صاحبة المبادرة:   تغريد عاهد مصطفى مجدلاوي

المدرسة: بنات قلقيلية الأساسية

منطقة نابلس التعليمية

 بعد أن دخل برنامج التعليم في وكالة الغوث في شراكة مع شركة "ابتكر" لاستخدام برنامج حقيبة السيسكولاب  (Cisco Lab)، ومنهج "العلم والتكنولوجيا والمجتمع" في تفعيل الأنشطة العلمية/ التكنولوجية اللاصفية، شاركت مدرسة بنات قلقيلية الأساسية في ورشة التدريب على استخدام هذه الحقيبة، ثم قمت بعملية عصف دماغي، أنا ومجموعة من الطالبات، للبحث عن مشاكل يستطيع البرنامج حلها وبالأدوات المتوافرة في الحقيبة، وباستخدام الأسلوب العلمي والمنهج التكنولوجي في جو جماعي وتعاون فعال بين المعلمة والطالبات ليخرج العمل الى النور بشكله المنشود ما أمكن مستخدمين في ذلك وسائل بسيطة وبتكلفة مادية قليلة، طارقين أبواب الهندسة والرياضيات والأرصاد الجوية والتكنولوجيا وغيرها من مجالات العلم في تفكيرنا وعملنا. وقامت المدرسة بإعداد منتدى إلكتروني خاص بها على شبكة الإنترنت، لتوظيفه في إثراء المنهاج المدرسي، وكسر روتين التعليم التقليدي المحصور بالكتاب والمعلم والامتحان والعلامة، وتوسيع مدارك الطالبات، فضلا عن التخلص من الملل من الطريقة التقليدية في التعلم ونحن في عصر التكنولوجيا.

 تم استثمار المنتدى الالكتروني في حل مشكلة ضيق الوقت المخصص للتعلم في الحصة الصفية، وتفعيل دور الطالبة في التعلم في المنزل، وتنمية مهاراتها في البحث والقراءة والتلخيص، وتوجيه الطالبة لاستخدام الإنترنت على نحو إيجابي في البيت، فضلاً عن توفير منصة للتواصل بين الطالبات والمعلمة خارج حدود الصف.

واستثمرت المبادرة أيضا موارد مادية متوافرة في المدرسة مثل مشغل التكنولوجيا ومختبر الحاسوب في حل مشكلات علمية بتكلفة قليلة. وساعدت في تحويل المفاهيم النظرية والتجارب الكيميائية صعبة التطبيق إلى واقع يراه الطالب أمامه مما زاد من استيعابه وفهمه وتحصيله.

صبغت المبادرة الجو المدرسي في أعين الطالبات بصبغة علمية جديدة لم يألفنها من قبل، وعززت عندهن حب المشاركة والتجربة والثقة بأنفسهن، وحسنت مهارات الطالبات في كيفية استخدام المنهج التكنولوجي وأسلوب حل المشكلات وطريقة العرض المناسبة للمشاريع، ومنحتهن الخبرة لخوض المسابقات العلمية التكنولوجية في المستقبل. كما نمّت روح العمل الجماعي وضرورة التعاون للوصول إلى ما هو أفضل، ومن ناحية أخرى أعطتهن فرصة التعرف على المشاركين ومشاريعهم من مدارس أخرى وفي أماكن مختلفة وتكوين علاقات طيبة معهم .

وكذلك، أدت المبادرة إلى زيادة استيعاب الطالبات وفهمهن لدروسهن، وأصبح لديهن أفكار عديدة حول كيفية استخدام الإنترنت في أشياء نافعة ومفيدة، وعززت أواصر الترابط والمودة والمحبة بين المعلم والطالب .

أما فيما يتعلق بالزميلات المعلمات اللواتي كان لهم دور واضح في إخراج هذه المبادرة إلى النور، فقد ساعدت المبادرة في تنمية مواهبهن، وفتحت لديهن آفاقا واسعة للاطلاع والتعلم والتطور المهني في مجال أساليب التعلم النشط.

 

العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة

توافر للمبادرة مجموعة من العوامل التي أسهمت في نجاحها، فالمدرسة مزودة بمختبر حاسوب متاح للطالبات، ومجموعة من أجهزة الحاسوب المحمولة، فضلا عن مشغل تكنولوجيا مزود بأدوات الكهرباء والنجارة واللحام. ومن جهة أخرى قامت كل من شركة "ابتكر" وكالة الغوث وإدارة المدرسة بدعم المبادرة وتوفير ما يلزمها من تسهيلات. أما أولياء أمور الطالبات المشاركات في المبادرة، فقد كان لهم أثر واضح في تشجيع بناتهم على المشاركة، وتخصيص جزء من وقتهن لإنجاز المشاريع المطلوبة.

 

واجهت المبادرة عدة تحديات وصعوبات، أهمها: عدم توفر استضافة مدفوعة للمنتدى الإلكتروني الذي أنشأته المدرسة، مما جعلني أتواصل مع العديد من المؤسسات لتوفير هذه الاستضافة، وأخيرا تمكنت من نقل المنتدى إلى استضافة جديدة كل فترة. أما التحدي الثاني الذي واجه المبادرة فقد تمثل في كيفية إقناع الطلبة والمعلمات للمشاركة فيها، وقد تغلبت على ذلك من خلال تنظيم عدة ورشات عمل للمعلمات والطالبات، وإعداد نشرة توضح أهمية المبادرة للمدرسة والطالبات.

ولدت المبادرة  المزيد من الدافعية لدى الطالبات للمتابعة والمشاركة في مبادرات جديدة ، وتم استدعاء الفريق المشارك من قبل مؤسسة النيزك للمساهمة فيما بعد في لقاء في القصر الثقافي في رام الله. كما لاقت المبادرة اهتماما من نوع آخر من قبل مديرية التعليم في المحافظة باستدعاء فريق الطالبات والمشاركة في معرض النجاح العلمي للعام 2011. وقد نالت المبادرة إعجاب مدير التربية والتعليم الذي شجعنا وحفزنا للعمل بقوة أكثر ووعد بتبني المشروع .