جاءت مبادرتي نتيجة لمشاهدتي للأفلام الوثائقية التي تعرضها القناوات الفضائية، وتتبعي لطرق العرض والاخراج وأسلوب البحث العلمي في هذه الأفلام وقررت انتاج فيلم – على غرار أفلام ناشونال جيوغرافيك عن الكهوف الكاريستية، بحيث يكون الطلبة في محور العملية التعليمية فهم الذين يقومون بجمع البيانات الازمة ويشاركون في ورشات تدريبية وينطلقون في رحلة استقصائية الى الكهف الكارستي الموجود في منطقة بيت ليد.

وكان هدفي من هذه المبادرة تنمية حب الإستطلاع لدى الطلبة ،وتنويع استراتيجيات التعلم والتعليم، لجعل التعليم أكثر تشويقاً ويمتد لخارج حدود غرفة الصف، وتنمية مهارات الطلبة في الاستقصاء والبحث العملي، وتوظيف أدوات التكنولوجيات مثل الكاميرا والانترنت في عملية التعلم.

 

أسهمت المبادرة في تنمية حب الإستطلاع لدى الطلبة وتعزيز مهارتهم في البحث والإستقصاء والإستكشاف، من خلال قيامهم بدراسة ميدانية للكهوف الكارستية. كما عززت المبادرة مبدأ تلعم الطلبة من خلال العمل وربط التعليم بالبيئة المحلية للطالب.

وعززت المبادرة أيضاً دور الطالب في العملية التعليمية فقد تم توزيع الطلبة لمجموعات عملت على نحو تعاوني ، وقام الطلبة بعرض ما جمعوه من بيانات خلال زيارتهم الميدانية وقامو بتطوير قدراتهم في اتسخدام الانترنت، والكايمرا الرقمية والحاسوب والبوصلة والخريطة، وأسهموا على نحو في انتاج الفيلم والترويج له.

 

استفاد الطلبة من المبادرة في تعزيز مهارتهم العملية في استخدام التكنولوجيا كالأنترنت والكاميرا وبرنامج الموفي ميكر واستخدام البوصلة والخريطة وجمع العينات من الصخور ، فضلاً عن تنمية حب الإستطلاع والإكتشاف لدى الطلبة من خلال القيام بدراسة ميدانية للظواهر الطبيعية التي شاهدوها.

وعززت المبادرة إرتباط الطالب ببيئته المحلية بعد معاينة ظواهر يشاهدها يومياً، واتكسابه عادات مهارات حياتية واتجاهات ايجابية، مثل: مهارة القيادة والتخطيط والعمل ضمن فريق وتحمل المسؤلية واحترام الوقت والإلتزام بالخطة. كماعززت ثقة الطلبة بأنفسهم عندما ادركوا امكاناتهم وقدراتهم في استثمار مصادر التعلم في البيئة المحلية والعمل في ظروف صعبة حيث الإنزلاقات الصخرية والظلام الدامس.

اما المعلمون فقد جعلتهم المبادرة أكثر استجابة للتغيير في استراتيجيات وأساليب التعليم، وأكثر إقباللاً على استثمار مصادر التعلم المتوافرة في البيئة المحلية، ومن جانب آخر فقد عززت المبادرة اتجاهات المعلمين الإجابية نحو العمل فانخرطوا في انجاز الفيلم، ووضعوا خبراتهم ومهاراتهم ومعارفهم في خدمة الطلبة وتعلمهم.

ووظفت بلدية بيت ليد الفيلم وما رافقه من إهتمام اعلامي في الجذب السياحي وفي الحصول على تمويل من وزارة السياحة لتطوير الموقع.

 

كن لتميز المبادرة بارتباطها بالمنهاج المقرر من حهة ، وارتباطها بواقع الطلبة وبيئتهم المحلية من جهة ثانية، دور في نجاحها ، وفي جذب اهتمام الطلبة والمعلمين ودفعهم للإقبال عليها . كما اسهم في نجاخها ، انخفاض كلفتها ، الامر الذي يحفز المدارس الاخرى على تبني هذا النهج التربوي لا سيما وان مدارسنا تعاني من نقص في مواردها.

ورغم تخوف مدير التربية والتعليم من المخاطر التي يتعرض لها الطلبة أثناء زيارة الكهف، الا ان ذلك لم يثنيه عن دعم المبادرة ودعوته لمشاركة الشرطة والدفاع المدني في تامين سلامة الطلبة .

ولعبت مشاركة الطلبة وإنخراطهم في المبادرة دوراً حيوياً في تحقيقها أهدافها، فقد قام الطلبة بالبحث عن المعلومات ، واستفادوا من مشاركتهم في ورشات تدريبية على مهارات الكشافة ( مثل استخدام الخريطة، والبوصلة، والحبال) والإسعاف الأولي، وجمع عينات الصخور بطرق ملائمة.

أما المعلمون، فقد عملوا مثل خلية النحل لإنجاح المبادرة من خلال تطبيق نهج التعليم التكاملي، فمثلاً قام معلمة التكنولوجيا بتدريب زملائه والطلبة على استخدام برنامج الموف ميكر، ودرب معلم الجغرافيا الطلبة على استخدام البوصلة والخريطة في الإسترشاد إلى الكهف، ودرب المعلم المسؤول عن الكشافة في المدرسة الطلبة على كيفية استخدام الحبال في التسلق. أما معلم الرياضيات فقد ساعد الطلبة على كيفية قياس المساحات ميدايناً، وقام معلم العلوم بإجراء تجارب بمشاركة الطلبة، توضح كيفية حدوث الكهوف الكارستية، وخصص المعلم المسؤول عن الإذاعة زاوية صباحية، للحديث عن فكرة الفيلم والترويج له، في حين وفر أمين المكتبة للطبلة كتباً ومراجع تتناول الكهوف وأنواع الصخور.

وأسهم في نجاح المبادرة سهولة تدبر مواردها، ودعم المجتمع المحلي لها ومساعدته في توفير ما يلزم لها، فمثلا، حصلنا على قوارير جمع العينات والكمامات من مستشفى طولكرم، وعلى كاميرا من بلدية كفر اللبد وعلى المنظار وكاميرا إحتياط من مدرسة كفر صور الثانوية، وعلى الخيام والبوصلة من فرقة الكشافة، وعلى الكركر من أحد المكاتب الهندسية، وعلى مصابيح الإضاءة والحبال والمطارق من بعض أولياء الأمور.

 

واجهت المبادرة مجموعة من التحديات والصعاب، فمثلاً لم تتوفر في المدرسة كاميرة خاصة بالإنتاج التلفزيوني، مما جعلني أعتمد على كاميرا رقمية ذات كفاءة . ومن جهة ثانية فقد تخوفت أنا والطلبة من حدوث انزلاق في الكهف الكارستي أثناء الزيارة، فلجأت إلى الدفاع المدني، للتنسيق وتدريب الطلبة على كيفية التحرك، وجمع البيانات بحذر، وتم تزويد الطلبة بوسائل الوقاية كالخوذات والكمامات.

 

ظهر اهتمام الطلبة بالمبادرة جلياً من خلال تصميمهم على الإنخراط في فريق البحث الجغرافي، ومشاركتهم الفاعلة في إنتاج الفيلم والترويج له، وأقبل معلمو الجغرافيا في المديرية على توظيف الفيلم في التعليم، وطلبوا مساعدتي في انتاج أفلام أخرى في مدارسهم، كما قام مشرف الجغرافيا بتعميم الفيلم على مدارس المديرية.

وخصصت وسائل الإعلام المحلية مساحة للتعريف بالفيلم والترويج له، فقد لاقى الفيلم اهتماماً من مدير فضائية فلسطين، الذي وصفه بأنه "خرق في التعليم" وإهتماماً من كل من: مدير البرامج في تلفزيون الفجر الجديد، وصاحب إذاعة جفرا. وادى ذلك إلى إتخاذ وزارة السياحة قراراً بتطوير موقع الكهف واستندت عليه بلدية بيت ليد في جذب السائحين إلى المنطقة.