بنات رقعة الثانوية
الدورة الثالثة
" روضة مسافر يطا تستقبل أطفالها في خيمة "
أصحاب المبادرة: الهيئة الطلابية : هبة حسين إسماعيل المخامرة - آيات جبرائيل محمد العمور- منار رسمي عوده مخامرة
اسم المدرسة: بنات رقعة الثانوية
مديرية جنوب الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
تبعد خربة "جنبا" 17 كم عن مدينة يطا، وهي تجمع سكاني يفتقر لأدنى متطلبات الحياة بسبب تعنت الجيش الإسرائيلي ومنع السكان من ممارسة حقهم الطبيعي في أرضهم فالبناء غير مسموح به. ويسكن هذا التجمع حوالي 250 شخصا يعانون يوميا من انتهاكات جيش الاحتلال لإجبارهم على ترك الأرض. لذلك جاءت مبادرة إنشاء روضة أطفال في مسافر يطالدعم صمود أهالي هذه الخربة و لحماية الأرض من غول الاستيطان من جهة، ولتوفير الفرصة للأطفال لممارسة حقهم في التعليم كباقي أطفال العالم من جهة ثانية حتى لو كان ذلك في الخيام.
وقد انطلقت فكرة المبادرة من طالبات الصف الثامن حين تذمّرت إحدى الطالبات من كثرة الأعباء الملقاة على عاتق أمها في مسافر يطا وأن لها أخاً يبلغ من العمر خمس سنوات، متعلقاً بأمه بشكل كبير ويعيق حركتها أثناء العمل خارج الخيمة التي تسكنها ففكرنا في حل مشكلة أمها وبقية الأمهات بفتح الروضة.
جوانب التميز في المبادرة
من الجوانب المميزة إقبال أولياء الأمور على نقل بناتهم من مسافات بعيدة للدراسة في مدرستنا ومطالبتهم الإدارة بالاشتراك مع بناتهم في العمل المجتمعي لما له من أثر ملموس على أرض الواقع من ناحية تربوية وسياسية ووطنية ونفسية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
عززت المبادرة روح التعاون لدينا كطالبات، وأظهرت قدرتنا على التحدي من أجل الوصول إلى الهدف رغم الصعاب التي واجهتنا، مما أعطى دافعا للمعلمات للتعاون معنا ومساعدتنا وشعورهن ان هناك مخرجات جيدة من عملية التعلم والتعليم ان يكون لديهن طالبات متحدثات قادرات على التحدي في ظروف صعبة كظروف مسافر يطا .
تغيرت فكرة اولياء الامور بالموافقة بعد المعارضة التي ابدوها في البداية لأنهم رأوا نتائج ملموسة وقدموا لنا الدعم المعنوي والمادي لإنجاح المبادرة .
بالنسبة للمجتمع المحلي في مسافر يطا خاصة بعد أن رأوا اطفالهم يذهبون الى الروضة ويفرحون ويمرحون ولد لديهم دافعا قويا للتعاون معنا لإكمال ما بدأنا به لأننا أخذنا وعدا من المسؤولين أن تكون الروضة نواة لمدرسة في العام القادم لما لها من فائدة تربوية ونفسية ووطنية.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
ساعدت الموارد البشرية داخل المدرسة من طالبات ومعلمات في نشر فكرة المبادرة، وفي جمع التبرعات العينية. وقامت المعلمات بتوفير الظروف المناسبة لنا للعمل بروح الفريق وتعويض ما فاتنا من دروس أثناء انشغالنا بالمبادرة. أما مدير التربية فقد وافق على فتح الروضة في ظروف استثنائية، وقام محافظ الخليل بالتبرع بالخيمة والأثاث في حين تبرعت مؤسسة الحق في اللعب بالألعاب الداخلية للروضة. ومن جهته قام فريق السلام بالتنسيق مع الاحتلال للسماح لنا بالوصول للمنطقة. أما المجتمع المحلي والبلدية فقد وفرا لنا جزءاً من المواصلات والقرطاسية والزي الموحد لجميع اطفال الروضة.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تمثلت أهم الصعوبات التي واجهت المبادرة في معارضة الأهل لها لتخوفهم من اعتراض الجيش الإسرائيلي للطالبات المبادرات ومنعهن من الوصول للمنطقة، وقد تم التعامل مع هذه الصعوبة من خلال مديرة المدرسة التي تعهدت بمرافقتنا في كل خطوة خارج المدرسة والاستعانة بفريق السلام الموجود في يطا الذي يرافقنا في كل مرة نذهب بها إلى المنطقة ويسهل دخولنا. أما الصعوبة الثانية فقد تمثلت في تخوف الطالبات على وضعهن الدراسي والغياب عن الحصص أثناء انشغالهن في التخطيط للمبادرة وتنفيذها، وهذه الصعوبة أيضاً تم حلها بالتنسيق مع مديرة المدرسة؛ حيث كانت تذهب معنا أيام العطل إلى المدرسة للتعويض حتى لا يفوتنا شيء.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكا قويا في المجتمع المدرسي والمحلي، فقد سافرنا إلى الأردن لعرض المبادرة على مستوى اقليمي اشترك فيه مبادرون من كل من الأردن وفلسطين ولبنان، وكان لهذا اثر كبير على نفسيتنا وسمعة مدرستنا. واهتمت وسائل الاعلام المحلية بالمبادرة وأجرت مقابلات مع المديرة، وتم استضافة فريق المبادرة لعرضها في مؤتمر تربوي عقد في رام الله.
ورحب أولياء الامور بالمبادرة بعد نجاحها وشعروا بالفخر والاعتزاز لأننا قمنا بمشروع وطني لدعم صمود حراس الاراضي وتحدثت عنا جميع وسائل الإعلام وقام تلفزيون فلسطين بتصوير يوم الافتتاح.