ركزت المبادرة على إنشاء ناد ثقافي يلبي حاجة ترمسعيا إلى بيئة منفتحة على الثقافات المختلفة، ويعزز التواصل والحوار والتبادل اللغوي والثقافي بين طالبات المدرسة المقيمات والعائدات من أمريكا، فضلا عن أنه يشكل حلقة وصل ما بين المجتمع المحلي والمدرسة من خلال فعاليات تكرس النهج التشاركي وتسهم في الكشف عن المواهب وصقلها وتوجيهها نحو المسار الصحيح.

تتميز مبادرة انشاء نادي ثقافي عن غيرها من المبادرات والأندية الموجودة في منطقة بعدد من الميزات أبرزها: امتزاج ثقافتين ولغتين معاً بنشاطات متنوعة تعكس تعاوناً وتكيّفاً لدى طالبات مقيمات ومغتربات، وتحدي الصعوبات والتحديات التي تواجه تعلم اللغة الانجليزية واللغة العربية معاً، وتعزيز دور التعلم التعاوني بين طالبات المدرسة، وإيجاد بيئة خصبة من أجل الكشف عن المواهب وتنميتها وصقلها، فضلا عن تطوير أوجه التعاون والتفاعل ما بين المجتمع المحلي والمدرسة، وتنفيذ أنشطة ترفيهية تعليمية تعلمية للطالبات تساهم في صقل شخصيتهن وتنمية وتطوير إمكاناتهن وقدراتهن.

أثرت المبادرة على الفئة المستهدفة تأثيراً إيجابياً؛ حيث لمسنا تطوراً واضحاً في إتقان اللغة العربية للطالبات القادمات من أمريكا، وتطوراً في إتقان اللغة الإنجليزية للطالبات المقيمات. كما لمسنا تطوراً في العلاقات بين الطالبات، وتفاعلا في النشاطات المختلفة التي تحييها المدرسة؛  فلم تعد اللغة تقف حاجزاً عائقاً أمام كلتا الجهتين من الطالبات.

وأسهمت المبادرة في الكشف عن المواهب لدى الطالبات من خلال الانخراط في النشاطات الثقافية المختلفة: الكتابة والقراءة والعمل المسرحي والرسم وتوظيف ICT والتكنولوجيا الحديثة. كما أسهمت في غرس قيم ومبادئ أصيلة وقولبتها ضمن ثقافة المجتمع، مثل: العمل التعاوني، والتعلم التشاركي، التبادل الثقافي، احترام الرأي والرأي الأخر، تقبل النقد، والابتعاد عن التعصب، العمل التطوعي.

تمثلت الموارد البشرية التي جندت لإنجاح المبادرة في مديرة المدرسة والمعلمات والطالبات والمجتمع المحلي؛ حيث خدمت هذه الموارد إنشاء النادي والإشراف على فعالياته ومتابعة أعضاء النادي من حيث الاشتراك في مجلات متعددة: الزيزفونة، وبلسم ، وغدير، وتزويد مكتبة المدرسة والنادي بكتب وقصص متنوعة، فضلا عن تغطية نفقات زيارة بعض المراكز مثل القطان.

ولتفعيل النادي ومناصرته، تم عقد اجتماع مع نخبة ممثلة من المجتمع المحلي، وأولياء الأمور، وطلبة جامعات، وعقد اجتماع آخر مع الطالبات لشرح المبادرة وأهدافها. وساهمت مديرة المدرسة ومعلماتها في إيجاد بيئة قادرة على العطاء والتعاون، وفي توفير الوقت لممارسة هذه النشاطات، فضلا عن تيسير استخدام المرافق المختلفة، المكتبة، والإذاعة المدرسية، ومختبر الحاسوب، وخدمة الانترنت.

 

تم التعاطي مع تحديات وصعوبات من خلال العمل بنهج تشاركي، وتفعيل أنشطة متنوعة تستهدف عدد كبير من الطالبات والمعلمات والمجتمع المحلي، وهذا الأمر أبرز تحديا آخرا تمثل في الحاجة إلى وقت إضافي وخبرة عملية من أجل إيجاد التناغم الثقافي الواسع، وإفساح المجال لتبادل الآراء، والعمل معاً بروح الفريق، والتنسيق لزيارة مراكز ثقافية وجامعات واستضافة كتاب وانتقاء الأنشطة داخل أسوار المدرسة.

 

الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة

انعكست هذه المبادرة إيجابياً على الطالبات من خلال تنظيم فعاليات متعددة ومجدولة؛ فقد ساد جو من التعاون والمشاركة والتفاعل بين الطالبات من كلا الاتجاهين: القادمات من أمريكا والمقيمات في الوطن. أما بالنسبة لمشاركة المعلمات؛ فقد كان هناك حضور واضح لمعلمات اللغة الإنجليزية واللغة العربية والاقتصاد المنزلي من حيث الإعداد والمتابعة والتقييم.

ورحب أولياء الأمور والمجتمع المحلي بالمبادرة لأنها تسهم في رفع مستوى اللغة العربية وكذلك اللغة الإنجليزية لتلك الطالبات. وشارك المجتمع المحلي في النشاطات الثقافية المدرسية؛ مما عكس وضعاً إيجابياً؛ فلم يعد التعلم مقتصراً داخل أسوار المدرسة. وجسد التعاون وتوزيع الأدوار والمشاركة من قبل مديرة المدرسة والمعلمات والطالبات والمجتمع المحلي أنموذجاً فريداً يحتذى به؛ فأصبح الجميع يتشاورون ويتبادلون الأفكار والأدوار.