أحمد محمد ملحم
الدورة الرابعة
"تحويل ملعب المدرسة إلى نادٍ ومتنزه يخدم الطلبة والمجتمع المحلي"
أحمد محمد ملحم
مدرسة صلاح الدين الأساسية للبنين
مديرية التربية والتعليم/ شمال الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
قامت هذه المبادرة على تحويل ملعب المدرسة إلى نادٍ ومنتزه يخدم الطلبة، وتزويده بمظلات ومدرجات ومنصة عرض وإضاءة ليلية، إضافة إلى تشجير الحديقة واستخدام نظام ري يكرر مياه المشربيات؛ مما يوفر مياهاً للري، ويقلل من نفقات نضح حفر الامتصاص. وتضمنت المبادرة عرض أنشطة ثقافية رياضية.
انطلقت المبادرة من تحسسها لمشكلة تتمثل في كثرة الإصابات بالملاعب، وحوادث السير، ونقص الأماكن التي يستطيع الطلبة فيها ممارسة فعالياتهم المختلفة بأمان، سواء كان ذلك أثناء الدوام المدرسي أو خارجه. كما انطلقت من القناعة بأهمية تنمية الجوانب المختلفة في شخصية الطالب، وعدم اقتصار اهتمام المدرسة وأولياء الأمور والمجتمع المحلي على التحصيل الأكاديمي.
جوانب التميز في المبادرة
تتمثل القيمة الإبداعية للمبادرة في كونها تتناول دوراً اجتماعياً تربوياً مشتركاً ما بين المجتمع المحلي من جهة والطلبة من جهة أخرى. وتتمثل أيضا في دورها الفعال في تنمية جوانب شخصية الطالب الاجتماعية والنفسية والعقلية المختلفة. فضلاً عن إشراك العنصر التربوي المستهدف في العملية التعليمية التعلمية وهو الطالب، حيث جعلت منه قائداً صغيراً طالما سعت مناهجنا إلى ايجاده، وجعلت المدرسة بيتاً ثانياُ له.
نجحت المبادرة في تحقيق توظيف مبدع لجميع الأطياف ممثلة بالإدارة المدرسية، والمعلمين، والطلبة، وأعضاء المجتمع المحلي، وتنظيم أدوار كل طرف منهم على نحو تكاملي. كما نجحت في تطوير علاقة تشاركية قائمة على الاحترام والعمل بروح الفريق بين الجميع.
تميزت هذه المبادرة بالعمل على توفير جو اجتماعي دافئ يشعر الطالب بالأمن والراحة النفسية ويحترم كرامته ووجوده في المدرسة، واستثمار طاقات الطلبة وتوظيفها في العمل بهذا المشروع واعتباره جزءاً لا يتجزأ من اهتماماتهم. كما تميزت بتعزيز التواصل بين المعلمين من جهة والمجتمع المحلي من جهة أخرى؛ الأمر الذي كان له انعكاس إيجابي على نجاح المشروع، ومن ثم الارتقاء بالعملية التعليمية وتطويرها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على الطلبة من خلال استفادتهم بما تم بناؤه من جسور للتواصل ما بين الطلبة والمجتمع المحلي، وبما أوجده هذا التواصل من أماكن ترفيه يقضي فيها الطلبة أوقات فراغهم، وبخاصة في أيام العطل، وتوفر لهم الراحة النفسية والأمن النفسي. كما أثرت في رفع الروح المعنوية لدى الطلبة، وبخاصة لما لمسوه من تنسيق للجهود بينهم والإدارة المدرسية والمجتمع المحلي، وعمل جماعي منظم.
وساعدت المبادرة في تنمية شخصية الطلبة واتجاهاتهم ومهاراتهم من ناحية، وتنمية وسائل الاتصال والتواصل ما بين المدرسة ممثلة بإدارتها وهيئتها التدريسية والمجتمع المحلي من ناحية أخرى. فمثلا، أتاحت المبادرة للطالب فرصة المشاركة في المشروع، وتوظيف ما لديه من خبرات ومهارات وإمكانات في عمل مثمر للجميع؛ مما عزز من شعوره بأنه شخص منتج وله دور فاعل في مجتمعه. وضيقت المبادرة الفجوة ما بين المجتمع المحلي الذي قام بتبني المشروع وتنفيذه والمعلمين الذين كان لهم دور فعال في تنفيذه.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تمتعت هذه المبادرة بإتاحة المجال للمشاركة لكل من المجتمع المحلي، والطلبة أنفسهم، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية، فضلا عن عدد كبير من أولياء الأمور حيث ساعدت على دمجهم في العملية التربوية. ولقد أذكت المبادرة روح التعاون والعمل التطوعي لدى هؤلاء جميعا، وأطلقت الكامن من اهتماماتهم وقدراتهم. وبالتالي فإن هذه المبادرة تكون قد استمرت في الموارد البشرية المتوافرة في المدرسة ومحيطها؛ أما الموارد المالية التي احتاجتها المبادرة، فقد كانت موارد بسيطة متوافرة في البيئة المحلية.
لذلك، جذبت هذه المبادرة اهتمام المعلمين الذين اعتبروا المدرسة بيتهم الثاني، وسعوا إلى إنجاحها من أجل رفع مستوى المدرسة وزيادة ثقة المجتمع المحلي بها وبالمعلمين. وأتاحت لأولياء الأمور مشاركة تطوعية فعالة، صاحبها دعمهم المادي والمعنوي؛ أما المشاركة الأهم، فقد جاءت من الطلبة الذين تبنوا الفكرة وعملوا على التخطيط لها، وقاموا بتنفيذها مصحوبين بدعم الإدارة والمعلمين وتوجيههم.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
كان هناك بعض الصعوبات الشكلية المرتبطة بالقوانين الفنية والإجراءات الإدارية، ولكن تم تجاوزها من خلال تفهمها والتعامل معها بمرونة. وتطلبت المبادرة بعض الجهد للعمل على إقناع الآخرين، وخاصة المجتمع المحلي بأهمية هذا المشروع ونتائجه القيمة. وعندما اقتنع المجتمع المحلي بهذه الفكرة، حصلت المبادرة على دفعة قوية إلى الأمام.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة الاهتمام الكبير في بدايتها، لما تحمله من فكرة قيمة ومفيدة يعود نفعها على الطلبة وعلى أولياء أمورهم؛ فهي تسهم في كسر حواجز الجمود ما بين الطالب ومدرسته، وفي تقصير المسافة النفسية بين الطالب والمعلم والأهالي.
لقد أصبح هذا المشروع نقطة التقاء لأولياء الأمور والمعلمين والطلاب، ومصدراً لتنمية الروح الإيجابية لدى الطلبة، وتعزيز شعورهم بالمسؤولية عن المحافظة على ممتلكات المدرسة وحراستها. وانتقل التأثير إلى خارج المدرسة، حيث أبدت عدة مدارس إعجابها بفكرة المشروع وسعت إلى تنفيذها داخلها.