Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   21 حزيران 2013طباعة الصفحة

مدرسة بنات العيزرية الارثوذكسية

الدورة الرابعة

"حل مشكلات مجتمعية من خلال التعلم بالمشروع"
 
 
 
هيئة طلابية: ميار أبو هلال
مدرسة بنات العيزرية الارثوذكسية
مديرية التربية والتعليم / ضواحي القدس
 
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تشكل النشاطات اللامهنجية- التي ترعاها وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التربوية في المجتمع المحلي والتي يشارك بها الطلبة- محركاً داخلياً للإبداع والابتكار، وهي تسهم في توفير بيئة تعليمية محفزة للإقبال على التعلم الفعال؛ وكنتيجة للرغبة في الاشتراك بالمنافسات على مستوى المدرسة والمديرية والوطن، ولما يحققه النجاح من مشاعر تقدير الذات، جاء الاشتراك في هذه النشاطات من خلال استخدام أسلوب التعلم بالمشروع. لقد كان الدافع وراء ذلك الخروج عن نطاق التعلم التلقيني والتقليدي إلى التعلم النشط، وتعزيز ثقة الطالب بنفسه وبقدرته على التعبير عن رأيه، فضلا عن اكتساب الطالب للمعرفة والمهارات العلمية وتوظيفها عملياً في حل مشكلات يواجهها مجتمعه.
 المبادرة عبارة عن نشاط علمي تعليمي هدف إلى حل مشكلة قائمة محلياً وعالمياً، وذلك باستخدام أسلوب التعلم بالمشروع كأسلوب تعليمي فعال يتناسب وطالب القرن الحادي والعشرين. لقد تركز التفكير حول كيفية حل مشكلة تنظيف زجاج العمارات وبخاصة الشاهقة منها، وذلك حفاظاً على أرواح العمال بتوفير أجواء عمل آمنة، فجاءت فكرة تصميم جهاز يقوم بهذا العمل، ومن ثم العمل على تنفيذها. ومن خلال البحث والاستقصاء وجمع المطلوب ثم تبني فكرة بناء نموذج لجهاز يقوم بالعمل المطلوب، وقد اقتضى ذلك العديد من المحاولات والتجريب، وساعات طويلة من العمل. وقد جاء هذا الانجاز كثمرة من ثمار النشاطات العلمية المرافقة للمنهاج التي تم الاشتراك بها على نطاق المدرسة والمديرية والوطن. بحيث تم الاشتراك مع أعضاء اللجنة العلمية في المدرسة بهذه النشاطات؛ مما شكل حافزاً لاستخدام الأسلوب العلمي، وتوظيف المعارف المكتسبة من خلال المنهاج التعليمي في حل مشكلة قائمة بحيث يصبح التعلم المدرسي ذا معنى.
 
جوانب التميز في المبادرة
تعتبر المبادرة ملهمة لفئة الطلبة التي تشكل محور العملية التعليمية؛ فهي تنمي لديهم الفضول والإبداع العلمي والقدرة على التحدي وتوظيف المعارف والخبرات والمهارات التي اكتسبوها، وتسهم في تمكينهم من استثمار خامات بيئية بسيطة وإمكانيات مادية متواضعة لحل مشكلة يواجهها المجتمع. كما أنها تنمي لدى المتعلم قيماً واتجاهات إيجابية نحو عملية التعلم والبيئة المدرسية.
 قدمت المبادرة نموذجاً عملياً لأساليب التعلم الحديثة، وبالأخص التعلم بالمشروع. ووظفت في عملية التعلم جميع الإمكانات البشرية المتاحة، وأهمها: الطلبة والمعلمون والمشرفون التربويون  وأولياء الأمور وأصحاب الإختصاص في الجامعات الفلسطينية؛ أما بالنسبة للموارد المادية، فقد تم توظيف المكتبة المدرسية ومختبري العلوم والحاسوب في بناء نموذج لمحاكاة عمارة ذات واجهات زجاجية لكي تكون مسرحا لتدريب الطلبة.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على أطراف العملية التعليمية والتربوية التي تضافرت جهودها لإنجاح المشروع، وقد كان تأثيرها واضحاً على كل من طلبة المدرسة وطلبة المدارس الأخرى، وكذلك على معلمي المدرسة والمدارس المجاورة، وعلى أولياء أمور الطلبة. لقد أحدثت بحق حالة من النشاط والحيوية.
 ومن جهة الطلبة المشاركين في المبادرة، فقد اكتسبوا مهارات التعلم الذاتي وحل المشكلات واتخاذ القرارات، وتعززت ثقتهم بأنفسهم وبقدرتهم على تحمل مسؤولية تعلمهم. وعززت المبادرة التنافس الإيجابي بين الطلبة في تنفيذ مشاريع هادفة؛ أما المعلمون، فقد زاد إيمانهم بقدرات طلابهم اللامحدودة، وزادت قناعاتهم بأهمية التنويع في أساليب التعلم، وجعل المتعلم محور العملية التعليمية، وساعدتهم المبادرة في إفراز أدوات تقييمية عادلة تراعي الفروق الفردية بين المتعلمين.
 وامتد تأثير المبادرة إلى أولياء الأمور، فقد جعلهتم فخورين بإنجازات أبنائهم طامحين للمزيد من الإنجازات، وأسهمت في تقوية أواصر الترابط ما بين المدرسة وأولياء الأمور، حيث قامت جميع الأطراف بأدوار محددة وواضحة للوصول للإنجاز المطلوب.
 
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
كما قلنا سابقاً، تآزرت أطراف العملية التعليمية والتربوية جميعا ولعبت دورا فاعلا في إنجاح المبادرة، فمثلا أسهم في هذه المبادرة المعلمون ذوو الاختصاص في المدرسة، ومدربون مختصون في البرمجه والهندسة من جامعتي القدس وبيرزيت، ومشرفون تربويون من مديرية تربية ضواحي القدس، ومختصون من جامعات محلية. لقد عملت جميع هذه الموارد البشرية على تقديم النصح والإرشاد، وتيسير عملية التدريب، وتوفير الدعم اللازم لإنجاح هذا المشروع.
 تمثل دور الطلبة في هذا المشروع في ملاحظة وجود مشكلة، والعمل على حلها من خلال البحث والاستقصاء العلمي وجمع المعلومات، وصولاً إلى اقتراح الحل وهو جهاز آلي يوضع فوق المباني المرتفعة ويقوم بعملية التنظيف للزجاج. وقد اقتضى ذلك العديد من المحاولات والتجريب وساعات من العمل الطويلة لبناء النموذج. وشارك أولياء الأمور في تقديم الدعم المادي والمعنوي لتنفيذ المشروع، وبخاصة المشاركة في توزيع الاستبانات وجمعها. وتم التنسيق مع أصحاب العمارات المرتفعة أثناء إعداد المشروع لتجريب الجهاز.
 ومن جهة أخرى، تم استثمار كل ما أتيح للمبادرة من موارد مادية على نحو فاعل، فقد تم توظيف مرافق المدرسة المختلفة من مختبرات ومكتبة، وتم الاستعانة بمواد وأدوات قليلة متوافرة في البيئة المحلية مثل بعض القطع الإلكترونية والميكانيكية والكهربائية التي تم أخذها من أجهزة تالفة، كما تم الرجوع إلى مصادر تعلم عديدة عبر شبكة الانترنت.
 
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
واجهت هذه المبادرة العديد من التحديات والصعوبات منها: كيفية التعامل مع القطع الإلكترونية مثل المتحكم الدقيق، والحاسوب والبرمجية الملائمة، والقطع الميكانيكية مثل البكرات والكوابل، والكهربائية مثل المحركات وباعثات للأشعة الحمراء. لقد تم تجاوز هذا التحدي من خلال الاستعانة بالخبراء وأصحاب الاختصاص. كما برز تحدٍّ آخر تمثل في كيفية التواصل مع أصحاب العمارات الشاهقة وجمع الاستبانات الخاصة بالبحث في ظل تقطع أواصر الوطن لأسباب معروفة للجميع. ومن جهة ثانية، برزت صعوبة في البداية في الموازنة ما بين الواجبات المدرسية من جهة وما بين الالتزام بالعمل في بناء نموذج الجهاز من جهة أخرى. وقد تم تذليل ذلك بساعات طويلة من العمل الجاد، وتحمل ضغط العمل، والإصرار على بناء نموذج لجهاز هو الأول في العالم، فضلا عن تنظيم الوقت لإحداث الموازنة المطلوبة ما بين ما هو منهجي ولا منهجي.
 
 
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
خلقت المبادرة جواً من التنافس الإيجابي بين الطلبة للاشتراك في مشاريع علمية مستقبلاً، وجعلت من عملية التعلم عملية جاذبة ممتعة، وأخرجت الطالب من نطاق التعلم التقليدي التلقيني، وأحدثت حراكاً في المجتمع المحلي من خلال متابعة النتائج في وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي على الانترنت. كما زادت المبادرة من التفاعل بين أولياء الأمور والمدرسة، وبين أولياء الأمور أنفسهم، وعممت المدرسة إنجازات المبادرة على مجتمعها للاقتداء بها كأسلوب تعليمي يتناسب ومتطلبات العصر.
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير