Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

فاطمة محمد العامودي

الدورة الثالثة

" تنمية حب القراءة والمطالعة لدى الأطفال حتى يشبوا عليها كبارًا"

 

 

أصحاب المبادرة:  مديرة المدرسة فاطمة محمد العامودي

اسم المدرسة: طلائع الأمل الثانوية   
مديرية تربية
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
كان من أهم دوافعي للقيام بهذه المبادرة الحرص على أوقات فراغ الطلاب، فمعظمهم يقضي وقته على التلفاز أو ألعاب الحاسوب، وأيضا الخوف على ذهاب لغتهم؛ فقد أصبحت العامية هي اللغة الدارجة. لقد أردتُ أن نعود أبناءنا على المطالعة والقراءة بشتى الوسائل حتى نخلق منهم جيلا واعيا مثقفا يحيط بجميع نواحي الحياة ويتابع كل ما هو شيق ومفيد، ويعكس ما يقرؤه من آداب ومعارف على سلوكياته وشخصيته وفكره.
بدأتُ العمل بهذه المبادرة منذ عام 2009 وذلك بتخصيص حصة يوميا للقراءة أثناء الدوام لجميع الطلاب في جميع الصفوف، وتوفير الكتب والقصص المناسبة لأعمارهم بحيث وضعت مكتبة صغيرة في كل صف ليقوم الطلاب بقراءة الكتب داخل صفوفهم وأثناء بعض الحصص، وكان هناك إمكانية لتبادل الكتب والقصص بين الصفوف. ولخلق التنافس تم تجهيز وسيلة (دودة القراءة)، ووضعنا حصة يومية بالبرنامج المدرسي لجميع الصفوف بوقت موحد بحيث يقرأ الجميع معا. ومن ناحية ثانية، قمنا بمراقبة سير القراءة ومتابعتها حتى يتم قراءة أكبر عدد من الكتب مع التلخيص على دفتر خاص. وفي العام 2010 قمتُ بتطوير الفكرة بعمل جوازات سفر من خمس مراحل للقراءة لكل طالب بحيث يبدأ بالمرحلة الأولى حتى ينتهي عدد الكتب المطلوب للمطالعة والتلخيص والتعبير ثم ينتقل إلى مرحلة ثانية ثم الثالثة حتى يصل إلى المرحلة الخامسة.
جوانب التميز في المبادرة
لقد عملتُ، من خلال هذه المبادرة، على خلق التنافس بين الطلاب وبين الصفوف بعمل وسيلة واضحة للجميع وهي دودة القراءة، وكانت بحجم كبير جداً مرئي من قبل جميع الصفوف بحيث يزيد طولها كلما زادت أعداد الكتب المقروءة؛ فخلق ذلك جوًا تنافسيا منقطع النظير، وأقبل الطلاب على القراءة بنهم ومتعة. ومن الجدير ذكره أن الطلاب كانوا يلخصون كل قصة أو كتاب على دفتر خاص.
وعززت مبادرة القراءة النهج التشاركي في التفكير والعمل داخل البيت الواحد، فقد اشترك الأبناء مع آبائهم وأمهاتهم وإخوتهم الأكبر سناً في المطالعة، وأصبح الطفل يعود من المدرسة للبيت متشجعاً للبدء بالمطالعة. كما أن المبادرة عززت النهج التشاركي بالمدرسة؛ فكان كل من بالمدرسة يعمل كخلية واحدة لإنجاح هذه المبادرة القيمة؛ فمربية الصف توزع الكتب وتحصي المقروء، والمشرفات يعملن على تبادل الكتب بين الصفوف وجمع الإحصائيات، وبقية الموظفات يأخذن الإحصائيات النهائية، ويقمن على أساسها بتسيير دودة القراءة.
 ونعتز بأن هذه المبادرة تميزت بإمكانية تطبيقها وتعميمها دون تكاليف مادية، وفي أي ناد أو مدرسة أو مركز بسهولة، وهي تدعم لغة الضاد، وتسهم في توسيع ثقافة الطالب ورفع تحصيله الدراسي. وتمتاز أيضا بكونها ذات طبيعة متجددة متطورة كوسيلة التشجيع؛ فقد بدأنا بدودة القراءة، ثم جوازات السفر، وحاليا فكرة التنقل بين المحطات حتى الوصول إلى المحطة الأخيرة، والحصول على الكأس؛ وهذا يجعل الطالب يقبل على القراءة دون ملل أو كلل.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
لعبت هذه المبادرة دوراً ملموساً في تحسين قدرة الطلبة على المطالعة والقراءة، وزادت حصيلتهم اللغوية من مصطلحات وألفاظ جديدة، وأصبح لديهم المقدرة على تلخيص قصة وسردها بل تعدى ذلك إلى تأليف قصة. وأصبحوا يحبون اللغة العربية واندفعوا للاستكشاف والاستطلاع بقراءة الموسوعات والكتب العلمية؛ فتوسعت مداركهم وتحسّن أداؤهم المدرسي في الإملاء والتعبير والقراءة والمحادثة، وشغلوا وقت فراغهم بأعمال مفيدة لهم.
وساعدت المبادرة من جهة ثانية المعلمات؛ فأصبحت عملية التعليم أكثر سهولة بالنسبة للمعلمة بعد أن أخذ الطلبة يقرؤون بسرعة وتحسن أداؤهم في القراءة والإملاء والتعبير؛ فقلل من بذل جهدها على هذه المهارات لتنصرف إلى البحث عن طرق وأساليب ابداعية في التدريس. وقد عبرت بعض المعلمات عن شعورهن بسعادة كبيرة وهن يشاهدن الطلاب ينشغلون بالقراءة بأوقات الصباح قبل الحصص والفرص حتى في الحافلات مما ساهم في تقليل الشجار والمشاكل.
وعبر الأهالي، وبخاصة الأمهات، عن ارتياحهم الشديد لهذه المبادرة؛ فقد انشغل أبناؤهم بالقراءة في أوقات فراغهم وقلّ جلوسهم على التلفاز والحاسوب وقلّ الشجار فيما بينهم، وأصبح أبناؤهم يعتمدون على أنفسهم بالدراسة. وقد أظهرت نتائج استبيان وزع فترة المبادرة أن أكثر من 80% من الأمهات يشجعن الاستمرار بالمبادرة، وأكثر من 85% يؤيدن أن القراءة شغلت وقت فراغ أبنائهم، وأن 79% من الأهالي قاموا بشراء قصص وكتب لأبنائهم.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
لقد ساهمت المدرسة بكل ما لديها من موارد لإنجاح هذه المبادرة؛ فقد عملت على شراء أعداد كبيرة من القصص والكتب الجديدة حتى تتنوع الكتب ويجد الطالب العدد الكافي الذي يشبع نهمه للقراءة. وبذلت المدرسة ماديا كل مستلزمات عمل وسيلة دودة القراءة؛ فقد احتاجت إلى كادر من الموظفات لمتابعتها ووضع أجزاء إضافية في حال زاد عدد الكتب المقروءة، وأيضا قامت المدرسة بتصميم وطباعة الجوازات في المطابع بشكل أنيق ومفيد بحيث تتضمن صفحات للتلخيص والتعبير بعدد القصص المقروءة.
أيضاً كان لقيِّمة مكتبة المدرسة دور كبير في تنظيم إعارة الكتب والقصص لجميع الصفوف. وقامت المدرسة بتنظيم زيارات لمكتبة البلدية بحيث نقلت الطلاب بباصاتها إليها، وقامت بتكريم الطلاب الفائزين بالقراءة بتقديم الشهادات والهدايا القيمة لهم، وقد كانت أغلب الهدايا قصص وكتب للقراءة أيضاً.
ولم تحتج المبادرة إلى مواد مالية سوى تكاليف عمل وسيلة دودة القراءة أو أي وسيلة تشجيع أخرى. وفي الحالات التي لم يتوفر فيها العدد الكافي من القصص والكتب في المدرسة، كان الطلبة يحضرون الكتب بأنفسهم من البيت أو من مكتبات المجتمع المحلي، وكان مجلس أولياء الأمور يمد يد المساعدة لتأمينها.
ولعبت الأطراف المختلفة أدوارا متكاملة في نجاح المبادرة، فقد كان إقبال الطلبة عاليا على القراءة والقيام بتلخيص كل كتاب يُقرأ، وأيضا كان لديهم الحرص على اقتناء الكتب والقصص الجديدة. أما المعلمات، فقد تمثل دورهن في التشجيع والمتابعة، وكانت كل مربية صف تقرأ تلخيص كل طالب لكل قصة، وتضع له ملاحظات عليه، وتقوم بتوجيه سؤالين عن كل قصة للطالب، وكان عليها إحصاء عدد القصص لكل طالب ولجميع الصف يوميا لإعطاء النتائج للإدارة لمعرفة الصف الفائز. وقد وجدت المعلمة المتعة في مشاركة الطلاب القراءة فتجد المعلمة تقرأ و الطلاب يقرؤون.
أما أولياء الأمور، فقد بذلوا ما في وسعهم لتشجيع أبنائهم على القراءة، وساهموا في شراء القصص لهم؛ بل وتعدى ذلك عند البعض لإنشاء مكتبة صغيرة ببيته تشغل وقته. وأرسلت مكتبة البلدية دعوة لطلبة المدرسة لزيارتها في أي وقت، وقامت باستقبال الطلبة وشرح أقسام المكتبة لهم، وتجهيز أقسام خاصة بهم للقراء.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
احتاجت المبادرة لمتابعة وإحصائيات يومية لعدد القصص المقروءة حتى يتم تسيير دودة القراءة، وقد وجدنا صعوبة في ذلك لكن بعد تنظيم آلية المتابعة، بحيث وُزعت المسؤوليات ما بين الطلاب والمعلمات والمشرفات، أصبح يصلنا كل يوم في نهاية الدوام أعداد القصص المقروءة في كل صف، وأكثر الطلبة قراءة للكتب.
واحتجنا إلى أعداد أكبر بكثير من الكتب مما هو موجود لدينا نتيجة الإقبال الكبير على القراءة وإنهاء الطلبة قراءة الكتب الموجودة؛ فقمنا بشراء أعداد إضافية، وطلبنا من الطلاب إحضار قصص لديهم في البيت لوضعها في مكتبة صفوفهم، بحيث تعاد لهم بعد الانتهاء منها، وفعلا حصلنا على عدد كبير من مجموعات الكتب والقصص المتنوعة والقيمة.
ومن أكبر الصعوبات التي واجهتنا أن الطلاب لا يحبون القراءة بل ولا يجدون الوقت الكافي لها لانشغالهم بالتكنولوجيا الحديثة؛ فتم وضع برنامج ليقوم الطلاب بملئه بما تم إنجازه بالبيت والكتب التي تم قراءتها يوميا.
 
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
ولدت المبادرة اهتماما كبيرا بالقراءة في المجتمع المدرسي، وأصبحت القراءة عادة ومظهراً مألوفاً بين أواسط الطلاب في جميع الصفوف. وقد قامت إحدى الطالبات في الصف الثاني الأساسي بتأليف القصص مع رسوماتها لوحدها دون مساعدة من الآخرين، وأيضا أصبح بعض الطلاب يقرؤون الصحف بشكل يومي.
وعلق موظفو مكتبة البلدية على المبادرة قائلين: لم نحظ بهذا العدد من القراء في وقت واحد منذ سنوات. لقد قمتم ببث الحيوية والنشاط في المكتبة. وقد قام عدد كبير من الطلاب بعمل اشتراك سنوي في مكتبة البلدية ليتمكنوا من استعارة الكتب.
وانتقل تأثير المبادرة ليشمل المكتبات وأصحاب بيع القصص والكتب؛ فقد حرصوا على تزويد محلاتهم بالقصص الجديدة والمتنوعة حتى يشتري الطلاب والمدرسة. ونشطت الحركة في مكتبة البلدية نتيجة الزيارات المتعددة التي أجرتها المدرسة مصطحبة الطلاب إليها.
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير