شادية أحمد عبد العزيز شماسنة
الدورة الثالثة
" تبادل الزيارات والخبرات مع المدارس المجاورة "
أصحاب المبادرة: المعلمة شادية أحمد عبد العزيز شماسنة
اسم المدرسة: بنات بير نبالا الثانوية
مديرية تربية ضواحي القدس
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تتمثل هذه المبادرة في مساعدة الطالبات على اكتساب مهارات مختلفة مثل طرح الأسئلة، وإجراء المقابلات وكتابة التقارير، واستخلاص النتائج، ثم تمكينهن من المشاركة في تحسين وتطوير بعض مرافق المدارس، وبخاصة المكتبات، ومختبرات العلوم، والمقاصف المدرسية، واعتمدت المبادرة لتحقيق ذلك القيام بزيارات ميدانية لبعض المدارس المجاورة للالتقاء بالمعلمين المختصين وتبادل الخبرات معهم، وللتعرف على وضع بعض المرافق فيها، ولتوثيق العلاقات وتعزيز التواصل فيما بين هذه المدارس.
وكان الدافع الأساسي لهذه المبادرة هو خلق جيل واعٍ خلاق ذي شخصية قيادية، يعتمد على نفسه، ويشارك في اتخاذ القرارات المختلفة المتعلقة بالمدرسة، ويتحمل المسؤولية، وينتمي لمدرسته ومجتمعه ويحرص على مصلحتهما، ويتسلح بمهارات مختلفة.
جوانب التميز في المبادرة
إن أهم ما ميز مبادرتي هو حاجتها إلى مشاركة أطراف عديدة أهمها: المديرة والمعلمات والمدارس المجاورة والمجتمع المحلي؛ فقد تم إشراك عدد كبير من المعلمات في جميع مراحل المشروع، وتم انتقاء الطالبات وتقسيمهن إلى مجموعات، ومتابعتهن في جميع المراحل. وتم إشراك المجتمع المحلي في دعم وتطوير المدرسة وذلك عن طريق إعطاء دور أكبر لأولياء الأمور للمساهمة في دعم العملية التعليمية من خلال المساندة والمتابعة المستمرة للتحصيل العلمي لأبنائهم، وكذلك بتقديم الدعم لتحسين بنية ومرافق المدرسة.
وتمثلت مشاركة المدارس المزارة في تعاون المدراء مع الطالبات بسماحهم للمعلمين المعنيين بإجراء اللقاء والإجابة عن أسئلة الطالبات، والتجول معهن في مرافق المدرسة وتصويرها. وكانت مشاركة المجتمع المحلي واضحة للعيان، حيث قام بدعم تطوير المدرسة ماديا ومعنويا.
ما أعتز به في هذه المبادرة، هو أنها استطاعت تنمية مهارات وصفات عديدة لدى الطالبات أهمها: الشعور بالمسؤولية والشخصية القيادية المتمتعة بمهارة إدارة الحوار مع الآخرين، والقدرة على كتابة تقرير ومناقشة توصياته مع المديرة والمعلمات، والمشاركة في التوصل إلى حلول لبعض المشاكل التي تواجه المدرسة أو لتحسين مرافقها. وكان هناك جانب آخر لتميز المبادرة تمثل في عدم تذمر المعلمات من المشاركة رغم أعبائهن التعليمية، وتعاونهن في استكمال مراحل هذه المبادرة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
ساعدتالمبادرة في اكتساب الطلبة مهارات عديدة، منها: التخطيط لزيارات ميدانية للمدارس المجاورة، وإعداد مجموعة من الاسئلة لاستخدامها في الحوار مع ذوي العلاقة، وكتابة التقارير واستخلاص التوصيات. كما لعبت المبادرة دورا في تعزيز الانتماء الى المدرسة وتعديل السلوك. ويجدر بالذكر أنه تم تقسيم الطلبة إلى مجموعات، بحيث تقوم كل مجموعة بتجهيز أسئلة معينة للحصول على معلومات حول مرفق معين من مرافق المدارس المجاورة.
وازدادت المديرة ومعلمات المدرسة اعتزازا بالمدرسة وطالباتها، وشعرن بالسعادة وهن يشاهدن ما طرأ من تحسينات على المرافق المدرسية. أما المجتمع المحلي، فقد كانت هذه المبادرة بمثابة نافذة له يطل من خلالها على احتياجات المدارس من صيانة وتجهيزات.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
ساعد في نجاح المبادرة تكامل الأدوار المتوقعة من إدارة المدرسة ومعلماتها وطالباتها، ففي حين قامت المديرة والمعلمات بالتنسيق مع المدارس المجاورة وتقديم الدعم والتسهيلات، قامت الطالبات بالزيارات، وإجراء اللقاءات مع المعلمين، ثم كتابة التقارير عن الزيارة ومناقشة ما تم التوصل اليه مع المديرة والهيئة التدريسية بهدف الخروج بتوصيات موجهة لمعلمي المدارس المجاورة.
وساهم المجتمع المحلي ببعض التبرعات لتغطية بعض الاحتياجات، وساعد في البحث فاعلو خير لتقديم المساعدة لتجهيز مختبر العلوم، أما ضامنة المقصف المدرسي فقد التزمت بتقديم مأكولات صحية باستمرار (شوربة عدس فريكة ومعجنات...)، في حين قام أولياء الأمور بتقديم المساعدات المادية، مثل: الكتب، والأدوات المنزلية، ومواد للصيانة، وبعض الأثاث والأبواب..
ومن الأمثلة على التبرعات التي حصلت عليها المدرسة لدعم المبادرة كان التبرع بساعة كهرباء 3 فاز بقيمة 6000 شيكل من فاعل خير، ثم تبع ذلك التبرع بلوازم إعادة تأهيل تمديدات الأسلاك بقيمة 5000 شيكل من السيد مأمون الأشقر، ثم قام رئيس مجلس بير نبالا بإرسال كهربائي مختص لتنفيذ الصيانة اللازمة وتمديد الأسلاك وتركيب المفاتيح اللازمة .
التعاطي مع التحديات والصعوبات
كان من أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتني في تنفيذ هذه المبادرة الحاجة إلى خروج الطالبات من الحصص لزيارة المدارس؛ وبالتالي الحاجة إلى تعويض الدروس للطالبات. تم التعاطي مع هذه الصعوبات عن طريق تعاون معلمات المواد في تحديد آلية لتعويض ما يفوت على الطالبات من دروس في أوقات أخرى؛ وهذا ما دفعنا إلى انتقاء طالبات سريعات الفهم والاستيعاب لتسهيل عملية التعويض على المعلمات. كما حاولنا تنظيم بعض اللقاءات خارج ساعات الدوام. كما ساعد تفهم المعلمات وإدراكهن لأهمية المبادرة كثيراً في التغلب على أية عقبة.
التحدي الأخر الذي لمسته في المبادرة هو تنسيق مواعيد زيارة تناسب مدرستي وللمدارس المنوي زيارتها معا من حيث: حصص الفراغ للمعلم المنوي زيارته، وحصص الفراغ للمعلمة الزائرة. وقد تم التغلب على هذه المشكلة عن طريق تبديل الحصص أو إشغال المعلمات، وكان هذا يتم بصدر رحب ورضا من قبل المعلمات بسبب إيمانهن بقيمة المبادرة وأثرها.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاحظت شعور اللطالبات بالسعادة والفرح والشعور بالثقة بالنفس والقدرة على القيادة عند القيام بزيارة المدارس المجاورة. ولاحظت كذلك حسن استقبال المدارس المجاورة للطالبات والتجول معهن والإجابة عن أسئلتهن بصدق وموضوعية.
أما تفاعل المجتمع المحلي مع المبادرة فقد ظهر جليا في إسهامه في تلبية بعض احتياجات المدرسة، مثل: توفير ستائر للصفوف وللمختبر، وتوفير أدوات منزلية للتدبير المنزلي، ثم إطلاق حملة التبرع بكتاب من كل طالبة ومعلمة لمكتبة المدرسة. وتعهد المجلس المحلي بالبحث عن جهة داعمة لتجهيز مختبر العلوم بشكل كامل.