مها توفيق صالح سالمية
الدورة الثالثة
"اهتموا بتغذيتي أهتم بدراستي"
أصحاب المبادرة: المعلمة مها توفيق صالح سالمية
اسم المدرسة: بنات بلاطة الأساسية الثانية
منطقة نابلس التعليمية
وصف موجز للمبادرة ودوافعها
بعد الإطلاع على دراسة للغذاء الذي تتناوله الطالبات وأثره على تحصيلهن وسلوكهن، قررت بالتعاون مع زميلاتي عمل برنامج للفطور للطالبات يتناول العناصر الغذائية، ومراقبة الأثر والحراك الناتج على تحصيل الطالبات وسلوكهنّ، وبخاصة على الشعبة عينة الدراسة مقارنة بالشعب الأخرى؛ فوجدت العلاقة طردية بين الاهتمام بنوعية الغذاء ومدى تحصيل الطالبات والاهتمام بدراستهنّ . ثم بدأت عملية منع بيع الشبس والحلويات ذات الصبغة واستبدالها بالكيك والعصير الطبيعي.
وانطلقت في هذه المبادرة بدوافع، كان منها شكاوى الأمهات من أثر تناول بناتهن للسكاكر والحلويات على شهيتهن للأكل ودافعيتهن للدارسة، ووجود علاقة طردية بين الطالبات الممتازات بنوعية الغذاء الذي يتناولنه والطالبات الضعيفات التحصيل بنوعية الغذاء الذي يتناولنه، فضلا عن استعداد المجلس المدرسي للأمهات بتقديم وجبة طعام أسبوعية تتكرر بشكل دوري.
جوانب التميز في المبادرة
تميزت المبادرة بقدرتها على التغيير في نظام تغذية الطالبات بشكل تدريجي، ومراقبة أثر ذلك على تحصيل الطالبات وسلوكهن. وشاركت الطالبات في حملة التوعية حول ذلك من خلال فعاليات الإذاعة المدرسية التي تناولت مصادر الغذاء الصحي، وقدمت إرشادات لطالبات المدرسة في هذا الصدد.
وتميزت المبادرة أيضا بمردودها المعنوي والمادي الذي كان يفوق التكلفة المادية اللازمة لها؛ وذلك لاعتمادها على الموارد البسيطة والتكافل الاجتماعي بين الطالبات المتفاوتات بالوضع الاقتصادي، فضلا عن التعاون مع المعلمات والمجلس المدرسي ومشرف الصحة في اللجنة الشعبية ومورّد المواد الغذائية للمقصف المدرسي.
أثر المبادرة في المجتمع المدرسي
أدت المبادرة إلى زيادة إقبال الطالبات على تناول الوجبة المتوازنة يومياً خلال برنامج الإفطار الأسبوعي مما قلل من الشكوى من ألم البطن وقلة التحويل إلى العيادة الصحية، بالإضافة إلى زيادة تحصيل طالبات الصف التجريبي مقارنة مع بقية الطالبات.
ولاحظت المعلمات زيادة تركيز وانتباه الطالبات في الحصة وقلة تشتتهن، مما أدى إلى تخفيف العبء على المعلمات وتقليل الجهد المبذول في التدريس والحفاظ على الانتباه
العوامل التي أسهمت في نجاح المبادرة
شاركت منسقة حقوق الطفل في المدرسة بترجمة المفاهيم التوعوية الصحية إلى أناشيد مغنّاة. وشارك أولياء الأمور بورشات العمل مع أخصائية التغذية بهدف تغيير العادات الغذائية لدى الطالبات ، وتطبيق خطة المدرسة في تحسين نوعية الغذاء المقدم للطالبات في البيت والمدرسة مع التركيز على الابتعاد عن الأصباغ والزيوت الضارة، والإكثار من أكل الخضار والفواكه والكيك بدلا من الشيبس والكولا.
وساعد توفير المواد الغذائية كالعدس والرز واللبن والخضار على نجاح المبادرة في تقديم وجبة المجدرة مع إظهار قيمتها الغذائية وأهميتها على إثارة التفكير والتركيز على الطالبات بوجود مكونات السلطة الغذائية.
وشجع أولياء الأمور الطالبات على تجهيز الوجبة الصحية والمتوازنة في البيت لتناولها في المدرسة، وتقديم الوجبة للطالبات الفقيرات.
وخاطب المجلس المدرسي المؤسسات المحلية لدعم مبادرة التغذية الصحية للأطفال، فقدمت لجنة الخدمات بعض الوجبات والعصير، وتبرع تجار من المجتمع المحلي بالفواكه. وتم الاستعانة بأخصائية التغذية في عيادة المخيم ضمن برنامج دوري يغطي جميع أمهات الطالبات بهدف التوعية الصحية وأهمية الغذاء البديل للمضادات الحيوية؟
التعاطي مع التحديات والصعوبات
تميزت مبادرتي بالانتشار الواسع بين جميع طالبات ومعلمات المدرسة رغم التحدي المتمثل بقلة الإمكانات المادية اللازمة لتوفير وجبة صحية للطالبات، لكن الانخراط بتطبيق برنامج الإفطار الجماعي زاد من التواصل اجتماعيا بين الطالبات وأولياء الأمور الذين ساعدوا في توفير الوجبات للطالبات الفقيرات فحصلن على ما يناسب نمو جسمهنّ.
وكان التحدي الآخر يتجسد في عدد الطالبات الكبير (824) الذي يحتاج للوجبة، فتم توزيع العمل على مجموعة من الأمهات من داخل كل صف لعمل وجبة المجدّرة الشهيرة مع طبق سلطة الخضار تثبيتا للمبادرة وتميّزها. ولما عرضت الفكرة على لجنة الخدمات قامت بتوفير وجبات اللبن لجميع الطالبات، وقام تجار المجتمع المحلي بتوفير التفاح والبرتقال لكل طالبة.
الاهتمام والحراك الذي أحدثته المبادرة
بدأت بتطبيق خطط تتعلق بالصحة الجسدية للطالبات ونوعية الغذاء لما لها من أثر على تحصيل الطالبات وزيادة دافعيتهن للتعلم، وبدأت المبادرة أولاً مع طالبات المرشدة الصحية بالمدرسة، ثم أصبحت جزءاً من خطة النهوض المدرسية، وتم تعميمها على جميع طالبات المدرسة بالتعاون مع المعلمات والبالغ عددهن ( 29 معلمة).
وأثارت المبادرة فضول أولياء الأمور، فبادروا إلى توفير وجبة فطور لأبنائهم وبناتهم قبل مغادرة البيت إلى المدارس، وانتقل البرنامج إلى مدرسة البنات المجاورة لتطبيقه، وحرّكت هذه الظاهرة المجلس المدرسي ودفعته لطلب تقديم الوجبات الصحية والخضار والفواكه من المجتمع المحلي.