لبنى فتحي محمد عمارنة
الدورة الثالثة
"مسرح الدمى وسيط تعليمي فعال"
أصحاب المبادرة: لبنى فتحي محمد عمارنة
اسم المدرسة: ذكور جنين الثانية
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
مسرح الدمى، محور هذه المبادرة، هو وسيلة تعليمية اقتصادية، يمكن صنعه مما يتوافر في بيئة المدرسة. قمت بإنشائه باستخدام طاولة خشبية قديمة لفت بقطعة قماش أسود، وضعت فوقها صندوقاً من الكرتون كان بيتاً لغسالة، ثم قمت بلف الصندوق بقطعة قماش أسود بعد أن فتحت شباكاً في الصندوق ليكون مسرحاً لعملية العرض.
لقد قمت بهذه المبادرة انطلاقا من كوني معلمة تعليم مساند أتعامل مع طالبات يتصفن بكثرة الحركة وقلة التركيز وضعف الانضباط. وهؤلاء الطالبات بأمس الحاجة إلى طريقة تعليمية تتحاشى الملل والرتابة، وتساعد على رفع تحصيلهن الأكاديمي. لذلك، لجأت إلى استراتيجيات تعليمية تجعل الطلبة أكثر يقظة وانضباطا، وأكثر دافعية للتعلم والمشاركة فيه. ووجدت في مسرح الدمي ضالتي.
جوانب التميز في المبادرة
كان مسرح الدمى نافذتي لحصص مشوقة يسودها النظام والانضباط بأقل وقت وجهد وبأقل التكاليف. فهو يجعل الطلبة أكثر يقظة لما يقوم به المعلم، ويلبي احتياجات الطلبة التعليمية والنفسية والاجتماعية، ويجعل بيئة التعليم أكثر بعداً عن الجمود، ويعزز مشاركة الطلبة في إدارة التعلم، ويربط المحتوى التعليمي بالواقع، ويتيح الفرصة لمشاركة جميع الطالبات بغض النظر عن مستوى التحصيل لديهن.
لقد قمت بتأليف مسرحيات غنائية تعليمية لمهارات اللغة العربية من الصف الأول حتى الصف التاسع، وجعلت من مسرح الدمى ميدانا لعرض هذه المسرحيات.
لقد استثمرت هذه المبادرة في تغيير النمط السائد في المدارس والمتمثل في جعل الطالب ذي التحصيل المرتفع محط الاهتمام في الأنشطة، وإهمال الطلبة الآخرين، وجعلت الطلبة ذوي التحصيل المتدني هم الفئة الأكثر استهدافاً في المبادرة.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
ساعدت المبادرة طالبات التعليم المساند في اكتساب المهارات الأساسية في اللغة العربية، وأصبحن يشاركن في برامج الإذاعة المدرسية بعد أن كانت بعيدة المنال عنهن. وأخذت جميع المعلمات في مدرسة بنات رمانة والمعلمات في مدرسة ذكور جنين الثانية باستخدام مسرح الدمى في التدريس.
أما أولياء الأمور، فقد زادت ثقتهم بمدرستنا لاسيما بعد التقدم الملموس في مشاركة بناتهم في الأنشطة المرافقة للمنهاج.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
قمت بالتنسيق مع معلمات الفن في مدرستي بنات رمانة وذكور جنين من أجل عمل فريق مسرحي في كل من المدرستين، وتبرع أعضاء مجلس المدرسة بخياطة دمى. وتم كذلك الاستعانة بكل من الأستاذ محمود حمارشة ليقوم بعملية الرسم، والأستاذ أمجد الخالدي أستاذ الموسيقى في تربية جنين الذي لحّن لنا أغنية "الحياة أحلى" التي تتحدث عن حقوق الإنسان، وتم تقديمها على شكل مسرحية غنائية باستخدام دمى تلبسها الطالبة. كذلك، تبرع أولياء الأمور بمسرح دمى خشبي.
وشارك الطلبة بفاعلية في خياطة الدمى والتبرع بها، والبحث من خلال الانترنت عن المسرحيات وتقديمها. وتم إجراء تمارين الرياضة الصباحية على أنغام مسرحية غنائية يقدمها الطلبة الذين يرتدون لباس الدمى. أما المعلمون فقد قاموا بتوظيف مسرح الدمى خلال حصصهم المختلفة. وشاركت معلمات الفن في كلا المدرستين بالإشراف على خياطة الدمى من قبل الطلبة. وقام بعض المعلمين بكتابة النصوص المسرحية، في حين قام آخرون بتدريب الطلبة للمشاركة في المناسبات المختلفة.
وقام مديرا المدرستين بتوفير كل ما يلزم المبادرة من تسهيل العمل والدعم المادي والاتصال بالمشرفين التربويين لحضور الفعاليات.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
نبعت أكثر الصعوبات من كوني معلمة تعليم مساند أتعامل مع الطالبات الأقل تركيزاً، واللواتي يحتجن إلى طرائق تعليمية تجنبهن الملل، وتساعد على رفع تحصيلهن. ولإقناع الجميع بأنه لا يوجد طالب ضعيف، ولكوني معلمة جديدة في مدرسة ذكور جنين وأقوم بتعليم طلبة معتادين التمرد والخروج المتكرر، أردت أن أثبت للطلبة أنني أستطيع أن أساعدهم على الانضباط، وعلى الانخراط بفاعلية في المواقف التعليمية والاستمتاع بها، وأن أساعدهم على أن يصبحوا أكثر انتباها ويقظة. وهذا ما نجحت فيه من خلال توظيف مسرح الدمي في تعليم اللغة العربية.
وفيما يأتي أبرز التحديات التي تجسدت في هذه المبادرة والتقنيات التي استخدمتها في مواجهة التحديات: جعل العملية التعليمية أكثر تشويقاً من خلال تقديم بعض المسرحيات التي تم عرضها داخل الصف في الإذاعة، وربط المنهاج بالواقع مستخدمة في ذلك مهارة التأليف التي أمتلكها، وتفعيل دور الطالب في إدارة التعلم من خلال تدريبه خلال حصص الفن والرياضة والمخيمات الصيفية وأثناء بعض أيام العطل الأسبوعية، فضلا عن التنسيق مع المعلمين الآخرين الذين يريدون استخدام مسرحى الدمى عن طريق وضع برنامج ينظم هذه العملية.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت مبادرة مسرح الدمى اهتماماً لدى المدارس المجاورة، فقامت مدرسة زبوبا الأساسية ومدرسة بنات جنين الثانية وعدد من الروضات المجاورة بالاستعانة بمدرستنا لاستخدام هذا المسرح. والتف جميع أعضاء الهيئة التدريسية حول الأنشطة التي تم تقديمها من خلال مسرح الدمى. أما المشرفون، فقد أبدوا إعجابهم بالمبادرة، واستعارت المشرفة التربوية سمر جبر بعض الدمى من أجل نقل فكرتها إلى مدارس أخرى.
وكذلك، قام الطلبة المتدربون في كل من الجامعة العربية الأمريكية في جنين وكلية العلوم التربوية في رام الله بالاستعانة بمسرح الدمى أثناء تدربهم على العملية التعليمية في المدارس. والمفاجئ في الأمر إقدام بعض أولياء الأمور على طلب انضمام بناتهم إلى برنامج التعليم المساند الذي يستخدم مسرح الدمى رغم عدم حاجة هؤلاء الطالبات إلى التعليم المساند الموجه للطلبة الذين يحتاجون دعماً تعليمياً إضافياً يساعدهم في تحسين تحصيلهم الأكاديمي.