علي يوسف العبد سمارة
الدورة الثالثة
" تحويل حصص التربية الفنية إلى مشاغل للاستفادة من النفايات الصلبة "
صاحب المبادرة: على يوسف العبد سمارة
اسم المدرسة: الأمة الثانوية
مديرية تربية ضواحي القدس
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
نبعت فكرة المبادرة بالصدفة حين كان الطلبة يصممون أشكالا فنية ووسائل علمية غير مكلفة في حصص الفن تحضيرا لمعرض علمي لعام 2009/2010، وذلك باستخدام المواد والأشياء المتوافرة في النفايات الصلبة. وتطورت الفكرة إلى مبادرة تم تعميمها على معلمي التربية الفنية في باقي مدارس مديرية القدس الشريف لعمل ورش فنية من مخلفات النفايات الصلبة في حصص الفن.
وتمثلت أهم دوافع هذه المبادرة في اعتبارها مدخلا ومنصة لإشراك المدارس وطلبتها في التخطيط البيئي السليم وإدارة النفايات الصلبة في فلسطين، وتطوير تعليم التربية الفنية في المدارس عبر استثمار النفايات الصلبة وتوظيفها كموارد تعليمية قليلة التكلفة، وتطوير العمل التقني والفني اليدوي للطالب في تصميم وتركيب الأشكال الهندسية والمجسمات.
جوانب التميز في المبادرة
تكمن جوانب تميز المبادرة في سعيها إلى استنهاض إبداعات الطلبة في مجال تصميم الأشكال الفنية والهندسية ذات الطبيعة الجمالية والقيمة الفنية العالية، والمحببة لنفوس الطلبة دون تكاليف باستخدام مواد متوافرة بكثرة في البيئة المحلية. كما تكمن هذه الجوانب في تحويل حصص التربية الفنية إلى ورش عمل فنية إبداعية فنية لتشكيل النفايات الصلبة المتوافرة في البيئة المدرسية ومحيطها، وتحويلها إلى أعمال فنية مثيرة للاهتمام.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
رفعت المبادرة من درجة وعي الطلبة واهتمامهم بالبيئة المدرسية والمحلية، وساعدت في اكتسابها مجموعة من الاتجاهات الإيجابية نحو البيئة والمهارات العملية التي نقلتهم من مرحلة التفكير العميق إلى مرحلة العمل الجاد للاستفادة من النفايات والمخلفات الصلبة الملقاة في الساحات المدرسية والشوارع عبر تجميعها، وتصنيفها، ومن ثم تحويلها إلى أشياء وأشكال فنية مفيدة ونافعة.
وعززت المبادرة الصحة النفسية للطلبة من خلال انخراطهم العملي في تصميم أشكال فنية استمتعوا بعملها، واستخدموها في تزيين صفوفهم، وخلقت لديهم الشعور بقيمتهم الإنتاجية؛ وأخرجتهم من روتين التعليم التقليدي إلى إلهام الإبداع الفني. كما أثرت المبادرة في الصحة الاجتماعية للطلبة من خلال إتاحة المجال لهم للعمل الفريقي في إطار ما يشبه خلية النحل؛ مما عزز العلاقات الاجتماعية بينهم، وعمق انتمائهم إلى مجتمعهم المدرسي بكافة عناصره. ومن جهة أخرى، نجحت المبادرة في إعطاء معنى وقيمة تربوية لحصص التربية الفنية؛ إذ وجد فيها الطلبة متنفسا لإطلاق إبداعاتهم الفنية؛ فزاد إقبالهم عليها والتمتع بالأنشطة الصفية التي تضمنتها.
وانتقل أثر المبادرة إلى المجتمع المحلي؛ إذ زادت ثقته بمصنوعات التدوير من النفايات الصلبة، وازداد إقباله على المعرض الذي نظم للمجتمع المحلي، وقام كثير من الزوار بشراء بعض المعروضات. أما على صعيد المرأة؛ فقد انتقلت الفكرة الى داخل البيت، وقامت بعض النساء بعمل تصميمات فنية بتكلفة بسيطة من النفايات الصلبة التي جمعتها في منزلها، ثم قامت ببيعها مما ساعد تحسين دخل الأسرة .
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تم الاستفادة من الموارد البشرية المتوافرة في المدرسة ولم تكن هناك حاجة لاستقدام أية خبرات أو مصادر بشرية من خارج المدرسة؛ فالمشاركة والانخراط بفاعلية كان من جانب كل من الطلبة، وومعلمة التربية الفنية، ومنسق الصحة المدرسية، ومدير المدرسة، وهذا الحشد ساعد في نجاح المبادرة.
وكانت التكلفة المالية لعمل الأشكال والأشياء الفنية بسيطة، حيث تم صنعها من المخلفات الصلبة (مثل علب الكولا، وعلب العصير البلاستيكية، وعلب السردين، والورق والنايلون،...) التي تم جمعها من الحاويات المجاورة للمدرسة، ومن الساحات المدرسية، والشوارع. وتم كذلك استخدام أدوات متوافرة في مشاغل المدرسة مثل: مقصات الحديد، وأدوات الرسم، ومواد التلوين.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تجسد التحدي الأكبر للمدرسة في المكبات العشوائية حولها؛ فكانت هذه المبادرة بمثابة حلا بيئيا سليما للمكبات، بدل القيام بحرقها أو طمرها. أما التحدي الأكثر الذي واجه المبادرة فقد تمثل في كيفية فزر النفايات الموجودة في حاوية المدرسة؛ فقامت المدرسة بتوفير حاويات متخصصة لكل نوع من النفايات الصلبة لتسهيل الجمع والفرز ولتجنب تكلفة فرزها في أماكن أخرى؛ وبذلك حلت المدرسة مشكلة ارتفاع التكاليف للمواد الخام الصلبة المسترجعة؛ فلا تكاليف تذكر لجمع أو فرز أاو نقل النفايات إلى المصانع البعيدة. ومن التحديات الأخرى التي اعترضت المبادرة كانت توفير الوقت اللازم للطلبة لتدريبهم على مهارات التشكيل، وكان الحل ساعات ما بعد الدوام.
لا يخفى على أحد أن فكرة جمع النفايات الصلبة من قبل الطلبة من الساحات ومن جنبات الطرق هي شيء غير محبب لديهم ولدى عامة الناس، ولكن المصنوعات اليدوية الجميلة التي نجحوا في إعدادها شكلت حافزا للاستمرار في المبادرة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
بعد نضوج الفكرة والبدء بالعمل بالمبادرة لاحظ المعلمون ومدير المدرسة أن بحوزة المدرسة مجسمات وأدوات زينة رائعة تم تشكيلها من مواد البيئة المحلية بتكلفة قليلة جدا؛ مما أثار اهتمامهم ودفعهم للعمل مع الطلبة لإعداد معرض فني وعلمي على مستوى مديرية التربية ومدارس القدس الشريف. وكان النتاج معرضا علميا مبدعا ورائعا تدفق عليه الأهالي والمجتمع المحلي والمدارس الأخرى.
ساعدت فكرة تدوير النفايات في داخل الغرف الصفية في إزالة عدم ثقة المجتمع المحلي بمخرجات التدوير التي أعدها الطلبة أبنائهم، بعكس منتجات مصانع التدوير الخارجية التي كثيرا من كانوا يشكون من ارتفاع تكاليفها.