Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

قاسم عيسى قاسم زيدات

الدورة الثالثة

 
" لقد نجحنا في إحداث الفرق... فالمقصف أصبح ملائمة والغذاء أصبح أكثر صحة "
 
 
أصحاب المبادرة:  منسق الصحة قاسم عيسى قاسم زيدات
اسم المدرسة:   صافا الاساسية للبنين/ صافا/ الخليل

مديرية تربية شمال الخليل

 

 

وصف موجز للمبادرة ودوافعها
بعد زيارتي لمدرسة صافا الأساسية للبنين ذهلت عندما رأيت مقصف المدرسة عبارة عن وحدة صحية قديمة تحت الدرج، وقررت أن أبدأ  بالعمل لإحداث ما يمكن تغييره؛ فاجتمعت مع رئيس قسم الصحة المدرسية وشرحت له المأساة؛ عندئذ قررنا بناء مقصف جديد، والبحث عن موارد لذلك. بعد ذلكـ تم التنسيق لإدخال المدرسة ضمن مشروع تطوير المقاصف مع مؤسسة اليونيفيم؛ حيث تم بناء المقصف، وتشغيله من قبل جمعية نسائية في المنطقة.
 ما دفعني للمبادرة هو قناعتي بأن الصحة الجسدية والنفسية للطلبة تتطلب توافر مقصف مدرسي تتوافر فيه شروط الصحة والسلامة، ويقدم غذاء صحيا سليما يخضع للمراقبة. وكذلك قناعتي بأن لا المفاهيم والمبادىء والاتجاهات التربوية لا تعنى شيئا للطالب إذا لم تخضع للتطبيق، وإذا لم يشعر الطالب بالفائدة المنعكسة عليه وعلى زملائه.
 
جوانب التميز في المبادرة
احتوت الفكرة على عدة جوانب من التميز، كان أبرزها أن مشكلة المقصف في المدرسة موجودة من عدة سنوات، ولم يلحظها أو يبادر إلى حلها أحد. فالمدرسة قديمة يغمر ساحاتها الطين شتاءً، وتكسو الرطوبة جدران صفوفها، وتقع في منطقة مهمشة. أما مقصفها، فكما ذكرت سابقا، فهو يقع في وحدة صحية قديمة تحت الدرج، ويفتقر إلى أدنى شروط الصحة والسلامة، بل يشكل مصدر خطر يهدد صحتهم.
ومن هنا جاءت المبادرة لتقرع جرس التغيير المتمثل في إيجاد مقصف صحي يقدم غذاء صحيا بأسعار مقبولة في متناول يد الطلبة. لذك، تم إحالة المقصف إلى جمعية نسائية لكي تديره سيدة محتاجة.
أظهرت المبادرة أهمية مشاركة الجميع في تحمل مسوؤلية توفير شروط تربوية وصحية ملائمة للطلبة؛ إذ احتشد كل من مديرية التربية والتعليم، وجمعية سيدات بيت أمر، ومؤسسة اليونيفيم، ومجلس الآباء، وأولياء الأمور، والطلبة، وطاقم المدرسة لتقديم العون والدعم. فوفرت مديرية التربية والتعليم الغطاء القانوني للمشروع وأدرجته ضمن قائمة المدارس المرشحة لمشروع اليونيفيم، وقدمت الجمعية النسوية عاملة المقصف، وساهمت في قيمة الضمان للمقصف، وكذلك وفرت الأغذية الصحية. أما مؤسسة اليونيفيم، فقد قدمت الدعم المالي سواءً على صعيد بناء وتجهيز المقصف أو على صعيد قيمة الضمان للمدرسة، وقام المجتمع المحلي ومجلس الأباء بتبليط الساحة الأمامية للمقصف، وتجهيز مشربية، وتزويدها بمبردة ماء. ومن جهة ثانية، أعطى الطلبة وطاقم المدرسة مثالا رائعا على التعاون والتفاني في متابعة العمل في المشروع، والتنسيق مع الجمعية وقسم الصحة، والمجتمع المحلي.  
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
بعد أن كان الطلبة يتلقون أغذية من مقصف متعفن يشكل تهديدا لصحتهم وحياتهم، ويشعرون بالاشمئزاز عند اقترابهم منه، أصبحوا  يتلقونها من مقصف جديد تتوافر فيه كل المستلزمات وشروط الصحة، ويقبلون عليه بارتياح.
وبعد أن كان المعلمون يخجلون كلما آتاهم زائر للمدرسة خشية أن يرى المقصف بوضعه المنفر، أصبح المعلمون يشعرون بالفخر لما أنجزته من المدرسة من تغيير في المقصف، وما أحدثته من فرق في البيئة التربوية والصحية للطالب..
وعلى صعيد المجتمع المحلي، فإن تقدم المجتمع وأولياء الأمور بمبادرة استكمال الساحة أمام المقصف، وتوفير المبردة والمشربية الجديدة، يعد أكبر دليل على الأثر الذي أحدثته المبادرة على الصعيد المعنوي والعملي في المجتمع المحلي؛ فبعد أن كان هذا المجتمع يعزف عن التعاون بحجة أن لا أحد يهتم بالمدرسة، وأن العناية بالبيئة المدرسية هي من مسؤلية مديرية التربية فقط، تغير موقف هذا المجتمع، وأصبح أكثر إيجابية نحو المدرسة والطلبة..
 
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
أثمرت الجهود المثابرة من قبل قسم الصحة المدرسية في مديرية التربية والتعليم، ودعم مدير التربية والتعليم المتمثل في توفير الغطاء القانوني والرسمي، في اعتماد المدرسة في مشروع تطوير المقاصف المدرسية. وتبنت مؤسسة اليونيفيم المشروع، واعتبرته ضمن أولوياتها.
وساعد تحمس المجتمع المحلي، بعد تردده وتخوفه في البداية، في مسيرة النجاح، وبخاصة جمعية سيدات بيت أمر التي أدارت المقصف وقدمت الدعم الكافي لإنجاح المبادرة.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
اعترضت المبادرة تحديات كثيرة، منها قلة الموارد المالية في المجتمع المحلي مما أخر تغيير المقصف المتعفن، ولكن التحدي الأكبر تجسد في إيجاد حل لمشكلة هذا المقصف. وظهر الحل عبر تطوير مشروع مشترك بين التربية والمجتمع المحلي ومؤسسة اليونيفيم تم من خلاله توفير الدعم المادي لبناء مقصف متكامل. أما التحدي الثاني، فتمثل في كيفية توفير غذاء صحي؛ فكان الحل عبر التنسيق مع جمعية نسائية محلية لاستلام المقصف وإدارته من قبل سيدة محتاجة تختارها الجمعية.
وكان التحدي الأخير هو كيفية إقناع المجتمع المحلي بجدوى تغيير المقصف القديم، وتقديم الدعم لتحقيق ذلك. وهنا أثمرت جهود التواصل مع المجتمع المحلي وحملة التوعية، حيث قام هذا المجتمع بتجهيز الدرج والساحة أمام المقصف، وتوفير مشربية وثلاجة المياه له.
 
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
يمكن تلمس الحراك الذي استدعته المبادرة فيعيون الطلبة والمعلمين ومدير المدرسة والمجتمع المحلي. وقد بعثت المبادرة الشعور بالأمل لدى الجميع، فأخذت إدارة المدرسة والمعلمين والمجتمع المحلي يفكرون في تحسين البناء القديم للمدرسة ككل، ومارسوا حملة ضغط وتأثير على مديرية التربية حتى تحقق طلبهم في وضع المدرسة على قائمة المدارس ذات الاحتياج للبناء واستبدال غرف صفية بأخرى جديدة.
وعلى الصعيد المعنوي للطلبة، شعروا بأنهم مثل أي زملاء لهم في مركز اهتمام المديرية، فبعد أن كانت قريتهم طرفية تعاني من التهميش والإهمال، حققت المبادرة لهم أملا في التغيير، وجعلتهم يشعرون أنهم أصبحوا موضع اهتمام المسؤولين.
 
 
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير