رانيا إبراهيم أحمد الشريف
الدورة الثالثة
" توظيف القصص المحوسبة لتعليم الحروف وصوتها وشكلها "
أصحاب المبادرة: المعلمة رانيا إبراهيم أحمد الشريف
اسم المدرسة: ياسين طه الأساسية للبنات
مديرية تربية الخليل
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
انطلقت فكرة المبادرة حين تم إنشاء مدرستنا التي استوعبت طالباتها من مدارس مجاورة، وأظهر الاختبار التشخيصي وجود عدد من الطالبات في شعبة الثالث الاساسي التي أعلمها لا يعرفن الحروف. ومن هنا كان لا بد من البحث عما يسرع تعليم الحروف لهن مباشرة لتأمين قدرتهن على مجاراة تعلم زميلاتهن. لذلك جاءت هذه المبادرة التي تتناول تعليم حروف اللغة العربية باستخدام قصص مبرمجة على الحاسوب ومشوقة، بحيث تسلط كل قصة الضوء مباشرة على حرف وصوته وشكله من خلال تنامي أحداث القص، وذلك لتثبيت الحرف في ذهن الطالب.
يركز تعليم الحروف من خلال القصة على الحرف الذي تتعلمه الطالبة من خلال إتقان صوت الحرف بشكله، فمثلاً حين تعليم حرف الميم فإن بطل القصة (رائد) يقف بجانب الطاولة ويطوي يديه جانبا مصدراً صوت حرف الميم ومشكلاً له بجسده، ثم يلي عملية تعليم شكل الحرف إعطاء الحرف بأشكاله ثم مع حركاته ثم مع مقاطعه ثم مع أمثلة عليه.
جوانب التميز في المبادرة
يكمن جانب التميز في قدرة المعلمة على إصابة الهدف التعليمي لتعليم الحروف بأقصر الطرق من خلال عرض قصة محوسبة تركز على الحرف وصوته وشكله مباشرة. وتم برمجة القصص وتصميمها على الحاسوب على نحو يسمح للطالبة باستخدام البرنامج لوحدها وبسهولة لتعلم الحرف والتحكم في سير البرنامج أثناء وجوده في البيت. وبالتالي تكون هذه المبادرة قد وفرت وسيلة تعليمية ترفيهية مستثمرة إمكانات التكنولوجيا. ومتمشية مع الترتيب المنهجي لحروف كتاب اللغة العربية للصف الأول الأساسي.
وتشكل المبادرة، التي تم حفظها على قرص مضغوط ((CD، اللبنة الأولى في تعليم طالبات الصف الأول الأساسي وأطفال الروضة حروف اللغة العربية. لقد أعدت المبادرة بما يتلاءم مع تكنولوجيا العصر وما توفره من متعه وتشويق باستخدام الحاسوب، وهي تدعم تعليم الحروف لذوي الاحتياجات الخاصة، ويمكن استخدامها في برامج محو الأمية.
ويتميز برنامج المبادرة المحوسب بإمكانية التحكم في المشاهدة، والتوقف لمحاكاة المقاطع والحروف والأمثلة والحركات التي تلي كل قصة حرف. ويمكن أن يقوم المتعلم بذلك حسب قدراته وسرعة تعلمه.
لقد اشتملت المبادرة على 29 حلقة قصصية مبرمجة، خصصت حلقة لكل حرف، وتتضمن الحلقة مواقف تعزز تعلم الأطفال للاتجاهات والقيم الإيجابية، فمثلا يرافق تعلم حرف الدال تعلم الطفل لقيمة استماع الكلام ممن هو أكبر منه سنا، ويرافق تعلم حرف اللام تعلم الطفل
لعدم إيذاء مشاعر الآخرين.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أثرت المبادرة على طالبات الصف الأول الاساسي والطالبات ذوات التحصيل المتدني من الصفوف الأساسية الأولى، فضلا عن الطالبات ذوات الاحتياج الخاص في غرفة المصادر. وقد ظهر بوضوح مدى تشوق الطالبات لحضور الحصص التي استخدم فيها البرنامج المحوسب لتعليم الحروف.
واستفادت المعلمات من المبادرة في توفير الوقت والجهد عند إعطاء الحصص الخاصة بتعليم الحروف باستخدام هذا البرنامج كوسيلة تعليمية مشوقة ذات البعدين التربوي والترفيهي. وإضافة إلى استخدام هذه الوسيلة في إثراء مادة اللغة العربية، فقد اعتبرت وسيلة داعمة للمواد الدراسية الأخرى.
وتتجلي فائدة المبادرة وأثرها في تعزيز دافعية الطالبات لتعلم الحروف، وتجاوز صعوبة الخلط بين الحروف المتشابهة، وتعزيز قدرتهن على حفظ تعلم الحروف وتثبيتها في الذاكرة من خلال مشاهدة حلقة قصة كل حرف، وفي تحكم المعلمة في مراجعة الحروف والأمثلة والتطبيقات التي تلي كل حرف وقصته.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
لقد حظيت في مدرستي ياسين طه الأساسية للبنات بدعم إدارتها وهيئتها التدريسية، حيث أشادت معلمات الصف الأول الأساسي بالمبادرة وعبرن عن قدرتها على ترسيخ تعلم الحروف واختصار وقت التعلم، والإقبال على التعلم بشوق للقصص التي تتضمن الحروف، فضلا عن اكتساب اتجاهات إيجابية. ويجري الآن تطبيق المبادرة في مراكز محو الأمية وصفوف التعليم العلاجي في اللغة العربية.
وساعدني في هذه المبادرة أننى أعتبر نفسي مولعة بسماع القصص منذ الصغر، وأستطيع أن أحول أي موضوع إلى فن قصصي ليتسنى للطالبات فهمه، فضلاً عن أنني حظيت بحضور الدورة التي قدمتها وزارة التربية التعليم حول أدب الأطفال، والتي ساعدت في صقل خبرتني وتوجيهها.
وتوافر للمبادرة مجموعة مميزة من الموارد البشرية، ففضلاً عن قيامي بعمل نصوص وتقاليد أصوات وعمل رسومات وتنقيح القصص، قامت المعلمة فداء الناظر بتسجيل الأصوات وأمدتني المعلمة أحلام قريع بالمواقع التي لا بد من تغيرها لإضفاء قيمة أكبر على العمل، ولم تتوان مديرتا المدرسة صباح مرقة وشيرين البكري عن توفير التسهيلات اللازمة للمبادرة، أما المجتمع المحلي فقد وفر للمبادرة دعما ماديا ومعنويا ساعد في خروجها لحيز النور والتطبيق.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
ظهرت المبادرة في البداية على أوراق مطبوعة تحمل 29 مجموعة قصصية مترابطة الاحداث ومؤدية إلى بعضها البعض ومتماشية مع ترتيب حروف منهاج الصف الأول. بعد ذلك، تم حوسبتها وتحويلها إلى برنامج لتعليم الحروف بالقصص.
وواجهت المبادرة مجموعة من التحديات، فعملية تأليف قصص ترتبط بالحرف وشكله وصوته، وربط المجموعة بأحداث مشتركة، وتصميم برنامج محوسب لتعليم الحروف ليس بالأمر السهل وتحتاج إلى وقت طويل. وساعد في تجاوز هذا التحدي إصراري على العمل وقناعتي بجدواه للأطفال، فضلا عن ما توافر للمبادرة من دعم مادي ومعنوي داخل المدرسة وخارجها.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لاقت المبادرة المبرمجة قبولاً من المجتمع المدرسي الذي تابع تطوراتها بشغف، وقد علق أحد أولياء الامور على برنامج تعليم الحروف المحوسب بأنه استطاع أن يجذب انتباهه وشده لمشاهدة قصص الحروف جميعها، وبارك جهود المدرسة في هذا المجال.
ونال البرنامج إعجاب أستاذتي الدكتورة رجاء العسيلي من جامعة القدس المفتوحة، وطلبت نسخة منه لتعليم العربية لقريب لها في الخارج، كما نال إعجاب المجتمع المحلي الذي دعم المبادرة مادياً ومعنوياً.
ومن جهة أخرى، خاضت مدرستنا مسابقة مشروع أدب الأطفال مسلحة ببرنامج تعليم الحروف عبر القصص المحوسب، وكان لنا السبق على مستوى الوطن في الحصول على جائزة.