هدفت مبادرتنا إلى نشر الثقافة والمعرفة في مجال الحاسوب والتكنولوجيا من خلال عقد دورات تكنولوجيا، للتدريب على استخدام برنامج Flash وغيره للإسهام في حوسبة التعليم. فقد تم تدريب الطالبات على حوسبة المناهج بوساطة برنامج (Flash cs6) لما له من أثر إيجابي في سير العملية التعليمية، حيث أخذت كل مدربة منا مجموعة مكونة من خمس طالبات، وقمنا بتدريبهن على حوسبة المناهج بوساطة برنامج Flash، وكان الهدف من ذلك إعدادهن ليصبحن قادرات على تدريب مجموعات أخرى من الطالبات.

 لقد نبعت المبادرة من قناعتنا بأنه يمكن استثمار طاقات الطالبات وتنمية مواهبهن واكتشاف هواياتهن الدفينة وتنشيط دورهن في عملية حوسبة التعليم، ونقل أثر التعلم إلى طالبات أخريات.

 

قام فريق العمل بالمشاركة في المسابقات على مستوى مديرية غرب غزة، حيث كانت إحدى المسابقات تصميم برنامج تعليمي محوسب كنتاج لدورة فلاش، وحصل الفريق على المركز الثاني في المسابقة. كما قام الفريق بإنتاج عدد من البرامج المحوسبة والمشاركة بها في معرض (أطفال البرمجة)، فضلا عن قيامه بتدريب طالبات من مدارس أخرى- مثل طالبات مدرسة القاهرة الأساسية- في مختبر الحاسوب بالمدرسة.

 وتتميز هذه المبادرة باهتمامها بالمنهاج الفلسطيني وسعيها للنهوض والرقي به، وتبسيطه وتيسير فهمه، وتشجيع الإقبال عليه من خلال حوسبته. وأتاحت المبادرة الفرصة للطالبات للتدرب والتدريب على الحوسبة والعمل الجماعي بروح الفريق؛ مما أدى إلى تحفيز مدارس أخرى بأن تأخذ على عاتقها السير على خطانا والحذو حذونا في هذه المبادرة. 

يلاحظ المتصفح لمبادرتنا أنها تحث على التعلم التعاوني، والتعلم بالأقران، وتفريد التعلم، وإيجاد الطالب المعلم، من خلال إيجاد مدربات للطالبات من الطالبات أنفسهن. كما أنها تثير دافعية الطلبة نحو تعلم البرمجة ومحاولة حوسبة التعليم. وساعدت المبادرة معلمات المباحث المختلفة في الحصول على الدروس المحوسبة؛ مما شجعهن على استخدام الحاسوب والسبورة الذكية في التعليم، كما أسهمت في إنتاج العديد من الدروس المحوسبة والبرامج التعليمية من خلال الطالبات المدربات والمتدربات. 

 

كان تأثير المبادرة كبيرا على الطالبات المشاركات في التدريب، وبخاصة الطالبات المبدعات، حيث اكتسبن مهارة العمل باستخدام برنامج Flash، وأخذت كل طالبة بتدريب طالبات أخريات. أما طالبات المدرسة بشكل عام، فقد ساعد التعليم المحوسب في كسر حاجز الرهبة لديهن من التكنولوجيا. إذ كانت الطالبة عندما تعرف أن الدرس الذي عرضه المعلم إنما هو من نتاج طالبة مثلها في المدرسة أو الصف تتأثر نفسيا، وتشعر أن بإمكانها أن تفهم الدرس، وتتشجع وتشارك في الدورات التدريبية.

  أما معلمو التكنولوجيا، فقد تنافسوا فيما بينهم على تنظيم الدورات، وكان محور التنافس أيهم يستطيع أن يعطي أفضل الدورات، وبخاصة للطلبة المبدعين المتميزين. ولم يغب أثر المبادرة عن معلمي المباحث الأخرى، حيث ساعدت هذه الدورات والدروس المحوسبة التي نتجت عنها في توفير وسائل تعليمية تكنولوجية متطورة؛ مما وفر عليهن الوقت والجهد في عملية شرح الدروس، وأبقاهن في حالة إطلاع دائم على المستجدات التكنولوجية، من حيث البرامج والأدوات التكنولوجية المساعدة.

 

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

تمثلت أهم عوامل نجاح المبادرة في الموارد البشرية التي شاركت فيها، حيث قام معلم التكنولوجيا أيمن العكلوك بتدريب المدربات على برنامج Flash، كذلك قامت المعلمة ساجدة أبو قاضي، معلمة التكنولوجيا، بالإشراف على النادي وعلى سير عملية التدريب. وحضرت بعض المعلمات الدورة التدريبية كبقية الطالبات واستفدن منها. كل ذلك تم بدعم وتسهيلات من إدارة المدرسة؛ أما الطالبات، فلولاهن لما سارت هذه المبادرة، ولما أنجزت ما أنجزته، حيث كان للطالبات مشاركة فعالة، وسارعن إلى التسجيل منذ الإعلان عن الدورة.

 و كان لأولياء الأمور مشاركة لا تنسى وذلك بدفع بناتهم للمشاركة في هذه الدورة، وتوفير جميع احتياجاتهن، والسماح لهن بالقدوم قبل الدوام الرسمي بنصف ساعة، وتجاوز مواقفهم التقليدية المتمثلة في خشيتهم من انخفاض مستوى التحصيل الدراسي لبناتهن إذا شاركن في دورات تدريبيبة بعد الدوام.

 

يعتبر برنامج Flash من البرامج التي تحتاج لإبداع وصبر وتميز في التعامل معه. فقد قامت المعلمة باختيار طالبات مبدعات لهن ميول حاسوبية، وقمنا بتدريبهن على البرنامج بشكل مبسط وسلس؛ مما أعطى الطالبات دافعية ورغبة حقيقية لتعلم البرنامج.

 ومن أعظم التحديات التي واجهتنا مشكلة انقطاع التيار الكهربائي باستمرار، وتغلبنا بحمد الله على هذه المشكلة، ففي أيام انقطاع الكهرباء قمنا بإحضار حواسبنا المحمولة الخاصة إلى المدرسة، وتم إنجاح العمل بصبر الطالبات وجلدهن وتحملهن للصعوبات.

 وللتغلب على التحدي التقليدي المتمثل في محدودية الوقت المتاح، تم تنظيم الدورة التدريبية قبل الدوام المدرسي بساعة بوجود المعلمة وموافقة أولياء الأمور على حضور بناتهم؛ مما أدى أيضا إلى إنجاح هذا العمل، والسعي ليستفيد منه أكبر قدر من الطالبات والمعلمات.

كان الاهتمام بالمبادرة كبيرا، وبخاصة من قبل المعلمات؛ إذ كان لهن دور مهم في إنجاح المبادرة من خلال تنظيم دورات أخرى في نفس المجال، وتجهيز غرفة الحاسوب المدرسي. وقد نالت فكرة المبادرة ثقة الإدارة ودعمها، وتعاونت طالبات عدة مدارس مختلفة مع بعضهن البعض، كما تعاونت المعلمات من عدة مدارس مع الطالبات؛ مما أدى إلى إنجاح هذا العمل، نتيجة لتوفر النهج التشاركي فيه.