جميلة شريف محمد خالد
الدورة الثالثة
"إعداد دليل تعلّمي للنباتات في فلسطين"
اسم المبادرة: جميلة شريف محمد خالد
اسم المدرسة: بنات عسكر الأولى
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
لاحظت عبر السنوات المختلفة وجود مشكلات تعليمية وسلوكية عند بعض الطالبات، كضعف التحصيل وقلة الدافعية للتعلم وممارسة الطالبات سلوكات غير مرغوب فيها، وقمت بالبحث عن حلول للتعامل مع هذه المشكلات، فاستخدمت استراتيجيات تعليمية تنمّي حب الاستطلاع والاستكشاف والبحث، وتعزز مهارات التفكير بأنواعها لدى الطالبات، وتمكنهن من التعلم، كلّ وفق قدراتها وميولها ومواهبها ونمط التعلم الخاص بها. وقمت أيضا بالعمل على تحفيز الطالبات وزيادة دافعيتهن للتعلم من خلال جعل التعلم أكثر تشويقا وارتباطا ببيئتهن، ومن خلال استثمار مصادر التعلم في المدرسة والمجتمع المحلي لحل المشكلات المدرسية والمجتمعية بطريقة إبداعية.
ومن جهة ثانية، لاحظت أن هناك استخدامات خاطئة لبعض النباتات في الطب الشعبي، وجهلا بتنوع النباتات في فلسطين وبكيفية الاستفادة منها. لذلك ركزت المبادرة على إعداد دليل سهل الاستخدام يبرز التنوع النباتي في فلسطين وأهميته، ويعرض المادة التعليمية الخاصة بالنباتات بطريقة مشوقة.
جوانب التميز في المبادرة
أتاحت المبادرة الفرصة للطالبات للمشاركة في إنجاز دليل تنوع بيئي (طبيعي) من وحي الطبيعة الفلسطينية والتنوع البيئي فيها، وكسرت المبادرة روتين أنماط التعليم والأنشطة التعليمية التقليدية، وجسّدت متعة التعلم والبحث وتنويع استراتيجيات التعلم. وتمتاز المبادرة بأنها تجربة تعليمية مميزة يمكن محاكاتها وتطويرها وتعميمها وبأقل التكاليف.
أما الدليل الذي تم إنتاجه، فقد أوضح للطالبات غنى البيئة الفلسطينية بالنباتات وتنوعها وأهمية دراستها والنظر إليها كثروة يمكن استغلالها. وقد واكب العمل بالدليل تجسيد لمتعة التعلم والانجاز والبحث العلمي، وتنويع استراتيجيات التعلم، وإتاحة المجال للطالبات للتعلم كل حسب ميولها ورغباتها وقدراتها.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
تمثل أثر المبادرة على الطالبات في زيادة دافعيتهن وقدرتهن للتعلم، ومساعدتهن على اكتشاف مواهبهن وقدراتهن وتطويرها، مما عزز من ثقتهن بأنفسهن واحترامهن لذاتهن. ووسعت ثقافة الطالبات واهتمامهن بتنوع النباتات في فلسطين واستخداماتها. ونمت المبادرة حب الاستطلاع والاستكشاف والبحث، ومهارات التفكير بأنواعها لدى الطالبات. كما أصبح لديهن وعي غير مسبوق حول خطورة الاستخدام العشوائي الخاطئ للنباتات في الطب الشعبي.
وزادت المبادرة ثقافة المعلمات فيما يتعلق بتنوع النباتات واستخداماتها، وشجعت المعلمات على اتباع أساليب واستراتيجيات تعلمية، جديدة وتوفير بيئة تعليمية ممتعة للطالبات، ومكّنتهن من اكتشاف ميول الطالبات ومواهبهن وقدراتهن وتطويرها. كما وفرت المبادرة للمعلمات دليلا تم استخدامه كوسيلة تعليمية ومصدر تعليمي فعال.
وقد مكنت المبادرة أولياء الأمور من اكتشاف ميول وقدرات ومواهب بناتهم وتطويرها، وعززت ثقتهم بأنفسهم بعد أن أصبح لديهم معلومات صحيحة عن النباتات، وزاد إقبالهم على التداوي بالأعشاب بالطريقة الصحيحة، كما ازداد اهتمامهم بنوع النباتات في فلسطين..
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
لم تكن المبادرة لترى النور وتسير في طريق النجاح لولا ما توفر لها من أشكال مختلفة من الدعم من أطراف مختلفة، فقد قامت مديرة المدرسة بتوفير الموارد المادية والبشرية والتسهيلات الإدارية اللازمة، وقامت معلمات الحاسوب بالمساعدة في البحث عن مواقع للنباتات في الانترنت وفي عمل النسخة الالكترونية للدليل. أما أمينة المكتبة فقد لعبت دورا في توجيه الطالبات إلى المراجع ذات العلاقة، في حين قامت معلمات اللغة العربية بعملية التدقيق اللغوي للدليل.
أما المجتمع المحلي، فقد لعب دورا مهما في المبادرة، حيث تم الاستعانة بمختصين في النباتات للمساعدة في تصنيفها، وقام أشخاص مجاورون للمدرسة بتزويدي بمعلومات عن النباتات الشعبية، في حين قام أولياء الأمور بتشجيع بناتهم على المشاركة الفعالة في تنفيذ المبادرة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تمكنت المبادرة من التغلب على جميع التحديات والصعوبات التي واجهتها؛ فقد تم اتخاذ إجراءات الأمن والسلامة اللازمين لتجنب خطورة الوصول للمناطق الجبلية، وتم تعليم الطالبات مبادئ بسيطة للإسعاف الأولي. أما فيما يتعلق بتشابه أنواع بعض النباتات وتضارب المعلومات بشأنها، فقد تم التأكد من المعلومات من مواقع الانترنت والمراجع ومقابلة خبراء من جامعة النجاح.
وللتغلب على مشكلة عدم توفر الوقت للطالبات لجمع العينات لانشغالهن بالدراسة، فقد تم العمل على المبادرة خلال أيام الإجازات وأثناء أيام النادي الشتوي.
وعندما ظهر التحدي المتمثل في عدم اقتناع بعض أولياء الأمور في البداية بأهمية ما ننجزه، وبالمعلومات التي توصلت إليها المبادرة وخالفت استخداماتهم، قامت الطالبات المشاركات في المبادرة بالاجتماع مع أولياء الأمور وعرضن ما توصلن إليه بطريقة علمية موثقة مما ساعد في إقناعهم.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
نالت المبادرة إعجاب الطالبات فطلبن جميعاً المشاركة فيها، ونفذن أنشطة لاصفّية عن النباتات مثلالمسابقات والمحاضرات وغيرها، وزادت اهتمامهن بالنباتات في فلسطين وإدراكهن أهمية دراستها واستثمارها، وطلبت طالبات مدارس أخرى تنفيذ المبادرة عندهن. كما حازت المبادرة على اهتمام المعلمات وتقديرهن، وزادت اهتمامهن بالنباتات ونظمن أنشطة عنها، وطلبن الدليل لاستخدامه كوسيلة تعليمية. ومن جهة ثانية، فقد طلبت العديد من المدارس تعريفها بالمبادرة لمحاكاتها وطلبوا تزويدهم بالدليل لاستخدامه في التعليم. وتفاعل أولياء الأمور مع المبادرة بدرجة كبيرة وزاد إقبالهم على استخدام النباتات في العلاج ولكن بالطريقة الصحيحة، وجعلتهم يفكرون باستثمار تنوع النباتات في فلسطين كل في مجاله وعمله.