بنات سيلة الظهر الأساسية
الدورة الثالثة
" القراءة جسر يمكنك من الوصول إلى عالم المعرفة والعلم "
فريق المبادرة: مديرة المدرسة ة دلال ربايعة، المعلمات فدوى فاخوري، عبير مسعد، سلام رباع، فايزة زعرور،
ماجدة فهمي، المرشدة التربوية ياسمين جوابرة، أمينة المكتبة حنان أبو عصب
اسم المدرسة: بنات سيلة الظهر الأساسية
مديرية تربية قباطية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم فكرة المبادرة على علاج ضعف الطالبات في القراءة والكتابة من خلال إعطاء حصص تقوية وحصص إضافية أثناء الدوام وخارج أوقات الدوام، بحيث لا يقتصر التركيز على هذه الفئة في حصص اللغة العربية، إنما يشمل ذلك المباحث الرئيسة الأخرى من أجل الوصول إلى أفضل النتائج مع فئة الطالبات الضعيفات.
ونبعت المبادرة من حرص إدارة المدرسة والمعلمات على رفع مستوى الطالبات أكاديمياً، وسعيها إلى مد يد العون والمساعدة لتلك الفئة من الطالبات اللواتي قد يمتلكن القدرة على الفهم والاستيعاب لبعض المواد التدريسية إلا أن ضعف القراءة قد يقف حاجزاً أمام رفع مستواهن، ناهيك عن عجزهن أحيانا عن ترجمة ما يفهمنه كتابياً لعدم إتقانهن مهارة الكتابة.
ومن دوافع هذه المبادرة أيضا العمل على خلق جو من التفاعل الاجتماعي الإيجابي لتلك الفئة المستهدفة، بحيث تصبح الطالبات المشاركات في مشروع القراءة والكتابة أكثر استجابة وفاعلية؛ وبالتالي نكون قد أسهمنا في إبعاد الطالبات عن مظاهر العزلة والانطواء التي قد تلجا إليها الطالبة لإخفاء ضعفها.ًًً
تم رصد أسماء الطالبات المشاركات في المشروع بناءً على اختبارات قبلية نفذتها المدرسة، ومن ثم تم تحديد المعلمات المشاركات في المشروع، كما تم عقد اجتماع لتحديد احتياجات تنفيذ المشروع من أجل توحيد الرؤية في تنفيذ العمل. وبعد ذلك تم تحديد برنامج لعلاج الضعف وذلك ضمن حصص خاصة بالقراءة والكتابة أثناء الدوام، وضمن حصص التقوية خارج أوقات الدوام (أيام السبت)، فضلا عن التركيز على الطالبات في مختلف الحصص وذلك بالاتفاق مع جميع معلمات المدرسة.
جوانب التميز في المبادرة
يكمن التميز والإبداع في هذه المبادرة في قدرتها على إحداث تغيير جذري وملموس في أساليب التعليم والتعلم، فضلا عن دور هذه المبادرة في تحسين علاقة الطالبة بالمدرسة، وتوطيد علاقة المدرسة بالمجتمع المحلي. ولا نغفل الحديث عن اهتمامها بالتماسك والتكامل والتعاون المهني والاجتماعي الذي يعزز العلاقة بين أعضاء المجتمع من جهة والمجتمع المدرسي من جهة أخرى.
لم يظهر التميز فقط من خلال تنمية قدرة الطالبات على القراءة و الكتابة وبالتالي رفع المستوى التحصيلي بشكل ملموس، بل تعدى ذلك ليصبح هذا المشروع بمثابة حلقة وصل تربط جميع الأطراف المشاركة من طلبة ومعلمات وأولياء أمور بنوع من الانسجام الاجتماعي الفاعل. وقد ظهر التميز أيضا من خلال استخدام تكنولوجيا التعليم، وتبني طريقة التعليم بالترفيه للنهوض بمستوى الطالبات. ولا نغفل ذلك التميز الذي ظهر من خلال مشاركة الطالبات في الإذاعة الصباحية، وفي فعاليات اليوم المفتوح.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت هذه المبادرة بشكل خاص على الطلبة ولا سيما أولئك اللذين يعانون من ضعف واضح في التحصيل والأداء الأكاديمي والذين تم إدراج أسمائهم في مشروع القراءة والكتابة بناءاً على اختبارات قبلية وبعدية نفذتها المدرسة، وعكست بشكل جليّ مدى استفادة الطالبات من ذلك المشروع من خلال إتقان بعض المهارات المتعلقة بالقراءة والكتابة.
لقد انعكس تأثير هذه المبادرة على الطالبات الضعيفات في القراءة والكتابة في أكثر من جانب. فمن الجانب النفسي ساهمت هذه المبادرة في تعزيز ثقة الطالبات بأنفسهن وزادت من قدرتهن على التعبير عن الذات والبعد عن العزلة، وظهر هذا من خلال مشاركتهن في الإذاعة الصباحية وزيادة تفاعلهن في الحصص. أما على الصعيد الاجتماعي، فقد خلقت هذه المبادرة جواً من التفاعل والانسجام ما بين طالبات الفئة المستهدفة من جهة وما بين أعضاء المجتمع المدرسي من جهة أخرى. وعلى الصعيد التعليمي ظهر تحسن ملحوظ على المستوى التحصيلي للطلبة، وبرز ذلك من خلال إتقان الطالبات المهارات المتعلقة بعمليتي القراءة والكتابة، وهذا يعنى أنه أصبح بمقدور الطالبة أن تكتب وتقرأ؛ وبالتالي تفهم وتعي ما تقرأه، وتستوعب المعلومة بطريقة صحيحة، وتفهمها وفق قدراتها، وتقدر على ترجمتها كتابياً.
ولا ننسى تأثير هذه المبادرة على المعلمات، ولا سيما معلمات المباحث الأساسية، اللواتي أظهرن تنافسا إيجابيا، وتعاونا لافتا لإنجاح هذا المشروع، وكذلك تأثيرها على المجتمع المحلي، حيث خلقت نوع من الاتصال والتواصل بينه وبين المدرسة، وولدت عنده التزام بالمشاركة في تحمل مسؤولية التعليم، والعمل على توفير الدعم المادي والمعنوي بما يخدم هذا المشروع.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
منذ البداية قامت مديرة التربية والتعليم في قباطية، بصفتها الراعية الأولى للمشروع، بإتاحة الفرصة لنا لتنفيذه ضمن الأطر المسموح بها، والمتضمنة إخراج طالبات الفئة المستهدفة من الحصص الرسمية لحضور حصص التقوية، والإيعاز للمشرفين بدعم تنفيذ المشروع من خلال تقديم الأفكار البناءة والتشجيع المستمر. وقد تابعت مديرة المدرسة هذه الحصص أثناء الدوام المدرسي، كما تابعت الحصص الإضافية من قبل المعلمات الأخريات خارج أوقات الدوام. ومن جهة أخرى، تم تفعيل المكتبة من خلال عمل أنشطة مكتبية تشمل قراءة القصص القصيرة، والتركيز على مهارة فهم المقروء، فضلا عن الدعم المادي والمعنوي الذي قدمه مجلس أولياء الأمور من أجل خلق بيئة محفزة تضمن نجاح هذا المشروع.
وكانت مشاركة الطالبات، والتزامهن بحضور الحصص، وتنفيذ أوراق العمل، وتطبيق بعض المهارات والأنشطة، والإجابة عن أسئلة بعض الاختبارات دورا مساعدا في تحقيق المبادرة لأهدافها. أما المعلمات، فقد شاركن بفاعلية فيها عن طريق إعطاء حصص ضمن خطة المدرسة المتعلقة بمشروع القراءة والكتابة وكذلك إعطاء حصص تقوية لمختلف المباحث الأساسية، فضلا عن التركيز على تلك الفئة من الطالبات بشكل كبير خلال الحصص الصفية.
ولم يتقاعس أولياء الأمور عن الدور المسؤول المتوقع منهم، فقد شاركوا بفاعلية في لقاءات المدرسة مع أعضاء المجتمع المدرسي، وقدموا ما أمكنهم من دعم مادي ومعنوي بناء لخدمة المشروع، فضلا عن طلب بعض أولياء الأمور من إدارة المدرسة إشراك بناتهم في المشروع.
أما الموارد المادية التي ساعدت في نجاح المبادرة، فقد اشتملت على تخصيص جزء من ميزانية المدرسة لخدمة هذا المشروع وتوفير احتياجاته من خلال توفير القرطاسية والمواد اللازمة، وتوفير غرفة صفية ومكان ملائم مجهز، فضلا عن الدعم المادي المقدم من المجتمع كجوائز تشجيعية.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجه المشروع في بدايته بعض التحديات تمثلت في صعوبة تقبل كل من أولياء الأمور والطالبات لفكرة الانضمام إليه على اعتبار أنه يقتصر فقط على الطالبات الضعيفات، فضلا عن خشيتهم من إمكانية انعكاس المشروع سلبا على نفسية الطالبات المشاركات، والتخوف من النظرات التي قد توجه لهن من قبل بقية طالبات المدرسة غير المشاركات في المشروع. وهذا الأمر شكل عائقا لا يستهان به في بداية الأمر.
وللتغلب على تلك الصعوبات بادرت مديرة المدرسة بتفعيل دور المرشدة التربوية في المدرسة، من خلال عقد لقاءات فردية مع الطالبات كل على حدة لإقناعهن بتقبل المشروع. كما سارعت إدارة المدرسة لعقد لقاء مفتوح مع أمهات تلك الفئة لتعريفهن بفكرة المشروع والثمار المرجوة منه، وتهيئة بيئة ملائمة لتنفيذ حصص التقوية. كما تم تخصيص غرفة خاصة بالمشروع، وتم إتباع أسلوب التعزيز المادي المتمثل بتقديم جوائز تعزيزية للطالبات. ومن جهة أخرى، فقد تم اعتماد أسلوب التعلم بالترفيه لزيادة دافعية المتعلمات.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
حظيت هذه المبادرة بنوع من الاهتمام والقبول والتفاعل لا يستهان به في المجتمع المدرسي؛ فعلى مستوى الطالبات، ظهر هناك قبول ورغبة بالمشاركة في المشروع، والاستفادة منه ما أمكن، وظهر ذلك من خلال طلب بعض الطالبات اللواتي يتقن مهارتي القراءة والكتابة للانضمام للمشروع بهدف رفع مستواهن التحصيلي بشكل أكبر.
وسارعت المعلمات إلى التعاون والعمل المثمر لإنجاح هذا المشروع من خلال معرفة كل معلمة بأسماء طالبات المشروع، والتركيز على تلك الفئة على نحو خاص. وكذلك تطوعت بعض المعلمات بإعطاء حصص تقوية تخدم المشروع فضلا عن المشاركة في حصص القراءة والكتابة الخاصة بالمشروع.
وكان الحراك في المجتمع المحلي واضحا من خلال حضور محاضرات وندوات خاصة بمشروع القراءة والكتابة، وتقديم الاقتراحات، وحضور بعض الحصص الصفية الخاصة بالمشروع، وكذلك توفير الجوائز البسيطة لطالبات المشروع كنوع من التعزيز.