Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps

أمل علي احمد الدرابيع

الدورة الثالثة

 
" حديقة مدرسية تحتضن دروساً في الرياضيات والعلوم والصحة والبيئة "

 

 

اسم المبادرة:  أمل علي احمد الدرابيع

اسم المدرسة: بنات امريش الأساسية                          
مديرية: جنوب الخليل
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
رغم أننا أصبحنا في الوقت الحاضر نعيش في عالم مفتوح، تحول إلى قرية صغيرة تعج بأنواع وأشكال التكنولوجيا المختلفة، إلا أننا ما زلنا في مدارسنا نعتمد على الدفتر والكتاب والطباشير والسبورة، وما زالت معظم مدارسنا تنقصها المختبرات العلمية لتدريس الرياضيات والعلوم، لذلك اهتممت باستغلال ما نملكه من قطعة أرض صغيرة لتحويلها إلى مختبر طبيعي للرياضيات يضم أشكالا هندسية وحجوما متنوعة ونباتات مختلفة. كان الهدف من وراء ذلك تنويع أساليب التدريس وتحفيز الطالبات على التفكير والإبداع وتطبيق ما يتعلمنه نظرياً.  
انطقت فكرة المبادرة من قناعتي كمديرة مدرسة، ومعلمة علوم ورياضيات سابقاً، بأن المعرفة اثبت في الذاكرة كلما تعاملنا مع أكثر من حاسة. وعند مراجعة برامج الحدائق المدرسية على مدى الثلاثين عاماً المنصرمة ظهر بأن وظائف الحدائق المدرسية إما لأغراض تربوية أو تخص الأمن الغذائي؛ لذلك فكرت باستغلال قطعة الأرض كحديقة ذات طابع تربوي يمكن استغلالها لتدريس وحدة المساحات والحجوم في الرياضيات، ووحدة النبات في العلوم، وبعض الموضوعات في الصحة والبيئة والتقنية.
باشرت العمل في المشروع في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي 2010/2011 حيث قمنا بتحويل قطعة أرض واقعة خلف المدرسة والتي كانت جرداء مليئة بالحجارة والنفايات، إلى حديقة ذات أحواض بأشكال هندسية وممرات مبلطة ونظيفة ومزروعة ببعض نباتات الزينة والأشجار، وأخذت هذه الحديقة تحتضن دروساً في الرياضيات والعلوم والصحة والبيئة.
 
جوانب التميز والإبداع في المبادرة
يعد وجود حديقة أمرا طبيعيا في العديد من مدارسنا ومؤسساتنا، ولكن استغلال هذه الحديقة كمختبر طبيعي لتعليم النشاط العملي المرتبط بعلم الأحياء والدراسات البيئية والرياضيات، وبخاصة وحدة الأشكال الهندسية والحجوم والمساحات، هو ما ميز هذه المبادرة.
ورافق المبادرة حملة توعية للأهالي والطالبات، استغلت فيها اللقاءات المباشرة والإذاعة المدرسية، بغرض بث روح المبادرة، والمحافظة على ما ننجزه ونملكه. وأستطيع أن أؤكد بأننا تمكّنا من إقامة حديقة بإمكان الطيور أن تعشش فيها بأمان دون ان تمس بأذى.
 
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
كل ما يبعد الإنسان عن الروتين، ويجدد نشاطه ويغير من طبيعة الموقف المعتاد عليه، يترك أثرا إيجابيا لديه؛ فإخراج الطالبات إلى خارج الصف لقياس أطوال او محيط دائرة أو عدد أضلاع المثلث، أو للتعرف على كل ما يتعلق بالنبات من مكونات النبتة وغيرها من المعارف، أدى إلى تعلم إيجابي نشط ليس من السهل نسيانه.
أثرت المبادرة على المعلمات والطالبات، حيث تم استغلال البيئة المدرسية للتعلم والمرح والاستمتاع والمشاركة الفاعلة من قبل الطالبة والمعلمة؛ ففي حين أصبحت المعلمة تدير بعض حصصها في أحضان الطبيعة وبأسلوب حيوي مليء بالنشاط والعمل والاستكشاف، أخذت الطالبات بالانخراط في العملية التعليمية، وباكتساب مهارات متعددة، فضلا عن تبني اتجاهات إيجابية نحو الاعتناء بالحديقة المدرسية ونباتاتها وبقية محتوياتها.
لوحظ أيضاَ أن العلاقة أصبحت أقوى بين المدرسة من جهة، والمجتمع المحلي والمؤسسات والأهالي من جهة ثانية، وازدادت ثقتهم المؤسسات بالمدرسة، حيث تبرعوا بمبلغ 2000 شيكل لتطوير الحديقة.
 
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
 استفدت كثيراً من بكالوريوس أساليب التدريس في تعليم العلوم والرياضيات للمرحلة الأساسية الدنيا والعلوم للمرحلة الأساسية العليا، حيث لمست أهمية الوسيلة المحسوسة في تثبيت المعرفة النظرية وديمومتها، وأدركت أهمية ربط ما نتعلمه بالحياة العملية على ارض الواقع. ومن جهة ثانية قمت بالإطلاع على بعض الدراسات كدراسة اليونيسيف التي أثبتت أن بإمكان الحدائق المدرسية العمل على تحسين نوعية التعلم وملاءمته للواقع، وتمكين الطالب من ربط ما يتعلمه ببيئته ومحيطه.
 لقد تطلبت هذه المبادرة تكاتف كثير من الجهود؛ فمثلا قام خطيب المسجد بدعوة المصلين لدعم المدرسة، ولبى المحافظ وأولياء الأمور دعوة الطالبات وتبرعوا بالمال، وأرسلت البلدية مساحا لتصميم نماذج للحديقة، وأقامت مديرية الزراعة ندوة للأمهات حولها، ودعمتنا بالأشتال، وسارعت بعض المصانع إلى تقديم بلاط وأسمنت، أما المجلس القروي فقد قدم تراباً ووفّر عمالاً وماء للري.
وساعد في تطوير المبادرة أننى كنت أعمد دائماً لأخذ تغذية راجعة من الطالبات والمعلمات بعد إعطاء حصة في الحديقة؛ فالطالبة تخبرني أنها على سبيل المثال أتقنت مفهوم مساحة الدائرة أو مفهوم التناظر، والمعلمة تخبرني أن جميع الطالبات شاركن في أخذ القياسات وفي النقاش والاستنتاج.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تكون الصعوبات موجودة عند القيام بأي عمل مهما كانت قيمته- كيف لا ومبادرتنا تبدأ من الصفر من أرض جرداء مليئة بالحجارة والنفايات وتحتاج إلى المال والجهد. إن جذب اهتمام المجتمع المحلي من خلال شرح وتوضيح أهمية المشروع من ناحية تربوية وجمالية وانعكاسه على المستوى التعليمي للطالبات وخروج الطالبات للمؤسسات والمصانع يحتاج إلى وقت وإذن من ولي الأمر وبخاصة إذا كان النشاط يتم في أيام السبت. لقد ساعد تعاون معلمات المدرسة في تجاوز بعض العقبات من خلال تعويض الحصص للطالبات حين كان يتم النشاط ، مثل زيارة المصانع والمؤسسات، في يوم دوام للمدرسة .
وللمحافظة على الحديقة من العبث والتخريب، فقد تم بالتعاون مع مديرية الزراعة، تنظيم عدة ندوات ولقاءات توعية للطالبات والأمهات تناولت أهمية الحديقة للمدرسة من حيث توفير بيئة تربوية مريحة نفسيا وثرية بمحتواها المرتبط بالمنهاج الدراسي.وتم تجنيد الطالبات من خلال الإذاعة المدرسية للتوعية حول إقامة المشروع والطلب من أولياء الأمور دعم المدرسة بكل ما يمكن دعمه.
 
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
أحدثت المبادرة حراكاً فعّالا لدى كل من الطالبات، والمعلمات، والمجتمع المحلي؛ فبادرت الطالبات إلى إحضار التبرعات من أولياء الأمور، والمشاركة في تصميم وتخطيط الأحواض والأشكال الهندسية بمساعدة معلمة الرياضيات والمهندس الزراعي، وبإشراف المديرةومتابعتها. وهذا الأمر زاد من دافعية الطالبات لتنفيذ دروس الرياضيات والعلوم خارج الغرفة الصفية. ومن جهة ثانية، لوحظ اهتمام الطالبات بالنباتات وإحضار أشتال من بيوتهن لزراعتها وتفعيل النادي البيئي من قبل معلمة الصحة والبيئة وتنفيذ نشاطات تهتم بالحديقة.
وعززت المبادرة رغبة معلمات المدرسة في إحداث تغيير في استراتيجيات التدريس وتحويلها من حيز التلقّي السلبي إلى حيز التفاعل الإيجابي، وبخاصة في مجال الهندسة في الرياضيات، وفي وحدة النباتات والبيئة في العلوم. أما فيما يتعلق بالمجتمع المحلي فقد أثارت المبادرة اهتمام الأهل؛ فأخذوا يتابعون تنفيذ المبادرة أولاً بأول.
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير