رجاء عثمان عبد الهادي ابو فرحة
الدورة الثالثة
" تطوير مختبر العلوم لاحتضان تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتوظيفها في التعليم "
أصحاب المبادرة: المديرة رجاء عثمان عبد الهادي ابو فرحة
اسم المدرسة: بنات تقوع الثانوية
مديرية تربية بيت لحم
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تتجسد الفكرة العامة لمبادرتي في العمل على تحويل المادة النظرية إلى مادة ملموسة ومرئية في محاولة لتغيير مسار التعليم التلقيني وتدعيم دور التعلّم، وتحويل المختبر من مكان مقتصر على الأنشطة والتجارب العلمية إلى عالم مستقل بذاته يحتضن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وما يرتبط بها من أجهزة حاسوب وأجهزة عرض. وقد شرعت بهذه المبادرة آملة أن تتم الاستفادة من طاقات وخبرات كل من معلمات العلوم بخاصة، ومعلمات المدرسة بعامة.
وكان أبرز الدوافع التي انطلقت منها مبادرتي حل مشكلة تعارض حصص التكنولوجيا التي تتطلب التطبيق والعرض في مختبر الحاسوب مع حصص العلوم التي تستلزم أيضا استخدام الحاسوب وجهازي التلفاز والفيديو الموجودين في المكتب. وبعد التفكير في هذه المشكلة ارتأيت تطوير مختبر علوم وتزويده بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وما يلزم من أجهزة ذات علاقة تمكن معلمات العلوم والطلبة من الاستغناء عن غرفة الحاسوب التي كان يتم فيها عرض الأفلام العلمية بوساطة أجهزة الحاسوب، وغرفة المكتبة التي كان المعلمات يستخدمن فيها جهازي التلفاز والفيديو لعرض الأفلام العلمية؛ وبالتالي تخفيف الضغط عن هاتين الغرفتين وحل مشكلة تعارض الحصص فيهما.
ومن الأمور التي حثتني أيضا على الشروع في تطبيق مبادرتي أنني رغبت في تمكين الطالبات من الحصول على فرصة الاعتماد على الذات في استخدام التكنولوجيا عند تحضير موضوعات العرض، من أجل تسهيل العملية التعليمية التعلمية، وفي محاولة لتعميم التكنولوجيا في جميع مرافق المدرسة.
جوانب التميز في المبادرة
أنشئت مكتبة علمية الكترونية في المدرسة بجهود وإسهام المعلمات والطالبات، وتم تزويد غرفة المختبر بأقراص الليزر التي تحتوي مواد علمية للعرض. ومن جهة أخرى، تم إقناع المجتمع المحلي بضرورة المشاركة في دعمها من خلال التنسيق لزياراتهم للمختبر وإطلاعهم على إنجازات الطالبات، وتوضيح دور التكنولوجيا في تذليل الصعاب وإبراز أهمية التعليم المرئي.
وكان تأثير المبادرة واضحا على المعلم والطالب في مجال تخيل المادة النظرية الصعبة التصور، ومشاهدتها على شكل أفلام وثائقية، وفي مجال إجراء التجارب التي يمكن أن تكون خطيرة كالتفاعلات النووية أو غير متوفرة الأدوات لمنع بيعها من قبل سلطات الاحتلال.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
تمكنت معلمات العلوم من الاستعانة بالأجهزة التكنولوجية للاستفادة منها في عرض المادة العلمية وإثراء المنهاج بأفلام علمية لا منهجية، كما وأصبح لديهن الفرصة الأكبر في عرض تلك الأفلام دون تنسيق مسبق مع معلمات التخصصات الأخرى لترتيب حصة العرض؛ وبذلك نالت المعلمات حظاً أوفر في تفعيل دور التعليم المرئي وتنويع استراتيجيات التعليم والتعلم.
أتاحت هذه المبادرة الفرصة لمعلمات تخصص الحاسوب الفرصة الأفضل لتوزيع الحصص التي كانت تعطى لعروض المواد العلمية، ومكنت هذه المبادرة معلمات التخصصات الأخرى من الاستفادة من المختبر وقت الحاجة. وكان التأثير جلياً على المعلمات بعامة ومعلمات العلوم بخاصة؛ حيث أصبحن يتنافسن في استخدام المختبر العلمي لعرض المواد العلمية الموثقة بأقراص الليزر.
أما بالنسبة للطالبات فقد تعزز لديهن جانب الانتماء للمدرسة حيث أصبحن أشد حبا لحصص العلوم وأكثر رغبة في حضورها في المختبر؛ ومما زاد من ذلك اشتراكهن في تجميل بيئة المختبر التي أصحبت أكثر نضارة في رأيهن وأكثر تشويقا وتحفيزا لإطلاق طاقاتهن، فأصبحن أكثر ثقة بأنفسهن وأكثر اعتمادا على الذات في تقديم المواد وإلقاءها موثقة بالصور، وأصبحت الطالبات أكثر جرأةً في عرض المواد الالكترونية وذلك بالاستعانة بالأدلة المرئية والصور الموثقة.
أما الأهل، فقد أتيح لهم ولأول مرة مشاهدة إنجازات بناتهم الطالبات في مجال التجارب العلمية، وأصبح بإمكانهم مشاهدة هذه الإنجازات التي كانت المدرسة ترسلها لهم عبر بريدهم الإلكتروني.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
تمكنت من صياغة النهج التربوي لهذه المبادرة من خلال خبرتي الطويلة في مجال التربية والتعليم، وساعدني حضور الحصص الصفية بعامة والمباحث العلمية بخاصة على الوقوف على احتياجات هذه المباحث للجانب التطبيقي لمساعدة الطلبة على فهم المواقف التعليمية.
واعتمدت على معرفة المعلمات الجيدة بالحاسوب والتي كان لها الدور الأكبر في توظيف البرامج المختلفة في عملية العرض. وبرز دور المجتمع المحلي في تأمين الموارد التي تم تجنيدها في هذه المبادرة، وذلك من خلال تعاونهم في تركيب الأجهزة وعمليات الثقب والتركيب، فمثلا قام النجار بتجهيز مكان على طاولة المعلم لتثبيت جهاز الحاسوب عليها، وساعد فني كهرباء في التمديدات الكهربائية اللازمة لأجهزة الحاسوب وأجهزة العرض.
التعاطي مع التحديات والصعاب
كان التعاطي مع الصعوبات والتغلب عليها أمراً ممكناً، وكانت الحلول مرنة وسريعة. ومن أولى المشكلات عدم وجود جهاز حاسوب في المختبر العلمي، وتم حل هذه المشكلة بالاستعانة بأحد أجهزة مختبر الحاسوب؛ ولكن المشكلة المرافقة كانت عدم وجود البرامج الضرورية لعرض الأفلام العلمية؛ لذلك تم الاستعانة بمعلم التكنولوجيا لإدراج البرامج اللازمة. ومع ذلك فالتحديات لم تتوقف عند هذا الحد، بل تواصلت عندما توقف جهازLCD القديم عن العرض، وتبين فيما بعد أن كلفة الصيانة باهظة، فكان الحل المؤقت هو العرض من خلال الحاسوب لحين توفير جهاز LCD.TV، حيث تبين أن ثمنه أقل من تكلفة صيانة LCD القديم وبهذا تحقق الهدف المنشود.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
صادفت مبادرتي ترحيبا كبيرا منذ أن كانت فكرة حتى أصبحت واقعاً ملموساً، وكان تفاعل معلمات العلوم معها ملحوظا جدا، حيث أتيحت لهن الفرصة للاستفادة من مصادر مختلفة للتكنولوجيا داخل المدرسة، وبالتالي قاموا بتطوير قدراتهن وخبراتهن في المواضيع التكنولوجية.
وتفاعل المجتمع المحلي باهتمام مع المبادرة؛ فسارع عدة أشخاص منها للمشاركة في عمليات التمديد والتركيب اللازمة، وساهم بعض موظفي مديرية التربية والتعليم باستصلاح أجهزة العرض العلوي وجهاز العرض LCD)).