من أجل الحصول على تعليم نوعي، ولتطوير التعليم تم التوجه الى استخدام الدروس المحوسبة في التعليم. وحيث إن تعليم وتعلم اللغة الانجليزية يحتاجان إلى مجهود كبير من قبل المعلم والطالب، ولأن معظم أولياء الأمور ليس لديهم المعرفة الصحيحة في كيفية تعليم هذه اللغة في المنزل،  فقد قمت بالبحث عن وسائل تساعد الأهل وتكون دائما في متناول أيدي الطلبة  لتساعدهم في متابعة ومراجعة الدروس في المنزل.

المبادرة هي عبارة عن حوسبة دروس اللغة الانجليزية باستخدام برنامج الموفي ميكر (Movie Maker)، حيث يتم دمج الصوت مع الصورة مع الكلمة المكتوبة لإعطاء الطلبة فرصة اكبر لفهم المادة واستيعابها، دون اللجوء إلى استخدام اللغة العربية في الصف. فضلا عن إمكانية توزيع الدروس على الطلبة بعد الانتهاء من عرضها في المدرسة لكي يقوموا بمراجعة الدرس في المنزل. يساعد هذا الأسلوب الطلبة على الاستماع للفظ الكلمة الصحيح والتدرب على القراءة، كما أن ربط الكلمة بالصورة يزيد من إمكانية حفظها وتذكرها. لقد تم استخدام صور من بطاقات الدروس وأيضا من الإنترنت للكلمات التي لا يتوفر بطاقات خاصة لها ودمجها مع الدرس. وكتقويم ختامي وضعت الصور فقط دون الكلمة أو اللفظ، وطلب إلى الطلبة إعطاء الكلمة المناسبة لكل صورة.

نبعت فكرة المبادرة من ملاحظة ضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية، حيث كان أغلب الضعف يعود لعدم مقدرة الطلبة على حفظ المفردات. كما لوحظ النطق الخاطيء للكلمات التي قد يكون سببها عدم معرفة الأهل باللفظ الصحيح. ومن جهة ثانية، فقد كان بعض أولياء الأمور يستصعبون تدريس اللغة الانجليزية، حيث كثيرا ما سمعت مجموعة من الامهات يقلن: "إننا لا نعرف كيفية لفظ الكلمات بطريقة صحيحة فكيف لنا أن نعلم أبناءنا!!!:.  لذلك، قمت باعتماد أسلوب التدريس بالاستعانة بالدروس المحوسبة في اللغة الإنجليزية  لمساعدة الطلبة أولا والأهل ثانيا. وقد كان استخدامي لهذا الاسلوب نابعا من حب الطلبة لاستخدام التكنولوجيا وقضائهم الوقت في اللعب على الحاسوب؛ وبذلك نستطيع أن نستمر حبهم هذا في تطوير لغتهم.

 

مبادرتي هي أسلوب تعليمي جديد يؤهل الطلبة لاستخدام اللغة الانجليزية بحرية أكثر والاستمتاع بتعلمها، و فهم المادة، دون اعتمادهم على الترجمة إلى اللغة العربية حتى يتمكنوا من فهم اللغة الإنجليزية. ويمكن تطبيق هذا الأسلوب على جميع دروس المنهاج الجديد للغة الإنجليزية، والاحتفاظ بها لسنوات قادمة.

أهم ما يميز مبادرتي أنها سهلة التطبيق والاستخدام من قبل الطلبة وذويهم، ويمكن استخدامها في المدرسة وفي المنزل أيضا؛ مما يجعل الطالب على صلة دائمة بمحتوى الدرس، وباستطاعته التدرب على النطق الصحيح للكلمات دون حاجته لاي شخص لمساعدته.  لقد ساعد ربط الصوت مع الصورة الطلبة في حفظ المفردات بسهولة؛ مما ساعدهم في فهم الدروس دون الحاجة إلى استخدام اللغة العربية في الصف. لقد ساعدت المبادرة الأهل وخففت عنهم ضغط عدم معرفتهم باللغة الإنجليزية، وحرجهم أمام أبنائهم بسبب عدم معرفة النطق الصحيح.

فكرة المبادرة جديدة ولم تستخدم من قبل، ويمكن تطبييقها بسهولة في الصف. كما أن الدروس المحوسبة يمكن استخدامها لعدة سنوات قادمة. تم تصميم الدرس بحيث يكون قصيرا وجاذبا ويمكن تحميله على الإنترنت، كما يمكن وضعه على قرص مضغوط وإعطاؤه للطلبة للتدرب على القراءة في المنزل، وبذلك يساعد الأهل في كيفية نطق الكلمات بشكل صحيح، وتدريب أبنائهم على القراءة.

قمت بإعطاء الطلبة نسخة من هذه الدروس لاستخدامها في المنزل؛ مما ساعدهم على النطق الصحيح للكلمات ومراجعة المفردات كلما سنحت لهم الفرصة، وبخاصة في وقت الاختبارات. وقد أجرت مقارنة بين نتائج الطلبة في الامتحانات الخاصة بالدروس التي قمت باستخدام برنامج "الموفي ميكر" فيها، والدروس التي أعطيتها بالطريقة التقليدية،  فوجدت فرقا ملموسا، حيث ان الطلبة يتعلمون بصورة أفضل باستخدام الحواس من سمع وبصر وربط  للكلمات مع الصور.

كان للمبادرة تأثيرٌ ملحوظٌ إيجابي على الطلبة، حيث تحسن لفظهم للكلمات واستيعابهم للدروس واستخدامهم للغة، كما تحسنت مهارتهم في القراءة وفهم المقروء. كما أن علاماتهم في الاختبارات قد ارتفعت بسبب تركيز الأسلوب على عرض المفردات واستخدام عدة حواس على نحو مشوق؛ مما ساعد في جذب انتباهم، وتدعيم الذاكرة.

أما أولياء الأمور، فقد شاركوا في متابعة تطور أبنائهم وتعزيزه، مستخدمين في ذلك خاصية كون الدروس المحوسبة سهلة وبسيطة ، ويمكن استخدامها في المنزل. وقد استعان بها بعض الأهالي عند  تدريس أبنائهم استعداداً للامتحانات النهائية أو اليومية.

 

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

خلال عملية تحضير الدروس وتطبيق المبادرة في المدرسة استعنت بزميلاتي المعلمات في مدرستي وبمشرفة اللغة الانجليزية وبعض الزملاء في مدارس أخرى، حيث طلبت منهم تطبيقها في صفوفهم وإعطائي تغذية راجعة عن الموضوع. وحصلت على تغذية راجعة إيجابية تحثني على الاستمرا ر في العمل. أما الطلبة، فقد ساعدوا جدا في إعطاء التغذية الراجعة عن الموضوع من خلال استجابتهم على استبانة قدمت لهم. لقد عبر الطلبة عن إعجابهم بهذا الاسلوب مقارنة بالأسلوب التقليدي لعرض الدروس. ولم يتقاعس أولياء الامور أيضا عن تزويدي بملاحظاتهم عن التغير الذي طرأ على سلوك وأداء أبنائهم، ومدى تجاوبهم مع هذا الأسلوب. وقد أشار بعض أولياء الأمور إلى استفادتهم شخصيا من هذه الدروس.

 

إن إمكانية ربط الصوت مع الصورة، وإضافة الكلمات على الصور، وإظهار كل ذلك معا في الوقت نفسه وبطريقة متناسقة كان تحديا كبيرا واجهته المبادرة. لقد تم التعاطي مع هذا التحدي باستخدام عدة تقنيات تعلمتها خلال تطبيقي للدرس الأول الذي استغرق تحضيره ثلاثة أيام. ولكن بعد ذلك استطعت تحضير الدرس خلال ساعة فقط. أما صعوبة عدم توفر الصور المناسبة في البطاقات الخاطفة فقد تجاوزتها باستخدام صور من الانترنت عوضا عنها.

استطعت باسستخدام هذا الاسلوب التعليمي مساعدة الطلبة وأولياء الامور، وحفز عدد من المدرسين على التفكير بإعداد دروس مماثلة. كما أن هذه الدروس قد تم نشرها في موقع الملتقى التربوي لاستخدامها من قبل مدرسين آخرين في فلسطين. وقد حصلت على تغذية راجعة رائعة بالنسبة لاستخدام هذه الدروس في صفوفهم.

عند عرض الدروس على مديرة المدرسة قامت بعقد ورشة عمل خاصة بهذا المشروع لبقية المدرسات للاستفادة منه. وعند عرضه على المشرفين التربويين أثنوا على الفكرة، وقاموا بتشجيعي لعقد ورشة عمل خاصة بالمدرسين في المدارس الأخرى. والآن نحن بصدد تحضير مادة الصف الخامس للفصل الثاني باستخدام هذه الأسلوب، وتوزيعه على الطلبة في مدرستنا.

‏