حسن راتب الشيخ
الدورة الرابعة
"استغلال مياه المشارب والمغاسل المستهلكة لري محاصيل زراعية داخل المدرسة"
حسن راتب الشيخ
مدرسة الأمة الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ القدس
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تمثل هذه المبادرة تطورا في بيئة المدرسة التعليمية،ظهر من خلال مشروع تحويل المياه المستهلكة من المشارب والمغاسل في المدرسة بعيدا عن مجاري الصرف الصحي، ثم تجميعها في خزان أرضي تم بناؤه بحجم 2 متر مكعب،وبعد ذلك، كان يتم معالجة هذه المياه بشكل طبيعي وبسيط للاستفادة منها ثانية في ري المحصول الزراعي داخل بيت بلاستيكي أنشئ في المدرسة، وقمنا بزراعته بالمحاصيل الخضرية كالخيار والزهرة والفاصولياء والبقدونس بالطريقة العضوية؛ مما وفر للمدرسة محاصيل زراعية عضوية.
من أهم دوافع المبادرة التفكير في كيفية استغلال المياه التي تستهلك يوميا من المشارب والمغاسل في المدرسة وتقدر بنحو 15 متراً مكعباً شهرياً، حيث كانت تصرف عبر مجاري الصرف الصحي دون جدوى، وتزويد مقصف المدرسة بالمحاصيل الزراعية العضوية الطازجة من إنتاج المدرسة.
جوانب التميز في المبادرة
لقد برزت القيمة الإبداعية لهذه المبادرة من خلال الاستفادة من المياه المستهلكة في المشارب والمغاسل في المدرسة، وتحويلها بعيدا عن مجاري الصرف الصحي ومعالجتها بطريقة بسيطة باستخدام الحصى والصوف الصخري، ومن ثم إعادة الاستفادة منها في ري المحاصيل الزراعية داخل المدرسة .
وظهرت هذه القيمة الابداعية أيضا من خلال بناء نموذج للزراعة المحمية "بيت بلاستيكي" بمساحة 60 متراً مربعاً، وبتزويد مقصف المدرسة بالمحاصيل الزراعية العضوية، بعيدا عن استخدام أي مبيدات أو مخصبات كيميائية زراعية.
ظهر في هذه المبادرة الدور التعليمي والتدريبي للطلبة من خلال قيامهم بالمهارات الزراعية المختلفة، مثل: تحضير التربة، والري بالتنقيط، والزراعة والتسلق وقطف المحصول. كما ظهر في هذه المبادرة الدور القيادي للطلبة، حيث قاموا باتخاذ القرارات، وعملوا بروح الفريق، وقاموا بتصميم واستخدام السجلات المالية للمشتريات والمبيعات.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لقد ظهر تأثيرهذه المبادرة على المدرسة إدارة ومعلمين وطلابا؛ فهم جميعا شاركوا كأسرة واحدة في أعمال ومهام منظمة،بناء على رغبتهم ودافعيتهم المستمرة للقيام بالأعمال والمهمات الزراعية المختلفة؛ فالمبادرة أسهمت في خلق شخصيات قيادية لدى الطلبة، وظهر ذلك جليا من خلال ممارسة مهارات اتخاذ القرارات في اختيار موسم الزراعة ونوع المحصول، وكيفية الزراعة ومواعيد الري، واستخدام وتصميم السجلات المالية لحساب المشتريات والمبيعات. وأسهمت أيضافي تعزيز سلوك الطلبة الإيجابي المتمثل في حرصهم والتزامهم بالنظام أثناء العمل وتقدير قيمة الأرض.
وكان للمبادرة تأثير إيجابيعلى أفراد المجتمع المحلي، وظهر ذلك من خلال اهتمامهم والاتصال لمعرفة أين وصلت المبادرة؛ وقد أبدوا إعجابهم وتشجعوا لنقل هذه الفكرة إلى بيوتهم ومؤسساتهم. وقد تم نقل فكرة هذه المبادرة فعلا إلى جمعية الهدى والنور المشرفة على مشفى المدمنين في منطقةالنبي موسى.
العواملالتي أسهمت في نجاح المبادرة
تم تجنيد مجموعة من الموارد البشرية لإنجاح المبادرة ودفعها قدما؛ فمثلا أبدت كل من منسقة الصحة المدرسية وإدارة المدرسة استعدادهما لدعم مشروع هذه المبادرة ماديا من ميزانية المدرسة؛ إذ تم تمديد خط الصرف الخاص وحفر الخزان الأرضي لتجميع المياه بكلفة 1300 شيكل، كما تم إقامة البيت البلاستيكي من ميزانية المدرسة المخصصة لتطوير المقصف بكلفة 340 شيكلاً.
وكذلك، أعلن أولياء الأمور عن استعدادهم لتوفير الدعم المادي لها؛ أما المعلمون والطلبة، فقد تم وضعت خطة وبرنامج لهم لحضور حصص العلوم التقنية الخاصة بوحدة الزراعة في الصف العاشر الأساسي، حيث شاركوا في الأعمال اليدوية والمهارات الزراعية المختلفة حتى نهاية التنفيذ، وكان دورهم رئيسا وفعالا.
ولعب الطلبة والمعلمون في المدرسة دورا فعالا ورئيساً ومنتجا، حيث قاموا بممارسة العمل اليدوي في الزراعة والري والتعشيب والتسليق وقطف المحصول وتسويقه داخل المدرسة.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
تم تلبية الاحتياجات المادية للمبادرة بالتبرعات من المجتمع المحلي، حيث تبرعت عدة محلات بما يلزم المبادرة من مواد، وأدوات، وقامت محلات أخرى ببيعها بأسعار مخفضة؛ أما الصعوبات التي واجهت الطلاب في الزراعة، فقد تم التغلب عليها عن طريق التدريب الميداني في الحراثة والزراعة والتعشيب والتقليم والتدريب على القطف. ومن جهة النقص في الأيدي العاملة اللازمة لإعداد الأرض، فقد تم التعاطي مع ذلك من خلال الطلبة والمعلمين الذين ساعدوا في الحفر وتحضير التربة والزراعة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
عكست هذه المبادرة اهتمام الطلبة والمعلمين،ودافعيتهم للعمل وحرصهم على الاستمرار في المبادرة حتى حصلوا على أفضل النتائج، كما عكست عملهم بروح الفريق الواحد، حيث قاموا بتوزيع الأدوار والمهام على مجموعات الطلاب العاملة ضمن هذا المشروع؛ مما ترك المجال لمعظم الطلبة المهتمين للمشاركة في المبادرة.