بنات نور شمس الأساسية
الدورة الثالثة
"تحويل الغرف الصفية التقليدية إلى غرف تخصصية"
أصحاب المبادرة: عرفات شرشير (مديرة المدرسة)
المعلمتان: مريم بركات، وآمال ابو حرب
المدرسة: بنات نور شمس الأساسية
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انطلقت فكرة المبادرة من رغبة المدرسة وخطتها في النهوض بالتعليم ورفع تحصيل الطالبات باستخدام استراتيجيات تدريس تعتمد التنوع الفعال في استخدام الوسائل التعليمية، ومراعاة أنماط التعلم المختلفة لدى الطالبات.
ونظراً لأن الطالب في مرحلة المراهقة يعج بالطاقة والنشاط اللذين يتحولان إلى طاقة مشاكسة نتيجة حصره في غرفه صفية واحدة لمدة سبع حصص متتالية تشعره بالملل وعدم الرغبة في تعلم الجديد، فقد تم تحويل الغرف الصفية التقليدية لقاعات تخصصية ومراكز مصادر تعلمية لمختلف المواضيع الدراسية، وقامت الطالبات بالتنقل خلال ساعات الدوام المدرسي بين القاعات حسب جدول خاص معد يشمل المادة الدراسية واسم المعلمة واسم القاعة (قاعة ثابتة وطالب متحرك). وبذلك فإن هذه المبادرة استغلت الطاقة الكامنة لدى الطالبات وحولتها إلى طاقة حركية خلال الانتقال بين القاعات على إيقاعات موسيقية، وهذا التنقل بدوره حد من حالات العنف والمشاكسة.
جوانب التميز في المبادرة
خلقت المبادرة بيئة تعليمية محفزة للطالبات والهيئة التدريسية بعيداً عن الروتين والرتابة من خلال تنويع البيئات بتحويل جميع الغرف الصفية في المدرسة الى غرف تخصصية لجميع المواضيع الدراسية من (الخامس- التاسع)، وشكلت كل غرفة تخصصية مركز مصادر تعليمياً غنياً بالوسائل التعليمية التي أخذت بعين الاعتبار أنماط التعلم المختلفة عند الطلبة (سمعي-بصري- وحركي)، والذي بدوره أدى إلى رفع تحصيل الطالبات وزيادة رضى الأهل عن أداء المدرسة.
ولوحظ تحسن في سلوك الطالبات – بالرجوع الى رصد حالات العنف والاعتداء على الممتلكات المدرسية- نتيجة لتحولهن من حالة الضبط الى حالة الانضباط، وتنقلهن بين القاعات على صوت موسيقى إيقاعية. وساهمت المبادرة بإبراز دور الرواد في المجالات المختلفة بتسمية القاعات بأسمائهم.
وكان توظيف التكنولوجيا في التعليم، التحول الأبرز في استراتيجيات التدريس؛ حيث أتاحت المبادرة المجال أمام المعلمات لاستخدام أجهزة العرض الالكترونية التي تم وضعها في الغرف التخصصية، ومراعاة أنماط التعلم المختلفة. وأخذت معلمات التخصصات المختلفة بالتنافس فيما بينهن لجعل الغرف التخصصية بيئات ومراكز مصادر تعلمية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
عملت هذه المبادرة على إحداث تغير ايجابي لدى الطالبات وأولياء أمورهن والمعلمات، وعززت التواصل بين المدرسة والمجتمع المحلي والتربوي؛ فقد عملت على رفع تحصيل الطالبات نتيجة زيادة دافعيتهن للتعلم، وساعدت على تحويل الطاقة لديهن من طاقة مشاكسة وشغب خلال الخمس دقائق (الاستراحة بين الحصص) إلى طاقة حركية ساعدت في تنشيط الذهن لديهن وزيادة استعدادهن لاستقبال معلومات إضافية، وتحولت الطالبات من حالة الضبط الى حالة الانضباط، مما أوجد كادراً طلابياً ساعد في تنظيم الحركة والتنقل الآمن بين الغرف التخصصية.
وأذكت المبادرة روح التعاون والتنافس بين المعلمات لإنتاج وتفعيل وسائل تعليمية قامت المدرسة بعرضها في معرض نهاية العام الدراسي 2011-2012. كما عملت على زيادة دافعية المعلمات للعمل وشعورهن بالاستقلالية الايجابية والتنافس الهادف مما فسح المجال للمعلمة لتعبر عن شخصيتها وتميزها في غرفتها التخصصية.
وساهمت المبادرة في زيادة التواصل الايجابي بين المدرسة والمجتمع المحلي وتنمية روح الشراكة بين المجتمع التربوي ممثلا بجامعة القدس المفتوحة وكلية العلوم التربوية، والمجتمع الاقتصادي ممثلا بأصحاب المحلات التجارية، وقطاع الأهالي ممثلا بأولياء الأمور. وأتاحت المبادرة المجال لإطلاع المجتمع المحلي على المبادرة وآلية العمل فيها واقتناعه بالأثر الإيجابي للمدرسة على تحصيل وسلوك الطالبات. كما عززت المبادرة شعور المجتمع المحلي بأنه شريك في التخطيط للنهوض بالتعليم، وأبدى أولياء أمور الطالبات رضاهم عن نتائج بناتهم وعن دور المدرسة في تحسين سلوكهن الطالبات.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
قامت طالبات المدرسة بإثراء الغرف التخصصية بالوسائل التعليمية، وساعدن في حفظ النظام وتنسيق دخول وخروج الطالبات من وإلى هذه الغرف، وقام العديد من أولياء الأمور بمساعدة بناتهم في إنتاج وسائل تعليمية أثرت المنهاج الدراسي.
وقامت المعلمات بإنتاج وسائل تعليمية حولت الغرفة التخصصية إلى مركز مصادر تعليمية لإثراء المنهاج الدراسي، فمثلا قامت معلمتا الحاسوب والعلوم بإعطاء ورشة عمل للمعلمات حول كيفية التعامل مع أجهزة العرض الالكترونية المتوافرة في المدرسة، والتقت منسقة موقع taalam.tv في المدرسة بالمعلمات لتعريفهن حول كيفية الاستفادة من هذا الموقع التربوي الذي أطلقته قناة الجزيرة .
وقام المجتمع المحلي بتزويد المدرسة بأجهزة عرض LCD، وساعد في تركيب الجرس الموسيقي، وقام منسق مركز المصادر التعلمية في منطقة نابلس بتنظيم ورشة عمل للمعلمات حول انتاج وتوظيف الوسائل التعليمية في التخصصات المختلفة، كما قامت الطالبات المتدربات في كلية العلوم التربوية بإعداد عدة وسائل تعلمية أثرت بها الغرف التخصصية.
ومن اجل إثراء الغرف التخصصية بالوسائل التعليمية، توجهت المدرسة لعدة مصادر للحصول على أجهزة عرض إلكترونية، فتم التقدم الى مشروع التعلم الالكتروني الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم والممول من الحكومة البلجيكية لتزويد المدرسة بأجهزة حاسوب لتحسين تحصيل الطالبات، وقام اصحاب الشركات المحلية بتزويد المدرسة بثلاثة أجهزة حاسوب.
ولعبت الموسيقى الإيقاعية التي تم توفيرها خلال الدقائق الخمس بين الحصص دوراً ملموساً في تحسن سلوك الطالبات وتحولهن من حالة الضبط إلى حالة الانضباط، وساعد ذلك في انخفاض نسبة العنف بينهن. كما انخفضت نسبة اعتداء الطالبات على الممتلكات المدرسية من مقاعد وخزائن مقارنة بالأثاث التالف في العام الدراسي الماضي.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تمثل التحدي الأبرز في ضبط الطالبات أثناء تنقلهن بين الغرف التخصصية، وتم توظيف الموسيقى خلال دقائق الاستراحة الخمس بين الحصص، للمساعدة في تحقيق انضباط الطالبات. وأخذت المبادرة بالحسبان وجود عدد من الطالبات ذوات الإعاقة الحركية، فتم العمل على اقتصار حركتهن على الطابق الأول وتوزيع قاعاتهن فيه. وعندما برزت إشكالية حمل الطالبات لحقائبهن أثناء الاستراحة الطويلة (بعد الحصة الثالثة)، تم تخطي ذلك بتوجيه الطالبات في بداية الاستراحة لوضع حقائبهن في الغرفة التخصصية التي سيتم التوجه إليها في الحصة الرابعة قبل الانطلاق لساحة المدرسة. أما التحدي الخاص بقلة الموارد المادية، وبخاصة أجهزة العرض الالكترونية التي ينبغي توفيرها في كل غرفة تخصصية، فقد تم اللجوء إلى المجتمع المحلي الذي ساهم بإثراء هذه الغرف بأجهزة عرض LCD وطابعتين.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
شجعت المبادرة الطالبات وأولياء الأمور على المساهمة في خلق بيئة تعليمية محفزة من خلال مد يد العون بإعداد الوسائل التعليمية والتبرعات المادية مما دفع المعلمات إلى التنويع في استراتيجيات التدريس، وهذا بدوره أظهر تحسناً في مستوى التحصيل لدى الطالبات. وأظهرت المبادرة زيادة إقبال الطالبات على المدرسة والتعلم . كما لوحظ تحسن السلوك الايجابي لديهن مما زاد من رضى أولياء الأمور عن أداء المدرسة. كما أذكت المبادرة روح التنافس والتعاون بين المعلمات لإنتاج وتفعيل الوسائل وخلق بيئة صفية مميزة استعدادا لمعرض نهاية العام الدراسي.
ولاقت الفكرة قبولا وتشجيعا من قبل الطالبات المتدربات من كلية العلوم التربوية، وأسهمن بإنتاج العديد من الوسائل التعليمية، كما زودت جامعة القدس المفتوحة/ طولكرم المدرسة بمجموعة من الوسائل التعليمية.