تغريد جميل صافي
الدورة الرابعة
"طالبات المدرسة يؤسسن شركة مساهمة عامة"
تغريد جميل صافي
مدرسة بنات حوسان الثانوية
مديرية التربية والتعليم/ بيت لحم
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
قامت طالبات الفرع التجاري في المدرسة بتأسيس شركة طلابية مساهمة عامة من خلال إصدار أسهم وبيعها لطالبات المدرسة بقيمة 5 شيكل للسهم الواحد. وبعد أن تكون رأس المال للشركة، تم شراء بضاعة من التجار بفواتير ضريبية، وتسجيل عمليات البيع والشراء، وتسجيل الأسهم بالقيود المحاسبية المطلوبة في دفاتر المحاسبة. بعد ذلك، قامت الطالبات ببيع هذه البضاعة لأفراد المجتمع المحلي والطالبات والمعلمات، وهذا تطلب إعداد خطة تسويقية ودعائية ناجحة للمشروع، وإصدار الحسابات الختامية وتقييم الربح الناتج من المشروع وتوزيع الربح على كل من ساهم في رأس المال وأخيرا إجراء التصفية.
يعتبر تأسيس الشركات المساهمة العامة من الموضوعات الصعبة والجامدة بالنسبة للطالبات، وكذلك موضوع دراسة الجدوى وتقييم المشاريع في مادة الإدارة. ولتسهيل وصول المعلومة وفهمها من قبل الطالبات رأيت أن أشرك الطالبات بربط المادة الدراسية بالطريقة العملية التطبيقية لكي يتم استيعابها بسلاسة ويسر، ولكي يتم تنمية القدرة على التعلم والإقبال عليه والاستمتاع به. هذا فضلا عن الترويج لتخصص الفرع التجاري من أجل استقطاب طالبات متميزات، وهذا اتضح جلياً في أن الطالبة الأولى على التوجيهي لسنة 2012/2013 هي من طالبات الفرع التجاري، والتي شاركت في المشروع في السنة الماضية.
جوانب التميز في المبادرة
تمثل أهم ما تميزت به المبادرة في عملية تأسيس شركة مساهمة تقوم عليها طالبات الفرع التجاري بمساعدة طالبات المدرسة والهيئة التدريسة والمجتمع المحلي، وتتصل بطبيعة المنهاج المدرسي للفرع التجاري. لقد جاءت هذه المبادرة كتطبيق عملي مباشر لما تناوله منهاج مادة المحاسبة من حيث تأسيس شركة مساهمة عامة محدودة، وكذلك عمليات البيع والشراء وتسجيل القيود اليومية والانتهاء باعداد القوائم الختامية. كذلك، جاءت المبادرة كتطبيق عملي لما تناوله منهاج مادة الإدارة من حيث دراسة جدوى المشروع وإعداد الخطوات المطلوبة، ثم عملية التسويق وتقييم الربح المحاسبي باحتساب معدل العائد، ومن ثم توزيع الربح على الطالبات المساهمات، علماً بأنه لم يسبق تطبيق ذلك على مستوى المدارس.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
ساهمت المبادرة بالتأثير على كافة فئات المجتمع المدرسي من طلبة، ومعلمات، وأولياء أمور.. فقد اكتسبت الطالبات مهارات عملية وحياتية مختلفة في مجالي المحاسبة والإدارة. ووجدت المعلمات في المبادرة نافذة واسعة لمساعدة الطالبات على التعلم، والإحساس بأهمية ما يدرسنه وارتباطه بحياتهن.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كانت طالبات الفرع التجاري أهم مورد بشري توافر للمبادرة. حيث قامت الطالبات المؤسسات للشركة ببيع الأسهم لطالبات المدرسة، ومن ثم قمن بجمع الأموال من خلال سندات قبض وتسجيل العمليات المالية في الدفاتر المحاسبية. وكذلك قمن بالاتفاق مع التجار الموردين للبضاعة، وتسجيل دخول البضاعة إلى البازار وتصنيفها إلى أقسام بحيث كانت كل طالبة مسؤولة عن مهمة محددة.
وشاركت المعلمات وأولياء الأمور بشراء الأسهم والحصول على الربح الموزع. كما قام كلٌ من أولياء أمور الطالبات، والمعلمات، والمجلس القروي، والمدارس المجاورة بالشراء من معروضات البازار التجاري بعد دعوتهم لحضور الافتتاح.
لم أتدخل، كمعلمة مشرفة، في كل ما يتعلق بالمبادرة، فقد تركت ذلك للطالبات المؤسسات. وكان دوري كمعلمة يقتصر على الإشراف والمتابعة والتوجيه؛ أما مديرة المدرسة، فقد كان لها دور فاعل في التحفيز وتذليل الصعوبات والتواصل ودعوة مديرية التربية والتعليم في بيت لحم والمجلس القروي ومجلس أولياء الأمور للإطلاع على المبادرة ودعمها.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
لم تخل مسيرة تنفيذ المبادرة من الصعوبات والتحديات؛ إذلم نجد غرفة صفية غير مستغلة في المدرسة لتكون مقرا للشركة؛ مما دفعنا إلى الاستفادة من المكتبة لتكون مقراً طوال مدة المشروع، ولم يكن من السهل الوصول إلى تجار جملة، لذلك تم الاستعانة بأهالي بعض الطالبات لتحقيق ذلك.
وتنبهنا إلى كيفية التعامل مع البضاعة التي يمكن أن تبقى دون بيع بعد انتهاء المشروع، لذلك تم الاتفاق مع التجار على شراء هذه البضاعة برسم البيع- أي ما لم يتم بيعه يعاد للتاجر؛ أما مشكلة ضيق الوقت الذي يمكن تخصيصه لمتابعة الشركة وخشية الطالبات والأهالي من تأثير مشروع الشركة على تعلم وتحصيل الطالبات، فقد تم التعامل معها من خلال تخصيص جزءٍ كبير من عمل المشروع ليكون بعد ساعات الدوام.
لقد كان أهم تحدٍّ للمبادرة هو كيفية التسويق الجيد للشركة. لذلك قمنا بتوزيع دعوات للأهالي والمجلس القروي ومجلس أولياء الامور ومديرية التربية والتعليم، وتوزيع بروشورات حول فكرة المشروع وبعض المصطلحات المحاسبية التي توضح بعض التفاصيل عن المشروع.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان الاهتمام رائعا من قبل الأهالي والمجتمع المحلي، فقد حضر وفد من مديرية التربية والتعليم، وآخر من المجلس القروي،، وثالث من مجلس أولياء الأمور حفل الافتتاح الذي تم توثيقه ونشره على صفحة وكالة معاً الإخبارية. وكان الإقبال على شراء الاسهم من قبل الطالبات لافتا للنظر. ويجدر بالذكر أن المشروع قد حقق للطالبات المساهمات أرباحا بمعدل 50% عائد على رأس المال.