياء الأمور الاطلاع على ما تدرسه الطالبة من خلال تصفح الموقع الإلكتروني، وزادت من تفاعل الأهل مع الطالب من خلال بعض الأنشطة الموجهه لها بمشاركة أهلها، مثل: تحليل فواتير الكهرباء ووضع خطة للحد من هدر الطاقة، ووضع خطة للسلامة المنزلية، وتفقد التمديدات المنزلية وإصلاحها، ووضع مخطط للوحة التوزيع في المنزل وغيرها من الأنشطة، كما أفادتهن الفيديوهات التعليمية في تصليح التمديدات.

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

ساعدت خبراتي التعليمية في نجاح المبادرة، فقد شاركتُ في دورة للتعليم الالكتروني نظمتها جامعة بيرزيت، كما أني أعمل ضمن فريق وطني يقوم بإعداد لبنات تعليمية لبعض المواد. وساعد أيضا في نجاحها مديرة المدرسة، فقد أفادتنا بالكثير من معارفها التربوية، وقامت بمراجعة المبادرة تربويا ولغويا. ومن جهة أخرى، ساعدت معلمات العلوم في المدرسة ومشرف الموضوع في مراجعة المبادرة من الناحية العلمية والتربوية.

ومثلت الطالبات الدافع والمحرك الرئيس لي لعمل المبادرة، كما أنهن شاركن في إعداد بعض الأنشطة والعروض التقديمية، ولهن الفضل الأكبر في إعطائي التغذية الراجعة لتعديل المبادرة. ويكفيني ابتساماتهن ونظراتهن التي كانت تشير إلى سعادتهن ورضاهن؛ مما منحني العزم للاستمرار. أما أولياء الأمور، فقد قامت المبادرة على أساس شكواهم بأن أبنائهم يستغرقون ساعات طويلة على الانترنت دون طائل ففكرت في استغلال الحاسوب لكي يكون عونا لهم في تعلمهم.

ومما ساعد في تقدم المبادرة حصولي على جهازي لابتوب وجهازي عرض وطابعة تم الحصول عليها من وزارة التربية والتعليم؛ وهذا ساعد في تخفيض الكثير من الضغط على أجهزة الحاسوب والعرض في المدارس.

 

احتاجت المبادرة الى عمل الطالبات ضمن مجموعات لتنفيذ بعض الأنشطة التطبيقية والأبحاث؛ لذا قمنا باستعارة مجموعة من الحواسيب الزائدة عن الحاجة من قاعة الحاسوب ووضعها في قاعة التكنولوجيا. أما مشكلة بعض الطالبات اللواتي لا يوجد لديهن انترنت في البيت ولا يستطعن القيام بالأنشطة الالكترونية فقد تم حلها بمرافقتهن في الفسحة وبعد انتهاء دوامهن إلى مختبر الحاسوب، أو بطبع المادة التعليمية على أسطوانات تعليمية. ولما كان هناك حاجة إلى وجود خط انترنت أثناء عرض المبادرة، فقد تم توصيل خط انترنت لقاعة التكنولوجيا. أما مشكلة الوقت المعتادة في مثل هذه المبادرات وبخاصة أثناء اليوم الدراسي، فقد تم تجاوزها بإعداد هذه المبادرة في العطلة الصيفية.

 

لاحظنا اهتمام واستمتاع الطالبات في الحصة الوجاهية وانضباطهن وتفاعلهن مع الموقع الالكتروني، وأبدى الكثير منهن إعجابه بالمبادرة، وزاد حبهن للمادة والمعلمة. وكذلك أبدت مديرة المدرسة والمعلمات وأولياء الأمور ولجنة الخدمات في مخيم عسكر ارتياحها للمبادرة وإعجابها بما أنجزته.

ومن جهة ثانية، فازت مبادرتي في مسابقة الوزارة للمبادرات الالكترونية؛ مما وفر للمدرسة عدداً من أجهزة الحواسيب، وأجهزة العرض وغيرها.