Elham.ps
Ar|Eng
Elham.ps Elham.ps Elham.ps
الرئيسية » سفراء إلهام »   10 نيسان 2008طباعة الصفحة

صهيب أحمد عبد الرحم زيد

الدورة الأولى

حملة أفِدْني لتوظيف الفضائيات والانترنت في التعلم"

المهنة: معلم -مدرسة ذكور قلقيلية الأساسية الأولى     منطقة نابلس- وكالة الغوث

المؤهلات الأكاديمية والمهنية:
·       بكالوريوس تربية / أساليب تدريس العلوم.
·       دورات حاسوب.
أبرز الأنشطة التربوية والمجتمعية:
·       تعليم مباحث مختلفة، والإشراف على نادي الحاسوب للطلبة، والمشاركة في معارض وأنشطة علمية للمدرسة.
 
 
 
وصف موجز للمبادرة ومبرراتها
 
من طبيعتي الفضولية (بمعناها الإيجابي) حب المعرفة بجميع ألوانها، والشعور بالرضا عند حصولي على أية معلومة جديدة، حيث أبادر بنشرها للآخرين، أملا في أن يشعر الآخرون بالرضا وحب المعرفة، لكنّ احتكاكي بطبقات المجتمع المختلفة وخاصة الطلاب بأعمارهم المختلفة، جعلني أستخلص أنّ هناك اختلالا في الميزان المعرفي والعلمي لديهم، واستنتجت ذلك من حادثة، أعرضها باختصار:
 
شاركت في معرض للوسائل التعليمية العلمية تحت عنوان" مؤتمر العلوم" الذي أقيم في قاعة كلية هشام حجاوي وكنت أحد الشارحين لتلك الوسائل، لكن ما صدمني هو عجز الكثير من الطلبة الجامعيين الذين زاروا المعرض عن تفسير ومعرفة الكثير من الوسائل والآليات التي تعمل بها، مع أنها تعتبر من الثقافة العامة السهلة،وما زاد من إحباطي هو أن هؤلاء الطلبة يكثرون من متابعة الفضائيات والمواقع الالكترونية المختلفة.
 
وتعكس هذه الحادثة الوجه المظلم للنمط الممارس في متابعة وسائل الإعلام والإختيار الخاطئ أو السائد المتبع في مجتمعنا والتقليد الأعمى لما تبثه وسائل الإعلام والفضائيات والمواقع الإلكترونية، مع العلم أن مجموعة كبيرة من الفضائيات والمواقع الإلكترونية تنقل الوجه المشرق للحضارة والعلم والتطور والثقافة بجميع أنواعها.
 
بدأت بقراءة الكثير من الدراسات والإحصاءات والأبحاث التي تبين العلاقة بين الإعلام والمجتمع، وخرجت بمجموعة من الاستنتاجات، أذكر منها دراسة لمنظمة "اليونسكو"تقول: إن الطفل قبل أن يبلغ الثامنة عشرة من عمره يكون قد أمضى 22000 ساعة أمام التلفاز في حين يقضي  14000 ساعة في قاعات الدراسة.
 
لذا بدأت بالتفكير في كيفية معالجة هذه المُعضلة، والمصادفة كانت خير من ألف ميعاد، حيث طرحت مبادرة إلهام فلسطين، مع تزامن تفكيري بحل تلك المشكلة، فبدأت أجمع أوراقي لهذه المبادرة، ووضعت خطة للعمل بها منذ  شباط 2008،وبدأت بتطبيق المبادرة في آذار 2008، على طلبة الصف التاسع الأساسي. وتقوم فكرة المبادرة على توظيف وسائل الإعلام (الفضائيات والإنترنت)في العملية التعليمية؛ من خلال حملة أطلق عليها اسم "حملة أفِدْني"بمعنى أعطني فائدة، وفق الآتي:
 
1. أقوم بداية كل أسبوع بعمل جدول أضع فيه أسماء البرامج الفضائية والمواقع الإلكترونية لكل يوم برنامج أو موقع الكتروني، وأسماء القنوات الفضائية المراد متابعتها مع موعد البرنامج، ورابط الموقع الإلكتروني؛ وأقوم بتوزيع الأدوار بين الطلبة كل يوم بصورة دورية مع موعد الإلقاء المحدد لكل طالب، وبتعليق الجدول داخل الصف.
2. يتابع الطالب البرنامج المحدد له ويقوم باستقاء المعلومات ويلخصها بمساعدة أفراد العائلة، وعندما يحين موعد الإلقاء (الشرح) يبدأ الطالب بشرح الموضوع المكلف به أمام طلاب صفه مع بداية الحصة مدة تتراوح بين 5-10دقائق من وقت الحصة، مع فتح باب النقاش والمشاركة لطلاب الصف. ويكون دوري تنظيم عملية النقاش، مع الأخذ بعين الاعتبار إتاحة الفرصة والمجال للطالب أن يختار الموقع أو البرنامج حسب ميوله واهتماماته.
 
أثر المبادرة على المجتمع المدرسي
 أسهمت المبادرة في إثراء المنهاج وزادت من المحصلة المعرفية والثقافية لدى الطلاب، وزادت من وعيهم بطريقة استخدام شبكة الإنترنت ومتابعة القنوات الفضائية، وتطوير مهارات التفكير الناقد لديهم من خلال التأمل فيما يشاهدونه، ومحاولة تمييز الغث من السمين منه، وكذلك علمت الطلاب كيفية استغلال وقت الفراغ، وزاد إحساسهم بقيمة الوقت والالتزام به. من جهة أخرى، كان لوقوف الطالب أمام زملائه وشرح الموضوع المكلف به الأثر الواضح في صقل شخصيته وتطوير قدرته على الإلقاء والخطابة.
 
أما أولياء الأمور، فقد أُجبر أهالي الطلاب في بداية المبادرة على متابعة البرامج مع أبنائهم لضمان حصولهم على أفضل علامات؛ ولكن مع الوقت أحس الأهالي بجدوى الحملة وأهميتها لما اكتشفوه من تحسن بالعلاقة مع أبنائهم وزيادة في المحصول المعرفي لديهم، وإحداث قدرة عندهم على تمييز وتقييم البرامج التي تعرضها الفضائيات ومحتوى المواقع الإلكترونية؛ مما أحدث تغييرا للنمط السائد لدى الأهالي بمتابعة هذه الوسائل.
 
عوامل النجاح في المبادرة
بدأت رحلة نجاح المبادرة بعرضها أمام الهيئة التدريسية بالمدرسة، وفاق التشجيع التوقعات، وعرض الكثير من المعلمين علي المشاركة لإنجاحها، وكان التفاعل مع الفكرة عظيما لارتباطها بوسائل محبوبة لديهم،وتكمن ريادية الفكرة في توافر الوسائل والموارد وارتباطها بالمجتمع، حيث أظهرت دراسة لمؤسسة" ألفا العالمية" (2008) أن 92,8%  من الأسر الفلسطينية تملك جهاز (ستالايت) وأظهرت دراسة "لجهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني" (2006)  أن 59%  من المجتمع الفلسطيني يستخدمون شبكة الانترنت، وأكثر من نصف المجتمع في عمر10 سنوات فأكثر يعرفون استخدام الإنترنت.
 
التعاطي مع التحديات والصعوبات
 رغم عملي بمثابرة وجهد كبيرين في المبادرة إلا أن ثمة صعوبات واجهتني فقمت بمواجهتها، وأهمها: عدم امتلاك الكثير من عائلات الطلاب لأجهزة حاسوب مربوطة بشبكة الانترنت؛ وقد أوجدنا البديل باستخدام قاعة الحاسوب بالمدرسة لعدد من الطلبة وتدريبهم على آلية البحث على المواقع العلمية؛ كما وجدت مجموعة من الطلاب صعوبة في استقاء المعلومات من البرامج الفضائية، حيث قمت بعمل دورة تدريبية عن طريق عرض أفلام وثائقية أمام الطلاب، وشرحت لهم كيفية استقاء المعلومات وكتابتها وترتيبها. أما المشكلة الكبرى التي واجهتني وواجهت الطلاب أيضا، فتمثلت بالسلبية الكبيرة التي يتابع بها أهاليهم لبرامج الفضائيات، وعملت على حل هذه المشكلة عن طريق رصد علامات للحملة وتوعية الطلاب الذين بدورهم عملوا على توجيه أهاليهم للمشاركة بالحملة معهم واختيار البرامج الأكثر فائدة.
 
 
 
تطلعات مستقبلية
سأسعى جاهدا في الفترة المقبلة إلى تعميم مبادرتي على أكثر من صف في مدرستي، ونشرها على مدارس أكثر لتعم الفائدة على أكبر عدد ممكن من الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور، وسأقوم في بداية الفصل الثاني من السنة الدراسية 20082009  بإبلاغ المسؤولين المباشرين عن المدارس ليتم تعميم المبادرة على مدارسهم، وسأقوم بإرسال الجدول الأسبوعي على البريد الإلكتروني للمعلمين المعنيين، وبجولة على المدارس المستهدفة لتعريفها بالحملة، وسأعمل على نشر وتعميم الحملة من خلال وسائل الإعلام المختلفة، وسأصمم موقعا إلكترونيا خاصا بالحملة للتعريف بها.
 
المبادرة كما رآها آخرون
 
 
"تتسم فكرة المبادرة بالأصالة، فهي تطرح نقدا لما تعرضه الفضائيات والمواقع الالكترونية المختلفة من جهة، ونقدا آخر للمشاهدين الذين يتلقفون ما تعرضه هذه الوسائل الإعلامية دون وقفة تفكير أو تأمل في مدى صحة أو دقة أو جدوى ما يشاهدونه""
لجنة التقييم- إلهام فلسطين
 
 
 

 

 
Elham.ps Elham.ps Elham.ps Elham.ps
تصميم و تطوير