مدرسة الرافعي الثانوية للصم
الدورة الثالثة
"مدرسة حكومية تحتضن الطلبة الصم وترعى حقهم في التعليم الثانوي"
أصحاب المبادرة: المعلمين جهاد علي حسن، ورفيق حمدان، وسهير الحجار، ورندة صالح
اسم المدرسة: مدرسة الرافعي الثانوية للصم بنات – بنين / غزة
مديرية تربية غزة
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
بعد أن كان الطلبة الصم في قطاع غزة ينهون الصف التاسع ثم لا يلتحقوا بالدراسة في الثانوية نظرا لعدم مستوى دراسي ما بعد التاسع، وبعد أن كانت الطالبات تجلس في البيوت بينما يتحرك البنين للعمل إن وجد أو البطالة في أكثر الأحيان، جاءت فكرة مدرسة الرافعي الحكومية الثانوية للصم لفتح باب التعليم الثانوي الدراسة للطلبة (ذكوراً وإناثاً) الذين أنهوا الصف التاسع من المؤسسات التعليمية الخاصة في قطاع أسوة بأقرانهم العاديين وذوي الإعاقات الأخرى، وقد تم توفير المواصلات لهؤلاء الطلبة من جمعي أنحاء قطاع غزة، وتم تأثيث المدرسة بما يناسب خصائص الصم.
انطلقت مبادرة إنشاء مدرسة ثانوية للطلبة الصم من الإيمان بحق هؤلاء الطلبة في الرعاية والتعليم؛ فهؤلاء الطلبة جزء لا يتجزأ من المجتمع، لهم حقوقهم في التعليم والصحة والرعاية والاحترام والكرامة وغير ذلك أسوة بالطلبة الآخرين، وعليهم واجباتهم كما الآخرين في بناء وتطوير مجتمعهم.
جوانب التميز في المبادرة
جاءت هذه المبادرة لتشكل طوق نجاة للطلبة الصم، حيث لهم أتاحت لهم الاستمرار في تعليمهم الثانوي، وفتحت لهم آفاقاً جديدة للعلم والتعلم والمساواة بأقرانهم الذين تفتح لهم أبواب المدارس الثانوية ثم الجامعية. ومن ناحية مستقبل هؤلاء الطلبة، فإن حصولهم على شهادة ثانوية يتيح لهم الالتحاق ببعض الوظائف دون أن يعترض سبيلهم غياب هذه الشهادة.
وانسجمت المبادرة مع السياسات الوطنية والمجتمعية فيما يتعلق برعاية حقوق الطلبة ذوي الإعاقات، وبالأخص فئة الطلبة الصم المهمشة، وأظهرت مدى الحاجة لدعم هؤلاء الطلبة علمياً ومادياً لإكمال دراستهم، كما عرفت المبادرة صانعي القرار بفئة الصم وفتحت آفاقاً جديداً لخدمتهم.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كان لمبادرة افتتاح مدرسة الصم الثانوية كبير الأثر على الطلبة الصم من عدة نواحٍ، فقد مكنتهم من إكمال تعلميهم الثانوي أسوة بأقرانهم، وسهلت دمجهم في البيئة المدرسية، وأتاحت لهم فرصة تطوير المهارات الفنية والأدائية عبر المشاركة في أنشطة مدرسية متنوعة مثل فرقة المدرسة الفنية، وزادت ثقة الطلبة الصم بأنفسهم، ووسعت مداركهم عبر استخدام المنهاج المستخدم مع الطلبة السامعين.
ومن جهة ثانية، أثرت المبادرة على قطاع أهالي هؤلاء الطلبة، فجعلتهم يهتمون بإلحاق أبنائهم وبناتهم الصم بهذه المدرسة، ورفعت من درجة وعيهم أهمية رعاية وتعليم هؤلاء الطلبة كحق لهم وليس رأفة بهم أو شفقة عليهم، كذلك أكدت على حق المساواة بين الطلبة الصم والطلبة العاديين، وبخاصة بعد أن أصبح الصم أكثر وعياً بحقوقهم.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تم تهيئةالعاملين في المدرسة، من خلال عمل محاضرات ودورات، وتعريفهم بخصائص وطرق تعليم المعاقين سمعياً، و كذلك تم تنظيم ورشات تدريبية لأولياء الأمور لمناقشة أوضاع بناتهم وأبنائهم الصم، والاتفاق على كيفية التعامل معهم وتجاوز العقبات التي تعترض تعليمهم.
ولتشجيع الطلبة الصم على التسجيل في المدرسة، تم إعداد نشرات للتوعية والتثقيف وإرسالها إلى مدارس التعليم العام ومؤسسات المجتمع المحلي والأهالي للتعريف بالخدمات المقدمة للطلاب المعاقين سمعياً. وقامت المدرسة بزيارة بعض المؤسسات الداعمة للصم بهدف تبادل الخبرات وتوثيق العلاقة معهم، واكتشاف سبل العمل المشترك.
وساعد المبادرة على النجاح مديرة لمدرسة بنات كانت تعمل سابقاً بالإشراف على مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة بالقطاع، وكذلك توافر مدير لمدرسة البنين كان يعمل سابقاً معلم ومترجم للغة الاشارة. أما فيما يتعلق بالهيئة التدريسية؛ فقد توافر كادر وطاقم تدريس مميز يجيد لغة الإشارة، فضلا عن توافر أخصائيين تربويين ونفسيين وأخصائيين نطق عملوا جميعا بيد واحدة نحو رفعة الطالب الصم ورقيه.
وكان لمؤسسات المجتمع المحلي إسهاما بارزا في هذه المبادرة، حيث تم تأثيث المدرسة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني, وتم استقطاب الطلبة بوساطة مؤسسات تعليم الصم، وتم الإعلان للتسجيل من خلال المؤسسات الإعلامية. كذلك جرى تكيف المنهاج بالتعاون مع مؤسسات تعليم الصم، وكان للأهالي والصم دور كبير في إنجاح المدرسة حيث حثوا أبناءهم وزملاءهم للالتحاق بالمدرسة والانضباط فيها.
التحديات والصعوبات
كان هناك صعوبة في تجميع الطلبة للتسجيل ووصولهم إلى المدرسة وبخاصة هؤلاء الذين يسكنون في أماكن بعيدة عنها، فتم توظيف وسائط مختلفة لإعلام الطلبة وأهاليهم، وتم الإعلان عن افتتاح التسجيل للمدرسة في كل وسائل الإعلام والمساجد وغبر الصم أنفسهم ومؤسساتهم. وتم استحداث نظام الانتساب لعدد من الطلبة الذي يعملون ولا يستطيعون الحضور بشكل منتظم. ومن جهة أخرى، تم التعاقد مع شركات مواصلات لتأمين وصول الطلبة من كافة مناطق القطاع.
ولتوفير المنهاج المناسب للطلبة الصم، تم تكييف المنهاج بما يناسب خصائصهم بالاستعانة بمجموعة من الأخصائيين التربويين، واستخدمت أساليب تقييم نوعية لتقييم مدى تقدمهم. ونظرا لصعوبة توفير معلمين متخصصين في تدريس الصم، تم تدريب مجموعة من المعلمين غير المختصين على كيفية تدريس الطلبة الصم.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
الشخص الأصم هو إنسان سوي عاطفيا ووجدانيا حاله حال الأسوياء الآخرين. ولهذا فهو يحتاج فقط اعترافاً ورعاية معقولة من ذويه ومجتمعه، ويحتاج أيضا إلى إتاحة فرصة ملائمة لهم للتعلم والنمو وتحقيق ذاته.
لقد أثارت هذه المبادرة اهتماما وحراكا واسعين في المجتمع المحلي، الذي أصبح أكثر اقتناعا بأنه من خلال التعليم يستطيع الأصم تطوير قدراته المختلفة، وتحقيق صحته النفسية والعقلية والاجتماعية.