مدرسة ذكور قراوة بني حسان الاساسية
الدورة الرابعة
"تذكرة الطالب المجتهد لإثارة الدافعية نحو التعلم"
مدرسة ذكور قراوة بني حسان الاساسية
مدير المدرسة: نواف محمد عاصي
المرشد التربوي: محمد عويد سالم
مديرية التربية والتعليم/ سلفيت
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
بدأ المشروع بتصميم نموذج لتذكرة مرقمة، تتكون من نصفين يحصل الطالب على نصف التذكرة لمشاركته في الحصة الدراسية ويبقى النصف الآخر مع المعلم. ويتم تقسيم التذاكر حسب المواد والأيام. وتم تخصيص يوم الخميس من كل أسبوع ليكون يوماً للمعلم الصغير، حيث يقوم الطلبة بشرح المواد الدراسية كبديل للمعلم بمشاركة أولياء أمورهم كنوع من التشجيع، ثميحصل الطالب على تذكرة . وفي نهاية الفصل الدراسي يتم السحب على التذاكر لتوزيع الجوائز على الطلبة الفائزين، والمقارنة بين نتائج تحصيل الطلبة القبلية والبعدية للوقوف عند مستوى التغير في التحصيل.
لقد كانت مدرستنا تصنف علميا ضمن المدارس التي تعاني من تدن ملحوظ في مستوى التحصيل فيها، حيث حصلت في وقت ما على ترتيب متأخر في امتحان الرياضيات الذي أجرته وزارة التربية والتعليم على عينة عشوائية من طلبة الصف الرابع الأساسي. وكانت نسبة النجاح فيها لا تتجاوز 24% في الاختبارات الوزارية؛ أما الآن، فإن مدرستنا تعتبر - من خلال هذا المشروع التربوي الريادي- من أكثر المدارس التي تحظى باحترام وتقدير المسؤولين والمجتمع المحلي للإنجازات التي حققتها على صعيد عملية التعلم والتعليم.
جوانب التميز في المبادرة
إن البحث عن القوى الدافعة التي تظهر سلوك الطالب وتوجهه، أمر بالغ الأهمية بالنسبة لعملية التعلم والتعليم؛ فالدافعية شرط أساسي يتوقف عليه تحقيق الأهداف التعليمية في مجالات التعلم المتعددة، سواء في التحصيل أو تكوين الاتجاهات والقيم، أو في تكوين المهارات المختلفة.
عملت المبادرة على تنمية الدافعية الداخلية والسلوك والتفكير الإيجابي نحو المدرسة، ورفع درجة تقدير الذات، وتنمية شخصية الطلبة، وتعزيز روح المنافسة بين الطلبة بمشاركة الهيئة التدريسية. ومن جهة أخرى تم استشارة أولياء أمور الطلبة ومشاركتهم في العملية التعليمية داخل الصفوف الدراسية وحصولهم على شهادات شكر وتقدير، كما أسهم المجتمع المحلي بمؤسساته في دعم المشروع.
أسهمت المبادرة في تعديل السلوك والاتجاهات لدى الطلبة، وخلقت نوعاً من التعاون البناء بينهم، وأنشأت جسوراً بين الطلبة والمعلمين والإدارة. كما أسهمت في تعزيز الاتجاهات الإيجابية لدى الطالب والإيمان بدوره الفعّال. وظهرت روح المنافسة بصورة جلية بين الطلاب.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لوحظ ارتفاع الدافعية نحو التعلم لدى الطلبة، وظهر ذلك من خلال التنافس الشديد بين الطلبة للحصول على التذاكر التي تؤهلهم للفوز بالجوائز؛ مما انعكس ايجاياً على نسبة التحصيل. وكانت الفروقات واضحة بين النتائج القلبية والبعدية لتحصيل الطلبة. كما ارتفعت نسبة مشاركة الطلبة في يوم المعلم الصغير كبديل للمعلم في الحصة الصفية؛ مما انعكس على مستوى مفهوم الذات لدى الطلبة وتحملهم للمسئولية داخل الحصة الصفية، وانخفضت نسبة التغيب عن المدرسة، وزادت ثقة الطلبة بأنفسهم، وأقبلوا على المشاركة بثقة في النشاطات والمبادرات والمسابقات بشتى أنواعها.
وخلقت المبادرة جوا من الحراك والتفاعل داخل المدرسة من حيث الترشح للانتخابات على مستوى الصف والمدرسة، و التنافس الشديد بين طلبة الصفوف في تحسين البيئة الصفية من حيث طلاء الصفوف وتوفير ستائر للنوافذ وأغطية للأدراج، والعناية بالنظافة، وتوفير المناديل الورقية وسلال للنفايات وساعات للحائط.
كما انخفضت وتيرة المراجعات للإدارة المدرسية، وحالات الخلاف بين الطلبة، وانخفضت مظاهر زج مبنى المدرسة بالمظاهر السياسية من كتابة شعارات ورفع للرايات حول حرم المدرسة. وساهمت المبادرة في رفع مستوى العلاقة بين مجتمع المدرسة والمجتمع المحلي؛ وظهر ذلك بوضوح في نجاح فعاليات اليوم المفتوح، وتنفيذ ورشة حول الحد من التسرب الطلابي من المدرسة، وتكريم أوائل الطلبة وأعضاء من المجتمع المحلي الذين تواصلوا مع المدرسة ومدوا لها يد العون.
أما المعلمون، فقد أدت المبادرة إلى زيادة الإبداع عندهم، وظهر ذلك من خلال مشاركتهم في الأنشطة المختلفة وتنافسهم في إبراز بيئة الصفوف التي يربونها.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
شارك الطلبة بفاعلية عالية في يوم المعلم الصغير، واشتد التنافس بينهم على مدار الأسبوع؛ أما المعلمون، فقد تمثل دورهم الفاعل في ابتكار أسلوب دراسي متنوع، والعمل مع الطلبة وتحفيزهم في يوم المعلم الصغير على مدار الأسبوع. كما قام المعلمون بالإشراف على تنظيم عمل اللجان، وتحديد الموارد المطلوبة، وتوجيه الطلبة للمشاركة بشكل فاعل، إضافة إلى تبنيهم المبادرة، وتنفيذ الخطوات المختلفة المتعلقة بالمشروع، والعمل على إنجاحها. وقد كان للمرشد التربوي دور فاعل في تطوير المبادرة وتنفيذها.
وكان للزيارات المتكررة لبعض أولياء الأمور، ومشاركتهم في النقاش، وتشجيع أبنائهم على الحصول على أكبر عدد من التذاكر، أثر إيجابي في تحقيق الأهداف المتعلقة بالمشروع. كما كان للمجتمع المحلي ومؤسساته دور في العمل لتطوير المبادرة ودعمها.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
كما يواجه كل مشروع في بدايته صعوبات وتحديات تختلف في مستوياتها وفئاتها، واجهت هذه المبادرة بعض الصعوبات، مثل: تقبل الفكرة للوهلة الأولى من الطلبة أولا، ثم من الهيئتين الإدارية والتدريسية، ولاحقا المجتمع المحلي، فضلا عن شح الموارد والإمكانات؛ مما أعاق بعض الأنشطة التي نفذتها الأسر الصفية. لقد تم التغلب على هذه الصعوبات والتحديات من خلال التنسيق مع المجتمع المحلي وأولياء الأمور، وتوزيع المسؤوليات. فمثلا، تم التواصل مع مؤسسات المجتمع المحلي لإعطاء محاضرات توعوية تتعلق بروح الانتماء، والعنف، والتراث الشعبي، والصحة النفسية، وتم مخاطبة أولياء الأمور لتوفير الموارد المادية لتحسين البيئة المدرسية. وتم إشراك الطلبة والمعلمين في التخطيط للمبادرة وتنفيذها.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدث المشروع حراكا كبيرا على جميع الأصعدة، فبالنسبة للطلبة أثار الدافعية الداخلية لديهم، وعزز قدرتهم على تحمل المسؤولية. وأصبحت التذاكر، بالنسبة للطلبة، كنزاً ورصيداً يحتفظون به في بيوتهم ويتنافسون داخل بيوتهم على مجموع التذاكر التي يحتفظون بها، مما انعكس بالإيجاب على أولياء أمورهم الذين قاموا بزيارات متعددة للمدرسة لتشجيع أبنائهم على رفع مستوى تحصيلهم، ومشاركتهم في فعاليات يوم المعلم الصغير.