إنطلاقا من وعينا بأضرار بعض الأغذية التي كانت تباع في مقصف المدرسة، وتماشيا مع اهتمام مديرية التربية بالجانب الصحي للطالبات، فضلا عن جهود التوعية التي بذلتها منسقة الصحة المدرسية فيما يتعلق بضرورة تناول الطعام الصحي المتوازن، اتفقنا على تحويل المقصف المدرسي إلى مكان يحتضن المواد الغذائية ذات القيمة الصحية؛ فقررنا متابعة المقصف وبيع المعجنات المحشوة بالجبنة والزعتر، وإعداد وجبة صحية كالمجدرة والسلطة والسحلب والتبولة، وكذلك ارتداء زي خاص، وتنظيم اصطفاف الطالبات أثناء البيع، لتجنب التدافع والمحافظة على صحة الطالبات وسلامتهن.

 لقد كان دافعنا الأساسي في هذه المبادرة هو التوعية والتشجيع على تناول الغذاء المتوازن، والتوعية حول مضار المأكولات الملونة ذات النكهات، وبخاصة الشيبس والعصائر. 

 

 

تميزت المبادرة بقدرتها على تغيير نظام تغذية الطالبات، ومراقبة أثر ذلك على سلوكهن، وتوعيتهن من خلال الإذاعة المدرسية والاستراحة، حيث تم تناول منافع الغذاء الصحي وأضرار الشيبس، وقدمنا إرشادات للطالبات حول هذا الموضوع.

  وتميزت المبادرة أيضا بالتعاون بين الطالبات والمعلمات ومديرة المدرسة ومنسقة الصحة المدرسية ومجلس الأمهات، وزيادة إقبال الطالبات على تناول الغذاء الصحي المتوازن في كل من المدرسة والبيت.

برز تأثير المبادرة على نحو واضح على طالبات صفنا (الصف العاشر الأساسي)، ثم انتقل هذا التأثير إلى جميع طالبات المدرسة. وتركز التأثير على سلوكات الطالبات وإقبالهن على العمل التعاوني الجماعي، وتنمية التواصل وتعزيز الألفة بين الطالبات أثناء التنفيذ والتحضير.

 كما فتحت المبادرة قنوات اتصال بين مسؤولات المقصف ومجلس الأمهات، وأخذت الطالبات يبتعن المعجنات والسندويشات والعصير، ويحضرن الفاكهة، والتزمن بعدم إحضار الشيبس إلى المدرسة. كما أخذت الطالبات بالاصطفاف بانتظام أثناء الشراء- حيث لم يكن ذلك في مدرستنا من قبل أبدا- وكنا نلاحظ إلقاء النفايات أثناء الصعود إلى الصفوف في حاويات النفايات والأكياس المخصصة لذلك.

 

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

لعبت جميع الأطراف دورا بارزا في نجاح المبادرة، وشمل ذلك طالبات الصف العاشر وطالبات المدرسة، والمديرة ومعلمات المدرسة ومعلمة الصحة والبيئة ومنسقة الصحة المدرسية ومسؤولات المقصف وأولياء الأمور ومجلس الأمهات.

 كما ساعد التزام إدارة المقصف بالإرشادات المتضمنة في دليل المقاصف المدرسية والصحة العامة، وبخاصة التوقف عن إدخال الشيبس إلى المقصف، في دفع المبادرة إلى الأمام. وكان دورنا يتركز على تحضير الوجبات الغذائية المتوازنة مثل المجدرة مع البرغل، والأرز، وسلطة الخضار، والتبولة، والسحلب بالتعاون مع مسؤولات المقصف ومجلس الامهات، وتشجيع الطالبات على شرائها بسعر بسيط. كما قمنا بالتصوير لتوثيق العمل وكتبنا لافتات وضعت على نوافذ المقصف تحث على الالتزام بتناول الغذاء الصحي.

واجهنا بعض الصعوبات في الإعداد لهذه المبادرة وتنفيذها. فقد استغرقت جهود التوعية حول ضرورة التوقف عن تناول بعض الأطعمة- مثل: الشيبس والعصائر وقتا طويلا.  كما واجهنا صعوبة أثناء التوزيع أو البيع لعدم وجود حواجز اصطفاف أمام نوافذ المقصف؛ مما حتم علينا التواجد خارجا والتنظيم أثناء الاستراحة.

لاقت المبادرة إعجاب وقبول الطالبات والمعلمات والمديرة والأهالي، وساعدت مسؤولات المقصف في إعداد وتوزيع الوجبات، وتم توظيف فعاليات الإذاعة والاستراحة في التوعية حول منافع الغذاء الصحي وأضرار الشيبس؛ مما أدى إلى زيادة إقبال الطالبات على تناول الغذاء الصحي المتوازن في المدرسة.