مازن أحمد عنبس
الدورة الثالثة
" إعداد الخطيب الصغير"
أصحاب المبادرة: المعلم مازن أحمد عنبس
اسم المدرسة: ذكور طولكرم الأولى
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
كان وراء هذه المبادرة دافعان: يتمثل الدافع الأول في عدم وجود كفاءات خطابية في المدارس والمساجد والندوات والمؤتمرات والمهرجانات مما يترتب عليه عدم فهم الناس لما يدور في تلك التجمعات، فضلاً عن كثرة المساجد التي تم إنشاؤها حديثاً والنقص الحاصل في عدد الخطباء لعزوف المتعلمين حتى خريجي الشريعة عن مهنة الخطابة.
أما الدافع الثاني فقد كان وراءه موقف أثّر فِيّ حين تأخر أحد الخطباء عن أحد المساجد؛ مما أدى إلى ارتباك الناس، ولم يستطع أحد أن يقوم مقام الخطيب؛ فصعد أحد الأشخاص إلى المنبر وذكر كلاماً لم يفهم ولم يذكر شيئاً من الآيات والأحاديث، وصلى في الناس الجمعة. وكانت الصلاة بناء على ذلك باطلة حسب الحكم الشرعي لأنه لم يذكر آية أو حديثاً.
لذلك، ارتأيت تعلم الخطابة عن طريق الالتحاق بعدة دورات،وبعد ذلك نقلت هذه التجربة إلى طلاب مدرستي، ودربت مجموعة منهم كي يكونوا قادرين مستقبلا على سد الخلل في مثل هذه المواقف الخطابية.
بدأت المبادرة العام الماضي 2011، حيث قمت باختيار طلبة من الصف السابع والصفوف الأخرى، وقمت بتعريفهم بمعنى الخطبة وعناصرها، وصفات الخطيب الناجح، وقمت بتدريبهم على إلقاء الخطب عن ورق مكتوبة ومن ثم بصورة ارتجالية. وشارك الطلبة الذين درّبتهم بمسابقات الخطابة على مستوى المحافظة، ومنطقة نابلس.
جوانب التميز في المبادرة
أسهمت المبادرة في إعداد قيادات طلابية مفوهة قادرة على التعبير عن آرائها بحرية وبدون تكلف أو خوف، وفي تحقيق الذات الاجتماعية للطلبة من خلال: الثقة بالنفس التي تتولد عن الخطابة، ومواجهة الجماهير بصورة مباشرة، والتحدث في الندوات والمؤتمرات، وحل النزاعات والمشاكل بين المتخاصمين، والتحدث من خلال برلمانات الشباب والأطفال الصغار في المحافل المحلية.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
جعلت المبادرة الطلبة أكثر اهتماما بمادة التربية الإسلامية، فأخذوا يقرؤون الكتب الدينية ويطلعون على مواضيع وأبحاث ذات علاقة بالمبادرة من خلال الانترنت، وزيارة المكتبات، والاستماع إلى الأشرطة. وكذلك، شجعت المبادرة الطلبة على الالتحاق بدورات تحفيظ وتجويد القرآن الكريم؛ مما ساهم في رفع تحصيل الطلاب العلمي في باقي الدروس.
وجعلتهم يواظبون على أداء الصلوات في المساجد، وحضور الدروس الدينية، وتأليف القصص مع الرسومات، وحصولهم على المرتبة الأولى في المسابقة التي نظمتها وكالة الغوث (قصة التعاون). وساهمت المبادرة في زيادة تعرف الطلبة على الآخرين من خلال الاشتراك في المسابقات المختلفة استجابة وتحقيقا لآيات الله سبحانه وتعالى: "يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم".
وتركت المبادرة أثراً طيباً على مستوى الطلبة في مجالات عديدة، منها: مهارات الإلقاء والخطابة، وكتابة الخواطر والمقالات، وسرد القصص. واكتسب الطلبة ثروة لغوية وفكرية ساهمت في تعزيز قدرتهم على الكتابة، والإبداع في التعبير الشفوي والكتابي، كما عكست المبادرة سلوكا ايجابيا على الطلبة من حيث التخلق بالخلق الحسن في معاملة زملائهم ومعلميهم،وإدارتهم.
وكان للمبادرة أيضاً أثر طيب على المعلمين، حيث أجاد المعلم درويش أبو جاتوه فن الخطابة، وصار يخطب في المساجد.
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
جندت للمبادرة كثير من الموارد البشرية والمادية، إذ تم اختيار الطلبة الذين يملكون القدرات والرغبة والموهبة في إلقاء الخطب, وقمت بتدريبهم على الإلقاء عن ورق، ومن ثم غيباً. وكانت مشاركة الطلبة فعاله حيث استطاعوا أن يشاركوا في كل المسابقات في فن الخطابة، ووجدنا مساعدة وتشجيعاً ودعماً معنوياً ومادياً من الإدارة والمعلمين وأولياء الأمور؛ مما كان له الأثر الطيب في نفوس الخطباء الصغار، ودفع آخرين لتعلم فن الخطابة.
واستفادت المبادرة من إدارة المدرسة التي وفرت لنا كل ما يلزم من تصوير أوراق، وإذاعة مدرسية، ومكان للتدريب وغير ذلك؛ مما كان له الأثر الطيب في نجاح هذه المشروع، كما استثمرت المبادرة مسابقة الخطيب الصغير التي نظمتها دائرة الأوقاف في طولكرم، وأشركت مجموعة من الطلبة في هذه المسابقة التي تم عرضها على التلفاز المحلي.
التعاطي مع التحديات والصعوبات
واجهت المبادرة صعوبات وتحديات تمثلت في عدم تعاون أسر الطلبة في تدريب أبنائهم، واحتياجي إلى تفريغي بعض الحصص أسبوعياً لتدريب الطلبة، واحتياج المبادرة إلى دعم مادي لإنجاحها. واستطعت التغلب على بعض هذه العقبات من خلال الاجتماع مع أولياء أمور الطلبة وبعض القائمين على المؤسسات المختلفة لحثهم على الاهتمام بالأبناء من خلال إرشادهم وتوجيههم، واستقبال الشيخ عارف الجيوسي من مديرية أوقاف طولكرم لتقديم محاضرة للطلبة حول الخطابة، والاستماع إلى بعض خطب الخطباء الصغار، وإرشادهم ونصحهم وتوجيههم، وبيان أهمية الخطابة، كما استطعت إقناع الطلبة بأهمية الخطابة ومكانة الخطيب في المجتمع المسلم.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
لقد صادفت المبادرة وقعا إيجابيا في المجتمع المدرسي لكونها مميزة ومفقودة في المجتمعات المدرسية الأخرى، ووجدت الدعم والتشجيع من الإدارة والمعلمين وأولياء الأمور والتربية والتعليم .كما وجدت المبادرة تشجيعا وتأييدا من المجتمع المحلي متمثلا في مديرية أوقاف طولكرم، والمؤسسات والنوادي.