جلال أحمد عبد الحميد بريغيث
الدورة الثالثة
" تطوير برنامج محوسب لتعليم الحروف الهجائية للصغار وبطيئي التعلم "
أصحاب المبادرة: المعلم جلال أحمد عبد الحميد بريغيث
اسم المدرسة: مدرسة ذكور الرحمة الأساسية
مديرية تربية الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تقوم مبادرتي على استخدام التكنولوجيا في التعلم والتعليم، واستغلال الموارد المتاحة في معظم المدارس والبيوت. وهذه المبادرة المحوسبة تهدف لحل مشكلة الطلبة الضعاف وبطيئي التعلم، وتوفر كذلك للمعلم وسيلة تعليمية مميزة وفريدة وشاملة تعينه على علاج الضعف المستشري بين العديد من الطلاب مع مراعاة الفروق الفردية؛ فيتعلم كل طالب حسب قدراته، ومدى استيعابه، ومستوى ذكائه، وكذلك تعزز هذه المبادرة الدافعية نحو التعلم، لما تحويه من فعاليات مختلفة ومشوقة وممتعة.
إن المبادرة عبارة عن برنامج محوسب سهل الاستعمال يقوم بعرض كل حرف من الحروف الهجائية ضمن محطات، كل محطة تهدف لتحقيق هدف وغاية محددة؛ فيتعرف الطالب على الحرف المطلوب من جميع الزوايا وكافة الجوانب، بطرق ممتعة وسهلة وجذابة حافلة بالمؤثرات السمعية والبصرية، والصور المتحركة والفلاشية. ويتعرف الطالب في البداية على الحرف وطرق كتابته ضمن عرض فلاشي ممتع، ثم يتعرف على صور وكلمات شبيهة بالتحليل والتركيب، ثم يتم عرض الحرف بحركاته المختلفة مع أصوات توضيحية وكلمات استدلالية، ومسابقات وتمارين، ولكل حرف أناشيد وفيديو خاصة به.
جوانب التميز في المبادرة
تعتبر مبادرتي من المبادرات الرائدة التي تُعنى بالطلبة بطيئي التعلم والذين لا يتقنون الحروف. ولما تم تطبيق برنامج الحروف على مجموعة من بطيئي التعلم من الصف السادس، كانت المفاجأة أن تفاعل هؤلاء الطلاب مع البرنامج بشكل فعال، وأن البرنامج أثار لديهم الدافعية للتعلم بشكل لافت، لدرجة أنهم طلبوا من المدير أن تكون الحصص مكثفة ويوميا، وكانوا كلما قرع الجرس طلبوا مني الاستمرار في الحصة وكانوا يفضلونها على حصص الفن والرياضة.
حققت المبادرة وبعد تطبيقها على عينة من الطلبة "الراسبين" العديد من النتائج التي أبهرت المعلمين والإدارة المدرسية وأولياء أمور الطلبة، وأبرزها: تعزيز دافعية التعليم والتعلم لدى الطلبة بطيئي التعلم، والتطور الملحوظ في حالة الطلبة أثناء الحصة وتحويلهم من حالة الخمول والكسل إلى التفاعل والمشاركة، وتنمية حرص الطلبة على أداء واجباتهم البيتية، فضلا عن خلق روح المنافسة الإيجابية بين صفوف الطلبة وإحداث نقلة نوعية في نتائجهم في الامتحانات اليومية، وتخطي الطلبة لصعوبات القراءة والكتابة بوقت قياسي.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
حققت المبادرة الأثر البالغ الذي في الطلبة المستهدفين؛ حيث أسهمت في تغيير سلوكهم داخل الصف وفي بيوتهم. وتحسن أداء الطلبة المستهدفين خلال فترة وجيزة وصاروا يميزون الحروف ويهجئون الكلمات، ويحرصون على المزيد من التعلم؛ فقد وفر البرنامج لهم الإثارة والدافعية وحب التعلم، وشعروا أنهم في عالم جديد مليء بالحيوية والتفاعل، بعد أن كانوا يشعرون بالإهمال ولا يأبه لأمرهم أحد.
ووفرت المبادرة للمعلم وسائل تعليمية تعلمية ساعدته في إعطاء حصص ممتعة وجذابة وحافلة بالوسائط السمعية والحركية والمرئية، والأناشيد التي تجذب انتباه الطالب وتحفزه نحو التعلم والاستمرار والمتابعة، ولا شك أن أي وسيلة تعليمية تحتوي على وسائط سمعية وحركية ومرئية في آن واحد تكون محط اعتبار واهتمام. وأعانت المبادرة أولياء الأمور على تعليم أبنائهم الصغار ومعالجة الضعف لديهم بأقل جهد، وبتوجيهات خفيفة ومتابعات بسيطة.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
وفرت المبادرة وسيلة تعليمية تعلمية للطلبة، وبخاصة الطالب ذو التحصيل المتدن، تساعده على التعلم الذاتي للحروف الهجائية وطريقة نطقها وتركيبها والحركات بطرق صحيحة باستخدام الحاسوب وبمؤثرات جذابة وممتعة.
واعتمدت المبادرة على موارد مادية محدودة انحصرت في جهاز حاسوب شخصي وانترنت وبعض البرامج التطبيقية مثل برامج صناعة الفلاش، وبرامج الرسم والتصميم، وبرامج الصوت والفيديو، وبرامج أخرى مساعدة.
وكانت مشاركة الطلبة رائعة ومشجعة؛ فقد حفزت الطلبة المشاركين في المبادرة للاستمرار في الحصص بنشاط وهمة وفاعلية منقطعة النظير، وعززت إصرارهم على المضي قدما في الدورة وحرصهم على أخذ أكثر من حصة في اليوم الواحد.
بعد إنجاز البرنامج تم تجربته على عينة من الطلاب على نحو فردي ومن مستويات مختلفة، وكانت الردود تبين مدى فعالية البرنامج من خلال كلمات الثناء والإعجاب. ثم تمت تجربته على عينة من الطلبة الراسبين، وكانت النتائج مبهرة ومشجعة الأمر الذي شجع إدارة المدرسة لعمل دورات أخرى لطلبة آخرين، وكذلك تعميم الفكرة على مدارس أخرى، وعلى عينة من طالبات المدرسة الشرعية للإناث.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تعتبر عملية معالجة الضعف لدى الطلبة والتعامل مع بطيئي التعلم من المسائل الشاقة والمتعبة، وبخاصة عندما يتعلق الأمر بإيجاد برنامج محوسب يمتاز بالشمولية، والفعالية لمعالجة الضعف المستشري عند الطلبة؛ إذ يحتاج هذا البرنامج إلى جهد كبير وعمل متواصل مضني، ويحتاج إلى معرفة ودراية بالعديد من البرامج الحاسوبية ذات الصلة. وعند شروعي بعمل البرنامج، تطلب مني إنجاز كل حرف من الحروف وقتا من 4-5 أيام عمل بمعدل 8-10 ساعات عمل يوميا؛ وهذا تطلب مني مزيد من الصبر والمثابرة، والتضحية بأوقات الراحة لإنجاز هذا العمل على أكمل وجه خدمة لأبنائنا الأعزاء، وكذلك تطلب مني البحث عن برامج حاسوبية خاصة لإيصال الفكرة على أكمل وجه، وقضاء العديد من الساعات والأيام، لتعلم وإتقان البرامج ذات الصلة، وبخاصة أن هكذا مشروع لا يقع ضمن اختصاصي، فتخصصي تربية اسلامية، وهذا الأمر يحتاج لمختص حاسوب، ولكن حبي الشديد للمساهمة في علاج مشكلة الضعف المستشري دفعني لبذل الكثير لانجاز هذا المشروع والذي تم بحمد الله.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أبدى المعلمون وأولياء الأمور أيضا إعجابهم بها وحرصوا على الحصول على نسخة من البرنامج، ومن ضمنهم مشرفون تربويون في التربية ومدراء مدراس وغيرهم. وقد عرضت المبادرة في الملتقى التربوي الرابع في محافظة الخليل وحازت على تصفيق حار من الحضور وأعطيت المرتبة الأولى وكتاب شكر لي موجه من مديرية التربية.
أظهرت المبادرة والدورات التابعة لها حرص كل من اطلع على المبادرة أو سمع عنها في إبداء الرغبة في الحصول على نسخة منها، لدرجة أن إحدى المراجعات والتي سمعت عن المبادرة ولم تشاهدها زارت المدرسة أكثر من ثلاث مرات للحصول على نسخة منها. وعبرت كل من الدكتورة ميسون جلال والمشرفة نائلة الداعور في مديرية تربية الخليل عن إعجابهما الشديد بالمبادرة وأوصيتا بها لوزارة التربية والتعليم.