اسم المبادرة:  آمنة عبد العزيز سليم عدوان

بما أن الطالبات يشكين عادة من الصعوبة في تعلم المواد العلمية، فقد قررنا أن نجعل دراسة هذه المواد أكثر متعة وسهولة وتشويقا من خلال تصميم برنامج محوسب يسهل دراسة مادة العلوم؛ فالطالب يحب الأساليب المتنوعة والتفاعلية في دراسة المواد العلمية كالكيمياء والفيزياء والأحياء.  

يحتوي هذا البرنامج على عدة أجزاء منها: التجارب العلمية المصورة للصفوف 10-12 التي تم تصميمها من قبلي بمشاركة معلمات العلوم في المدرسة، والتي تتيح للطالبة مشاهدة هذه التجارب والتفاعل معها دون الحاجة إلى أدوات وأجهزة، وبعيدا عن الخطر الذي يصاحب أحيانا بعض التجارب. كما يحتوي البرنامج على الجدول الدوري، وموسوعة شاملة للعناصر صفاتها وصورها الطبيعية والتجارية وخصائصها و تواجدها في العالم، فضلا عن مكتبة القوانين العلمية التي تحتوي جميع القوانين العلمية مع دلالات رموزها وكيفية التعامل معها.

يدفع هذا البرنامج الطالبات للتفاعل مع العلوم وتجاربه وقوانينه، ويجعل التعليم أكثر تشويقا، ويطور الأساليب المتبعة من قبل المعلمين، ويعتبر جزءاً من نظام التعلم الالكتروني الذي يساهم في إثراء المادة  التعليمية ويشرك الطالبات في العملية التعليمية، ويسهم في توفير الوقت والجهد المتوقع من قبل كل من الطالبة والمعلمة، وتنمية حب الاستطلاع لدى الطالبة، وتعزيز مهارة الاستكشاف عن طريق اتباع طرق البحث العلمي والعمل في مجموعات.

وتميز البرنامج بقدرته على جذب الطالب للمادة العلمية، وزيادة إقباله على الجانب العملي وتجنيبه الطرق التقليدية من خلال توظيف التكنولوجيا وبرامج الوسائط المتعددة والتعلم الالكتروني المدمج؛ وبذلك يتم تخفيف أعباء المعلم وتسهيل وصول المعلومات وجعل التعلم أكثر تشويقا وتحفيزا. فقمنا بتوظيف أدوات المدرسة كالأجهزة المخبرية و الانترنت والحواسيب والرحلات المعرفية والتقنيات الحديثة للبحث العلمي وتصميم التجارب وتصويرها والتعامل مع أجهزة متطورة كجهاز عرض الشرائح الالكتروني.

ويتميز برنامجنا بأنه من إعدادنا الشخصي الخاص بكل محتوياته وباستخدام لغات برمجية نعلمها لطالباتنا في المدرسة، وأسهمت الطالبات في إعداده من خلال قيامهن بجمع المعلومات الرقمية كالمواد والصور والقوانين، وقمن بعرض أعمالهن في مواقع تم تصميمها خصيصاً وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

 

كان لهذه المبادرة الأثر الواضح في نتائج الطلبة في المواد العلمية بعد استخدام البرنامج، وهذا ما أظهره تحليل نتائج الاختبارات، وازداد إقبال الطالبات على استخدام البرنامج والحصول عليه وتعزز حبهم لحصص العلوم والتجارب وتفاعلهم مع المادة. وقامت بعض الطالبات بتطوير مواد إضافية للبرنامج والمشاركة في المادة التعليمية والمحتوى التعليمي.

قامت الطالبات بالبحث العلمي وتنظيم رحلات معرفية وأبحاث وعروض "بوربوينت" وفيديو وصممن مواقع لعرض أعمالهن ومجسمات ووسائل علمية وجمعها في نادٍ علمي وصممن تجارب مختلفة، كما أصبحن أكثر اندفاعا نحو التعلم والعلم، وتعلمن أمورا كثيرة، مثل: البرمجة، واستخدام الأجهزة الإلكترونية وتصميم المواقع، وعمل الشرائح والتعرف على تقنيات حديثة.

 قامت مجموعة من معلمات العلوم بتصميم تجارب تخدم المنهاج، واستخدمن في ذلك مختبر العلوم وأدواته للقيام بهذه التجارب وتصويرها؛ وهذا أتاح المجال للمعلمات لتبادل الخبرة والمعلومات والعمل في فريق لإنجاز هذه التجارب. وساعد البرنامج معلمات العلوم في عرض المواد التعليمية على نحو أكثر فعالية في توصيل المعلومات، وحفزهن على تطوير أساليب التعليم.

 لقد ساعد نجاح هذه المبادرة عدة عوامل مثل: خبرتي في تكنولوجيا المعلومات وتخصصي بهندسة الحاسوب وخبرتي في مجال التعليم وتصميم البرامج والمواقع، ومشاركتي في دورات مثل WLAR.

وساعدت معلمات العلوم في المدرسة في إعداد التجارب، في حين ساهمت معلمة التكنولوجيا بخبرتها في إنتاج وتصميم البرنامج . أما الطالبات، فقد شاركن بجمع المعلومات والصور والقوانين و الأبحاث . وتوافر للمبادرة مجموعة من الموارد المادية التي ساعدت في تنفيذها، مثل: مختبر العلوم، وأجهزة حاسوب، وكاميرا رقمية، والانترنت، وجهاز LCD، وجهاز عرض الشرائح الالكتروني، وبرامج متنوعة مثل visual basic , movie maker:, PowerPoint.

واجهتنا بعض التحديات والصعوبات في عملنا مثل الصعوبات في البرمجة والتصميم؛ فقمنا بدراسة كتب برمجية خارجية والبحث في مواقع متنوعة، كما اجتهدنا في تجميع المعلومات الصحيحة الموثوقة، وتصميم البرنامج بطريقة تجذب الطالب إليه،  وعدنا لمراجع أجنبية واضطررنا لترجمة النصوص الأجنبية لمرادفاتها باللغة العربية.

لم تمنعنا التحديات العديدة، مثل: ضيق الوقت وضغوطات العمل والنقص في الإمكانات وعدم تقبل بعض المعلمات للفكرة ولتطوير أساليبهن، من استئناف عملنا، بل زادت من إقبالنا ورغبتنا في البحث والإنجاز.

 

كان هنالك اهتمام واضح بالمبادرة، حيث رحبت مديرة المدرسة بها وقدمت كل الدعم المادي والعلمي بحكم تخصصها في مادة الكيمياء، وبخاصة الجزء الذي يحتوي على الجدول الدوري. أما فيما يتعلق بالمعلمات، فقد أبدين تعاونا بالجزء العملي والتجارب؛ فمادة العلوم مادة عملية بالدرجة الأولى. وكان هنالك إعجاب واضح من قبل مجموعة من المشرفين التربويين الذين امتدحوا المبادرة، وحصلوا على نسخ منها لأولادهم ومعلميهم.