همسة خالد عبد القادر أبو سمعان
الدورة الثالثة
"توظيف الألعاب التربوية في صفوف التعليم العلاجي لمعالجة المفاهيم الرياضية"
أصحاب المبادرة: المعلمة همسة خالد عبد القادر أبو سمعان
اسم المدرسة: مدرسة بنات بلاطة الأولى
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم فكرة المبادرة على تصميم طالبات التعليم العلاجي لألعاب تربوية ووسائل تعليمية تعالج مفاهيم في مادة الرياضيات، وترفع من مستواهن التحصيلي. وقد اشتملت المبادرة على ورشات عمل موجهة لطالبات التعليم العلاجي بمشاركة معلماتهن لصنع الألعاب التربوية، وورشات عمل موجهة لأولياء الأمور لصنع هذه، وتحميل صور الألعاب على الإنترنت، فضلا عن تنظيم معرض تعليمي ضخم للألعاب التربوية في المدرسة شاهده عدد كبير من المشرفين والمعلمين وأولياء الامور والمجتمع المحلي. ويجدر بالذكر أن المعرض يوجد الآن على نحو دائم في غرفة التعليم العلاجي.
انطلقت المبادرة من مجموعة من الدوافع، أهمها: تحويل الرياضيات من مادة مجردة إلى ألعاب تربوية محسوسة، وتطوير وسائل تعليمية وألعاب تربوية تساعد في تحسين تحصيل وأداء الطالبات المشاركات في برنامج التعليم العلاجي في المدرسة. كما انطلقت من إيماني بالقدرات الكامنة لدى هؤلاء الطالبات والتي تحتاج لمن يطلق العنان لها من جهة، ومن رغبتي في الإسهام في تغيير الصورة السلبية النمطية المنتشرة بين المعلمين وأولياء الأمور عن طالبات التعليم العلاجي، حيث يتم الربط بينهن وبين الفشل والإهمال.
جوانب التميز في المبادرة
تميزت فكرة المبادرة بمخاطبة أنماط التعلم لدى كل طالبة من خلال قيام طالبات التعليم العلاجي ضعيفات التحصيل بصنع ألعاب تربوية بسيطة وغير مكلفة من خامات البيئة المحلية بحيث تتناسب مع قدراتهنّ، وذلك لرفع مستواهنّ التحصيلي والحد من المشاكل السلوكية لديهنّ. وجاءت هذه الفكره لتثبت لجميع المعلمين والمشرفين وأولياء الأمور أن الطالبات ضعيفات التحصيل بحاجه لقليل من الاهتمام للارتفاع بمستوى تحصيلهن، وبإمكانهن النجاح والتقدم إذا توافر هذا الاهتمام.
وتميزت أيضا بقيام المعلمات بتوظيف هذه الألعاب في صفوف التعليم العلاجي لكي تسهم في تحويل الرياضيات من مادة مجردة لمادة محسوسة تساعد في استمرارية التعلم ودوامه لفترة طويلة. وتم تدعيم هذه المبادرة بنتائج بحث تجريبي عن أثر الألعاب التربوية والوسائل التعليمية على طالبات التعليم العلاجي.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
ساعدت المبادرة في ارتفاع مستوى تحصيل الرياضيات لدى طالبات صفوف التعليم العلاجي، وهذا ما أظهرته الفروق في نتائج الاختبارات القبلية والبعدية، حيث ارتفع تحصيل الطالبات من المتدني لفوق المتوسط. إن هذا الأثر الإيجابي للمبادرة أسهم في تنمية روح التعاون بين الطالبات أثناء صنع الألعاب، واتساع مساحة الاتصال والتواصل بين الطالبات والمعلمات، وزيادة دافعية الطالبات للتعلم والانتماء للمدرسة.
واستخدمت معلمات الرياضيات الألعاب التربوية على نحو فاعل ومثمر في صفوف التعليم العلاجي، وفي الصفوف العادية على حد سواء. أما أولياء الأمور، فقد تأثروا بنتائج المبادرة، مما أدى إلى تغير نظرتهم لطالبات التعليم العلاجي وزاد الاهتمام بهن؛ مما دفعهم لابتكار ألعاب تربوية خاصة بأبنائهم لاستخدامها في منازلهم.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
شاركت طالبات التعليم العلاجي في صنع بعض الألعاب والوسائل بدعم ومساندة من معلمات الرياضيات في المدرسة. ولم تتوانى مديرة المدرسة والمشرفين التربويين عن دعم المبادرة وتشجيع الطالبات والمعلمات، وتوفير ما يلزم من تسهيلات.
وقام أولياء الأمور بتوفير بعض الموارد المادية المستخدمة في صنع الوسائل التعليمية، والمشاركة في صناعة تلك الألعاب والوسائل، وحضور معرض الألعاب التربوية والوسائل التعليمية للرياضيات.
وساعد في نجاح المبادرة تصنيع الألعاب التربوية من خامات البيئة المحلية البسيطة مثل: الخشب، والحديد، والكرتون، والصولو، والبولجال.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
أبرز تحدي واجهته المبادرة كان العمل على تغيير نظرة أولياء الأمور والمعلمات لطالبات التعليم العلاجي؛ حيث تم ذلك من خلال إشراكهم في لقاءات حوارية ومناقشات جادة، وتم ترتيب لقاءات لهم مع الطالبات وهن يتحدثن عن استمتاعهن بالألعاب واستفادتهن منها في التعليم وفي تحسين تحصيلهن في الرياضيات. وتم تسهيل مشاركة أولياء الأمور في ورشات العمل ليلمسوا الإبداع الذي أهملوه في بناتهم.
أما التحدي الثاني، فقد تجسد في عدم ثقة طالبات التعليم العلاجي بأنفسهن، وإحساسهن بالفشل وقلة الدافعية. لقد تمكنت من مواجهة هذه الصعوبة من خلال اشراكهن بالقرار وبالعمل التنفيذي من خلال ورشات عمل تعاونية؛ وبهذا صار لهن مكانة إيجابية ملحوظة بعد أن كن مهمشات ومحبطات من مجرد المحاولة، وتذوقن طعم النجاح عندما ارتفع مستواهن التحصيلي، وشاهدهن معلماتهن وهن يستخدمن الألعاب التي صنعنها بأيديهن أمام جميع طالبات صفهن، وبرؤيتهن لعدد الزائرين الضخم الذين شاهدوا المعرض.
ومن جانب آخر تم تجاوز صعوبة قلة الموارد المالية من خلال استغلال خامات البيئة المستعملة مثل العلب الفارغة والخشب المستعمل ومواد أخرى رخيصة ومتوافرة في البيئة المحلية.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
ساعدت المبادرة في زيادة اهتمام المعلمات بالطالبات ذوات التحصيل المتدن واللواتي يحتجن إلى دعم تعليمي إضافي، وفي تغيير اتجاهاتهم بإتباعهم لطرق تعليمية بديلة، واستخدامهم الألعاب لعلاج مشكلة التأخر الدراسي.
وتم تنظيم ورشات عمل لإنتاج الألعاب بأيدي طلبة التعليم العلاجي وأولياءأمورهم، ولتعم الفائدة على جميع المدارس، وتوجت عملي هذا بمعرض ضخم حضره حشد كبير من التربويين الذين أبدوا انطباعا إيجابيا عما لمسوه.
واستعار المعلمون من خارج المدرسة هذه الألعاب واستخدموها في مدارسهم، وحصلوا أيضا على نسخ منها؛ مما أتاح لهم فرصة التقليد والإبداع. كما أبدى طلبة كلية العلوم التربوية الذين شاركوا في برامج التربية العملية في المدرسة اهتمامهم، وقاموا بعمل وسائل تعليمية وألعاب تربوية في مساقات الكلية ذات العلاقة.