سكينة عبد الكريم مدراج صالح
الدورة الثالثة
" حقيبة تعليمية إلكترونية للتوعية والتثقيف الصحي "
صاحبة المبادرة: المعلمة سكين عبد الكريم مدراج صالح
اسم المدرسة: بنات مرده الثانوية
مديرية تربية سلفيت
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انطلقت فكرة المبادرة في مناسبة إحياء اليوم العالمي للسكري؛ فقد فوجئت بضعف المعلومات الصحية حول الأمراض المزمنة والمنتشرة، ولاحظت مدى انجذاب المعلمات والطالبات للمعلومات؛ فقمت بتحضير استبانة قبلية لقياس مدى الوعي حول المعلومات المذكورة آنفا. وكانت نتائج الاستبانة حول معرفة أعراض وعلامات وطرق علاج هذه الأمراض تصل إلى حد 45% بين المعلمات، وتصل إلى 20%-25% بين الطالبات. بعد ذلك، قمت بإعداد حقيبة صحية إلكترونية تشتمل على مواد صحية المحوسبة على شكل رسوم متحركة أو عروض تقديمية مصحوبة بالمؤثرات الصوتية، وتقدم للطالبات في حصص الفراغ- بدلا من ترك الطالبات في هذه الحصص دون عمل. ووجدت هذه الفكرة قبولا لدى مديرة المدرسة التي ساعدت في تنظيم العروض ومتابعة نقاشها مع الطالبات في حصص الإشغال.
جوانب التميز في المبادرة
تكمن قيمة هذه المبادرة في أنها جاءت لتنقل الطالبات من التعليم التقليدي إلى التعليم الإلكتروني الذي يثير تفكير الطالب ويحفز ملكاته، وفي أنها وظفت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على نحو فاعل في عرض المواد الصحية التعليمية بأسلوب مشوق وجاذب للطلبة. كما جسدت المبادرة المبدأ المعروف: "قلي أنسى، أرني أتذكر، أشركني أتعلم".
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على الطالبات من عدة جوانب؛ حيث جعلتهن أكثر ثقة بأنفسهن، وعززت لديهن روح الانتماء للمدرسة وللمجتمع، وزادت من قدرة الطالبات على التعبيرعن مشاكلهن، وأصبحن أقدر على التعرف على بعض المشاكل الصحية. كما ساعدت المبادرة في إطلاق العنان لمواهب الطالبات؛ إذ قمن بتأليف بعض القصص حول بعض المشاكل الصحية وعرضهن بأسلوب درامي عبر الإذاعة المدرسية.
كما عززت المبادرة من الوعي الصحي لدى الطالبات، وزادت مخزونهن من المعرفة العلمية؛ مما ساعد في وقايتهن من الأمراض المعدية، وحفزهن على الانتقال إلى طور تقديم النصح والإرشاد إلى أهاليهم حول بعض الأمراض.
ولاقت هذه الفكرة إعجاب بعض المعلمات اللواتي لاحظن اهتمام الطالبات وانجذابهن لها؛ فقمن بإعداد بعض الدروس من المنهاج على شكل عروض تقديمية شيقة ساعدت الطالبات في التفاعل مع الموقف التعليمي.
وأثرت على أولياء الأمور حيث تغيرت نظرتهم إلى المدرسة من مكان يقدم التعليم الأكاديمي فقط، إلى مكان يتيح الفرصة لتنمية مهاراتهم الحياتية، ويساعد في توعيتهم صحيا من خلال الأنشطة المرافقة للمنهاج، والتعليم المحسوب؛ مما عزز ثقتهم بالمدرسة وبدورها.
أما أثر هذه المبادرة على المعلمة، فقد جعلت منها ميسرة للتعلم لا ملقنة، وولدت لديها الرغبة في حضور اللقاءات الصحية لمعرفة المزيد عن العناية بصحتها.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تم استغلال جميع الكوادر البشرية المتوافرة في المدرسة من معلمين وطلبة؛ حيث ساعدت بعض المعلمات والمديرة بإعداد بعض المواد الإعلامية والإرشادية. ولم تقف مشاركة الطالبات عند حدود حضور اللقاءات والانخراط في المناقشات والحوارات، بل أصبحن يجمعن ويتابعن كثيرا من الأخبار الصحية ويناقشنها مع المعلمات في اللقاءات، ويستفسرن عن بعض المشاكل الصحية التي تواجههن في البيوت.
وتضمنت المبادرة الكثير من النشاطات، مثل: التحدث في الإذاعة الصباحية، وكتابة بعض القصص القصيرة، وعمل رسومات حول بعض المواضيع، وتنفيذ رسوم ساخرة.
وتكسرت الحواجز التقليدية بين المدرسة من جهة، وأولياء الأمور والمجتمع المحلي من جهة ثانية؛ وهذا ما شجع أولياء الأمور على التفاعل مع المبادرة ودعمها. فقد قام أحد أولياء الأمور بتمويل إفطار صحي نظمته المدرسة لمرضى السكري في القرية، وقدم آخر مواد إسعاف أولي للمدرسة، وقدم ثالث فراشي أسنان لطلبة الصفين الأول والثاني، وتبرع رابع بوجبة إفطار ساخنة لطلاب المرحلة الأساسية.
وكان هناك دور للمجتمع المحلي ممثلا بالمجلس القروي والجمعيات ومراكز الرعاية، حيث قام كل منهم بعرض خدماته؛ فهذا قام بتكريم طلاب اللجنة الصحية، وذاك دعم النادي البيئي بأدوات الزراعة. ومن جهة ثانية، نظمت المدرسة محاضرة لتوعية الأهالي حول مرض السكري وطرق التقليل من مضاعفاته، وفتحت أبوابها للجمعيات الخيرية الموجودة في القرية التي قدمت بعض المواد المساندة والأمور الصحية للمدرسة، ومولت بعض الافطارات الجماعية، وشاركت في تحسين البيئة المدرسية، وتأهيل البنية التحتية.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
لا يوجد أي عمل تخلو مسيرته من الصعوبات أو التحديات؛ لذلك، لم تكن طريق المبادرة خالية من بعض الصعوبات، وأهمها: ضيق الوقت الذي كان يواجهنا في عرض المادة، وتم التغلب عليه من خلال استغلال حصص الإشغال (عند تغيب المعلمات)، وصعوبة توافر جهاز عرض تعليمي واحد فقط في المدرسة تعرض للتلف، وتم إرساله إلى المديرية التي ساهمت في إصلاحه. وتم التشبيك مع مؤسسة في المجتمع المحلي وقامت بتوفير جهاز عرض أخر للمدرسة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
كان لهذه الدروس أثرا واضحا على الطالبات وعلى أولياء الأمور؛ فقامت كثير من الطالبات بإعداد بعض الأنشطة الخاصة في المحاضرات مثل: عروض اسكتشات مسرحية تقدم في الإذاعة المدرسية وفي بعض المناسبات، ومجلات حائط. كما قامت بعض الطالبات بتقديم النصح لأقاربهم كبار السن حول هذه الأمراض.
أما بالنسبة للمجتمع المحلي، فقد زاد تفاعله مع المدرسة، وأصبح أكثر قرباً منها. وتعززت قناعة الأهالي بأن المدرسة ليس للتعليم فقط، وبأن التعليم ليس من مسؤولية المدرسة فقط، بل هو مسوؤلية الجميع.