شفاء بدر كرجة
الدورة الرابعة
"الموسيقى تهذب نفوس الطلبة وتصقل شخصياتهم"
شفاء بدر كرجة
مدرسة اليرموك الاساسية للبنات
مديرية التربية والتعليم/ شمال الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم فكرة المبادرة على تحقيق مشاركة واسعة للطالبات في النشاطات المنهجية والمرافقة للمنهاج، واستثمار الطاقات الموجودة عند الطالبات في تنظيم عمل موسيقي جماعي يشتمل على العزف على الآلات الوترية والإيقاعية، والغناء، وذلك بهدف دمج الطالبات ذوات التحصيل المتدني وذوات الاحتياجات الخاصة والموهوبات معا، وتعزيز ثقتهن بأنفسهن، وتهذيب سلوكهن، فضلا عن منح الطالبة الموهوبة الفرصة للتعبيرعن نفسها وإيصال ما بداخلها من مشاعر وأحاسيس من خلال العزف والمشاركة في الأغاني الوطنية والشعبية بطريقة مشوقة.
جوانب التميز في المبادرة
ساعدت المبادرة في اكتشاف المواهب والإبداعات الدفينة لدى الطالبات، وعملت على تحويل مخزن للكتب والأثاث القديم إلى غرفة خاصة بالموسيقى مجهزة بالآلات الموسيقية والإيقاعية، وفتحت الآفاق أمام الطالبات لاتقان لغة جديدة خارج عالم اللغات وهي لغة الموسيقى وتجسيدها في لوحة فنية وطنية شعبية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
شاركت مجموعة من طالبات الصف السادس في العزف على الآلات الوترية، في حين شاركت مجموعة أخرى في الغناء. كما شاركت مجموعة من طالبات الصفين الرابع والخامس في العزف على الألات الايقاعية، وشاركت مجموعة ثانية في الغناء. وكان دور المعلمين إحضار الأغاني القديمة، والتعرف على لحنها، والدعم النفسي والتشجيع الدائم للطالبات؛ أما أولياء الأمور، فقد قاموا بتشجيع بناتهم ودعمهن بالمشاركة بهذا العمل.
مكنت المبادرة الطالبات من اكتشاف مواهبهن وإبداعاتهن في العطاء، فارتفعت الثقة بالنفس. ولعبت المبادرة دورا في زيادة إنجذابهن إلى المدرسة، والاستمتاع بوقتهن، والانخراط في عملية التعلم. كما عملت على تحبيب تعلم اللغة العربية من خلال دمج الأناشيد المرفقة بالموسيقى والعزف والإيقاع.
ولنقل أثر المبادرة إلى الآخرين، قمت بإطلاع معلمي اللغة الانجليزية على المبادرة أثناء التقائي بهم في دورة التدريب على المنهاج الجديد في اللغة الإنجليزية للصف الخامس، وقمت بتزويدهم بالفيديوهات والمواد التعليمية التي جمعتها خلال العطلة الصيفية.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
ساعد في إنجاح هذه المبادرة مجموعة من العوامل أهمها: تحويل غرفة ضمن البناء المدرسي إلى غرفة موسيقى لاتساعها لعدة مقاعد وطاولات، وتوفير ملابس شعبية تراثية وبعض الأجهزة الموسيقية التي وفرتها مديرية التربية والتعليم. وساعد أيضا تعاون الهيئة التدريسية، وبخاصة معلم التربية الفنية الذي كان يزودنا بطالبات يحولهن من حصة التربية الفنية إلى حصة التربية الموسيقية.
وشاركت الطالبات بفعالية في البحث- من خلال الانترنت والكتب الموسيقية القديمة- عن مقاطع ومعزوفات موسيقية، وقامت مديرة المدرسة بتوفير البيئة الموسيقية وما يلزم المبادرة من تسهيل العمل والدعم المادي والمعنوي. وحضر الأهالي الفعاليات الموسيقية التي قامت بناتهم بتنفيذها.
التعاطي مع الصعوبات والتحديات
واجهت المبادرة في البداية بعض الصعوبات، كان أهمها عدم وجود غرفة صفية مخصصة ومجهزة بالأجهزة الموسيقية اللازمة لتطبيق المبادرة، بالإضافة إلى ملاحظات بعض الزملاء السلبية والهادفة إلى إحباط المبادرة والتقليل من شأنها. لم يزدني هذا الإحباط سوى الإصرار على أهمية إثبات عدم صحة آرائهم ودفعهم نحو التفكير بشكل إيجابي.
عندما احتاجت المبادرة إلى مجموعة من الأجهزة الموسيقية، استعنت بجزء من ميزانية المدرسة، واستعنت أيضا بمديرية التربية، وبخاصة قسم النشاطات الطلابية. وقام مجلس أولياء الأمور بتجهيز الزي للطالبات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
قوبلت المبادرة ببهجة وسعادة من قبل الطالبات ضمن صفوف مختلفة نظرا للدور الذي لعبته في تعزيز روح الابتكار والإبداع وصقل الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس وكسر حاجز الخجل عندهن. لقد فوجئت بوجود بعض الطالبات من المدرسة المجاورة يحاولن الحضور إلى مدرستنا لمتابعة ما يسمعنه عن تطبيق مبادرتنا، حيث إنهن يشاهدن مقتطفات من الحصص عبر النوافذ.
كما لاقت المبادرة حماسا وتشجيعا من الطلبة والمشاهدين. وقام بعض أولياء الأمور بالتبرع بستائر وجهاز تكييف وغيرها للغرفة الصفية المخصصة للمبادرة. ومن جهة أخرى، استعانت بعض المؤسسات التعاونية بالفرق الموسيقية الموجودة في المدرسة من أجل تقديم العروض في احتفالاتها.