مبادرتنا عبارة عن إعداد أفلام للرسوم المتحركة تحمل طابعا تربويا وتعليميا، وتستهدف  طلاب المدارس في المراحل المختلفة ثم الهيئة التدريسية. وجاءت هذه المبادرة لتوظيف تركيز وانتباه الاطفال واهتمامهم بالرسوم المتحركة على نحو إيجابي في تعزيز سلوكاتهم الإيجابية وتنمية قدراتهم بما يسهم في تعليمهم وتعلمهم بطرق أكثر تشويقاً واستقطاباً للأطفال بكافة فئاتهم ومراحلهم العمرية وباختلاف مستويات ذكائهم.

تقوم مبادرتي على إشراك الطلبة في صناعة أفلام تربوية باستخدام الرسوم المتحركة من أجل تحقيق جملة من الأهداف المرجوة من العملية التعليمية، وأهمها: تنويع أساليب التعليم والوسائل التعليمية المستخدمة لتعزيز مشاركة الطلبة في الصف، وتعليم الطلبة باستراتيجيات التعلم النشط، ومراعاة مستويات تحصيل الطلبة وذكائهم وتنوعهم، فضلا عن تعديل سلوك الطالب السلبي وتوجيهه إلى السلوك السوي.

 

جعلت المبادرة من الطالب صانع ومكون أساسي في العملية التعلمية، حيث أنه كان يقوم بالتفكير بمواضيع الأفلام، ويشارك باستمتاع في صنعها؛ مما أثر إيجابيا على سلوك الطلبة وتوجيههم تربوياً الى التعلم من خلال الممارسة والمشاهدة. وأسهمت المبادرة في تحويل موضوع الدرس أو هدفه أو فكرة المنهاج مباشرة إلى فلم رسوم متحركة يسهل فهمها على الطلبة، وتحاكي أكثر من حاسة لديه.

شارك الطلاب في إنتاج أفلام الرسوم المتحركة لصفوف مختلفة وموضوعات مختلفة؛ مما أدى إلى شعور الطلبة بالفخر بما أنجزوه من جهة، واستمتاعهم بالتعلم من خلال العمل والتشوق للتعلم من جهة أخرى.

وكان للمبادرة تأثير آخر على الطالب تمثل في تعزيز ثقته بنفسه، وتطوير قدراته ومواهبه، وتسهيل عملية تعلمه، وإتاحة المجال له لتقديم أفكار تصلح كموضوعات للأفلام. وأصبح الطالب يستمتع بالحصص الصفية التي يتخللها عرض افلام رسوم متحركة هادفة توصل الفكرة أو الهدف ببساطة.

 ومن جهة أخرى، أصبحت هذه الأفلام وسيلة ناجعة لضبط الحصص الصفية بطريقة تربوية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة لدرجة أن عدد كبير من الطلبة أصبح يتمنى الانخراط في المبادرة.

في البداية توجهت الى مؤسسة القطان لعرض فكرة المبادرة عليهم، والذين بدورهم قاموا بتبنيها وقدموا لي بعض التدريبات المتخصصة في مجال إعداد وعرض الرسوم المتحركة، وقاموا بدعم كافة احتياجات تطبيق المبادرة في مدرستنا.

ويعود الفضل أيضا في نجاح المبادرة إلى تحمس الطلبة لها، وانخراطهم في فعالياتها على نحو نشط، فضلا عن دعم مدير المدرسة وتشجيعه للطلبة للمشاركة، وتوفير ما يلزم للمبادرة من تسهيلات.

ولعب تنوع أهداف المبادرة دورا في نجاحها، فقد كان لبعضها أهدافا تربوية مثل فيلم "سبونج بوب ينظف"، وكان لبعضها الآخر أهدافا تعليمية مثل فيلم "الأحرف الابجدية بالإنجليزية"، في حين كان هناك أهدافا ترفيهية وسلوكية لأفلام أخرى مثل فيلم "العُرس" الذي ركز على أخطار إطلاق النار في حفلات الأعراس.

في بداية المشروع كان اعتمادنا على مؤسسة القطان في العمل وإنتاج الأفلام وتوفير الأجهزة اللازمة مثل جهاز الحاسوب المحمول، والكاميرا، وجهاز تسجيل الصوت، فضلا عن برنامج حاسوب خاص. وبعد أن استفدت أنا والطلبة من خبرات مؤسسة القطان كثيرا؛ قمنا بنقل خبراتهم وتنميتها وتطوير، وأصبح بإمكاننا إنتاج أفلام رسوم متحركة على أجهزة الحاسوب في منازلنا وفي المدرسة باستخدام كاميرات بسيطة.

ومما أربكنا في البداية أيضا اعتراض الكثير من المعلمين على إخراج الطلاب من حصصهم للعمل بورشة الرسوم المتحركة؛ ولكن سرعان ما تجاوزنا هذه المشكلة الكبيرة حيث تطوعت للعمل يوم السبت، وتشجع الكثير من الطلاب لهذه الفكرة وأصبحنا نحضر إلى المدرسة يوم السبت تطوعاً للعمل على إنتاج افلام متحركة.

اقتصرت المبادرة في البداية على 25 طالبا شاركوا في تطويرها، ولكن هذا العدد ازداد كثيرا عندما بدأنا بإنتاج الافلام وشاهدها الطلاب؛ حيث أثرت هذه الأفلام فيهم على نحو كبير لدرجة أصبح الكثير من الطلاب يطالبونني بتسجيلهم في الورشة وبشغف مما يشير إلى حب الطلاب لهذا العمل والمبادرة.

وأصبح الطلاب يحبون أكثر حضور حصص التكنولوجيا في المختبر حيث كانوا  يشاهدون أفلام الرسوم المتحركة خلال أو بعد الحصة، وشكل هذا الأمر حافزا لهم لحضور الحصص بشغف، فضلا عن تحقيق الاستفادة من هذه الافلام التعليمية والتربوية الترفيهية الهادفة.

كما أثارت المبادرة أيضا اهتمام المعلمين وظهر ذلك بوضوح في في اجتماع المعلمين مع إدارة المدرسة؛ حيث قمت بطرح فكرة التشارك في تجسيد أفكار ودروس من المناهج المختلفة وتحويلها إلى رسوم متحركة.